اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: ذئابٌ الطائفية

العمود الثامن: ذئابٌ الطائفية

نشر في: 13 سبتمبر, 2022: 12:11 ص

 علي حسين

هل ينتمى أولئك الذين يثيرون النعرات الطائفية إلى قيم ثورة الإمام الحسين؟. وهل يفلح مَن يدّعون حب الحسين بالوصول، ولو قليلاً، إلى فضائله وخصاله؟.. ألم يعلن بصوت واضح بأن هذه الأرض إنما أعدت للباحثين عن العدل واليقين، ولن تكون يوماً للذين اكتظت جيوبهم بالمال الحرام، وامتلأت خطاباتهم بالكراهية؟.

ألم يعلمنا أن السكوت على الظلم جريمة، وأن الحياة ما هي إلا كلمة صدق وحق، وأن دين المرء كلمته، ومفتاح الحياة كلمة، وأن الكلمة ضياء حين تكون مع الحق، ونار حين يراد منها الدفاع عن الباطل؟.

إن الذين يصرون على أن العراق وطنهم لوحدهم، وأن لا أخوة في الدين، وأن الطائفية أبقى وأهم، لا يمثلون أخلاق ثورة الحسين النبيلة.. إنهم كائنات غريبة على الدين والإنسانية التي قدم حياته ثمناً لهما.

عفوك سيد الاحرار لو بعثت اليوم سترى بعض الباكين عليك وهم يفسدون في الأرض، يخادعون ويزورون، عذراً سيد الأحرار يبكون عليك لكنهم لم يتعلموا ثباتك وقوة حزنك، وشموخك وأنت تدوس عليك الخيول.عذراً سيد الأحرار، البعض يبكون عليك نفاقاً ويسعون إلى جنّتك رياءً، وأنت الذي سعت جنة الله إليك تحث الخطى.عذراً سيدي فأن ضعاف النفوس، انتموا لذئاب الطائفية ونسوا أنك لم تكن طائفة، بل كنت ومازلت أمة للمستضعفين السائرين على طريق الحق والعدل والحب والتسامح.

اليوم نتذكرك يا إمام الحرية، ونحن نرى ساسة يتحدثون ليل نهار عن القيم الدينية، وأخلاق الحاكم، ورضا الله والعباد، ومصطلحات وعبارات ضخمة، لكن أكثرهم لا يؤمنون بما يقولون، سياسيين تعددت صورهم وأشكالهم، بعضهم لبس عباءة الفضيلة ليداري رذائله، روائح فسادهم ملأت أروقة مؤسسات الدولة وتسربت منها إلى الشوارع والأقضية والنواحي والمدن، وتحول بعضهم إلى مصيبة وقعت على رؤوس الناس، يتحدثون في ثورة الحسين لكي يخدشوا نصاعة وجهها وروعة مبادئها، وليجردوها من أهم ما جاءت به من معاني الرحمة واحترام الحياة، يدافعون عن الفساد والمفسدين والمرتشين، ويؤلبون فئة على أخرى، ويقيمون الدنيا ويقعدونها من أجل الحفاظ على كراسيهم.

لقد أخطأنا كثيرا فى حق ثورة الحسين حين تركناها فريسة للغلاة واصحاب النعرات الطائفية لكي يخدشوا نصاعة وجهها وروعة مبادئها وقيمها، وما جاءت به من معاني الرحمة واحترام الحياة.

إن المتطرفين والحمقى خطراً يهدد بحرق العراق ، وإذ ما لم يتم التعامل مع هذا الركام المخيف من مناخ التعصب فلن يسلم أحد من نار الخاب .

سيظل الامام الحسين امة للنهوض ، وليس امام للطائفية ، وسنظل نردد مع مظفر النواب :

يا إمام الشهادةِ!

نعرفُ أن القتالَ مريرٌ

وأن التوازنَ صعبٌ

وأن ضعاف النفوس

انتموا للذئابِ

وعاشت ذئابٌ من الطائفية

تفتك بالناس...

ما أنت طائفةٌ

إنما أمةٌ للنهوضِ.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 1

  1. kareem sadoon

    سلاما لك مبدعنا العزيز، مقال رائع ولعله يسمع الصم

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

تعديل قانون الأحوال الشخصية دعوة لمغادرة الهوية الوطنية

ضجة التّماثيل.. كَوديا بعد المنصور!

العمودالثامن: نائب ونائم !!

لماذا أدعو إلى إصلاح التعليم العالي؟ (إصلاح التعليم العالي الطريق السليم لاصلاح الدولة)

العمودالثامن: إضحك مع الدولة العميقة

العمودالثامن: النائب الذي يريد أن ينقذنا من الضلال

 علي حسين ليس من حق المواطن العراقي أن يعترض على تعديل قانون الأحوال الشخصية ، ولا يملك أن يشكو من تحول مجلس النواب إلى قاعة للمناكفات السياسية ، ولا يملك أن ينتقد أوجه...
علي حسين

باليت المدى: عندَ اكتمال القمر

 ستار كاووش قيمة السفر تُكمِنُ في مشاهدة أشياء وتفاصيل وأماكن مختلفة، جديدة، نادرة أو ممتعة. أما إذا إجتمعت كل هذه التفاصيل في مكان واحد مثلَ بارك (ديلا ديساتيل) في مدينة ليل، فهنا عليَّ...
ستار كاووش

قناطر: أين نحن من نخيلنا الذي سرقه العالم

طالب عبد العزيز ملء الشاشة تظهر صورة رجل أنيق، بثياب أهل الخليج الصيفية متحدثاً بمعلومات قيمة عن أحوال مزرعته المزدحمة بالنخل والفاكهة، وتظهر في الصورة نخلة من أحد الاصناف المعروفة لدينا، وقد ثقلت بعذوقها...
طالب عبد العزيز

العراقيون يفقدون الثقة في الديمقراطية

د. سامان شالي إن مسألة ما إذا كان العراقيون قد فقدوا الثقة في الديمقراطية أمر معقد ومتعدد الأوجه. لقد كانت رحلة العراق نحو الديمقراطية مضطربة، وتميزت بتحديات وانتكاسات كبيرة. يستكشف هذا المقال الوضع الحالي...
د. سامان شالي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram