ناجح المعموري
اصدر د. سمير خليل عدداً من الكتب المعنية بالنقد الثقافي والدراسات الثقافية وهي " فضاءات النقد الثقافي / من النص الى الخطاب /
واعاد طباعة الكتاب عن دار الجواهري واصدر دليلاً عن مصطلحات الدراسات الثقافية والنقد الثقافي وهو عبارة عن اضاءة توثيقية للمفاهيم الثقافية المتداولة " وواظب د. سمير على متابعة المصطلحات الخاصة بالدراسات الثقافية وما له صلة بها وعلاقتها بالعلوم الاجتماعية والسياسية واضاف الكثير متحفزاً لما اثارته الفعاليات الثقافية والاكاديمية بالدراسات والنقد الثقافي وتمكن عبر جهد طويل ومواكبة مستمرة من استكمال عمله الموسوعي الحيوي والمهم جداً.
وهو دليل مصطلحات الدراسات الثقافية والنقد الثقافي. واثار هذا الجهد الرصين اهتمام الاوساط الثقافية العربية وجرى حوار طويل وعميق مع الاتحادات التي اودعنا لديها نسخة من هذا العمل، الذي درس كل ما له علاقة بالدراسات والنقد الثقافي. لانهما متداخلان معاً وقدما وما زالا يعملان على تفكيك الابنية الثقافية.
والانساق المكونة لها بالإضافة للسياقات الثقافية، وتحليلات الخطاب المعني بالمؤسسات. وعلاقاتها بالسلطة والسعي لخلخلة استقرارات هذه المؤسسات، وتفويض كل تحول منها الى ثوابت في التداول الثقافي الذي تعاملت معه الاوساط الادبية والثقافية باعتباره رواسخ بعد ان اسس لها كل من وليامز وتيري ايغلن. وستيورات هول واشار د. سمير خليل الى الدور الذي لعبه النقد الثقافي والدراسات الثقافية، في اقتراح وتأسيس مصطلحات مثيرة جداً وطور ما يماثلها مستفيداً من العلوم الانسانية، الانثربولوجيا والاجتماع والميثولوجيا وعلم النفس.
واكد د. سمير خليل الى النقد والدراسات الثقافية لم يصمتا امام ما هو جديد، تغذت به المصطلحات الجديدة وتم التعامل معها بوصفها انتقالة جوهرية جديدة ومهمة في الدراسات الثقافية والحداثية، ولذا برز الاهتمام بالدراسات الجديدة وحصل حوار معرفي نشط ورصين وتجاورت مع عديد من المناهج والدراسات، التي عرفتها الاوساط الثقافية مثل : النقد النسوي، النقد الميثولوجي، انثربولوجيا الثقافة، النسوية. والتحاور مع الخطاب المؤسساتي. ولابد من الاشارة الى الدراسات الثقافية كرست توجهاتها ورؤاها لأنها تهيكلت على المعارف والمفاهيم والافكار الماركسية وبرزت اسماء شهيرة جداً في هذا المجال وكان دور عدد من المفكرين الغربيين بارزاً ومؤثراً، قبل ستيورات هول وكولن سباركس / وديك هيدج....الخ كما جرى حوار عربي رصين، حول الموقف من الدراسات الثقافية وكان دورها حاضراً وبالغ الاهمية. وقد تميزت هذه الآراء والمحاورات في تقديم كشوف معرفية وخاصيات ايديولوجية ممثلة لكل منهما. وقد اشار الاستاذ محمد مفضل الى هذه الاسماء وما حققته من انجازات في الحوار مثال عبد الله العروي / محمد عايد الجابري / وطه عبد الرحمن / وعبد الكبير الخطيبي.
انفتاح النقد الثقافي على تمظهرات ما بعد الحداثة، ساهم بتطوير انجازاته وتوصلاته، لان تبنياته تحولت عمقاً شاملاً ومنفتحاً، على علم الجمال وعلم العلامات والماركسية او النظرية الادبية والانثربولوجيا، بالإضافة الى الحقول الثقافية النشطة والتي لعبت ادواراً بارزة في الحوار والجدل وقد تبدى نتائج ذلك الى بروز العقل، وتبدياته في اقتراح مفاهيم جديدة والتوجه من ابداء الآراء والمفاهيم، نحو المشاركة بالإنجاز المهم. واعني به التشارك والتطبيق.
بذل د. سمير خليل جهداً في إنجازه الاكاديمي في مجالي النقد والدراسات الثقافية. ودخل مزوداً بتوصلات جديدة ساهمت بإيضاح التشوشات التي برزت في جهود العديد من الباحثين في النقد الثقافي والدراسات، ولهذا لعب دوراً في اقتراح المفاهيم والاصول مع السعي لتفعيل المصطلحات وجعلها حاضرة بين اوساط الافراد الفاعلين وتحويلها الى مفاهيم دقيقة وذات حضور في التداول الثقافي. المطلوب والذي سيتخذ ابعاداً اعمق وتشاركاً بالتفاعل التداولي.
قال د. سمير خليل بأن دليل مصطلحات الدراسات الثقافية يمثل انجازه استجابة لضرورات الحياة الثقافية وحاجات الطلبة والباحثين واكد بأنه بذل جهوداً استثنائياً من اجل تسجيل المصطلحات وتدوينها والعمل على توسيع كل ماله صلة بها لذا اتضح تداخل الحقول المعرفية بعضها مع بعض.
كانت وما زالت الدراسات الثقافية مستمرة بأثارة الاهتمام بها وتغذيتها بما يساعدها على المحافظة على سيرورتها، وحيازتها على كثير من الافكار والمفاهيم والحوار الثقافي والمعرفي. وهذا يعني بأن كل المناهج والدراسات، ليست معزولة عن تعدد الفضاءات وتنوعها، بل متجاورة بحوار اصيل وعميق.
اشار د. فيحان الرويلي : الى اهتمام الدراسات الثقافية بمساءلة العلوم المنتمية الى الحقل الاجتماعي وعلوم الانسان واستجوبت ممارسات النقد الادبي التقليدية وممارسات النظرية الجمالية، ولعبت دوراً حاسماً وأخيراً. بذل د. سمير خليل جهوداً ثقافياً لائقاً جعل من تنوعات جهوده الثقافية والادبية مراكز ذات ثقل وحضور في الحياة الثقافية العراقية والعربية. ولابد من الاشارة لدور اتحاد الادباء والكتاب الذي لعب دوراً فيه وتمثيل لوظائفه الثقافية.
من خلال الاعلان عن استعداده لطبع الكتاب وظل متابعاً د. سمير خليل باستمرار حتى اللحظة التي استلم الاتحاد فيها الكتاب واشعر بحزن لأني لم استطع الاحتفاء بهذا الجهد الوطني لأني انشغلت بمهمة منعتني من الحضور.