بغداد/ حسين حاتم
أدى توقف مفاوضات ملف المياه مع الجانبين التركي والايراني وغياب الأمطار إلى تفاقم أزمة الشح في العراق، لا سيما وان السنوات الثلاث الأخيرة كانت جافة من ناحية الأمطار.
وفي ظل غياب الدور الحكومي لمعالجة "شح المياه" الذي يبرز ايضا غياب دور المنظمات الدولية في حلحلة الأزمة، وبحسب مختصين فإن الخزين المائي المتوفر انخفض الى 13 مليار متر مكعب.
ويقول مستشار وزارة الموارد المائية عون ذياب إن "الحديث عن مواجهة شح المياه في موسم الصيف المقبل سابق لأوانه، لأنه يعتمد على نسبة الأمطار خلال الموسم الشتائي، لذلك نأمل أن تأتي كميات كبيرة لإعادة الخزين المائي، لكي نعيد الكثير من الإجراءات الممكن اتخاذها في هذا الجانب، لأننا بحاجة ماسة إلى اضافة مصادر مياه غير تقليدية والتي من أهمها تحلية مياه البحر".
وأضاف ذياب، أن "المفاوضات مع الجانبين التركي والإيراني شبه متوقفة، بسبب الانسداد السياسي الحالي في العراق، لأن هذا هو عامل مهم لمثل هكذا مباحثات التي تعتمد على أسس ثابتة وقوية".
واشار، إلى أن "حصاد المياه متعلق بسقوط المطر في مناطق محددة، فبدلاً من أن تذهب الى المستنقعات وتتبخر ممكن استغلالها والاستفادة منها بإنشاء حواجز معينة، مثل خزانات وسدود صغيرة لغرض الاستفادة من التساقط المطري".
وتابع ذياب، أن "هنالك مجموعة من السدود الصغيرة لحصاد المياه في الجانب الشرقي، وايضا لدينا في الصحراء الغربية"، مؤكداَ أن "الوزارة بصدد تطوير السدود والاستفادة منها بأي فرصة لخزن مياه الامطار، واستثمارها بشكل علمي ومحسوب مسبقاً".
بدوره، يقول الخبير المائي عادل المختار، ان "الجفاف بلغ أعلى مستوياته في ظل عدم حصول العراق على حصصه المائية من دول الجوار وهذا ما ينذر بأزمة كبيرة قد تتعرض لها البلاد قريباً في حال لم يكن هنالك سقوط للأمطار خلال الاشهر القليلة المقبلة".
وأضاف، أن "علاقة العراق مع دول الجوار اصبحت جداً ضعيفة بسبب عدم وجود مفاوضات"، مشيرا الى ان "الجانب التركي رفض المفاوضات بشأن المياه مع حكومة الكاظمي لأنها حكومة تصريف اعمال وتم تأجيل المفاوضات لحين تشكيل حكومة جديدة".
وأشار المختار، إلى أن "دور المنظمات الدولية غائب في ظل أزمة الشح التي يشهدها العراق"، مبينا ان "تلك المنظمات لم تحرك ساكنا لغاية الان، سوى التصريحات".
وبين الخبير المائي، أن "الخزين المائي المتوفر حاليا انخفض الى 13 مليار متر مكعب"، مبينا ان "الكثير من سكان الارياف هاجروا قراهم بسبب الجفاف".
ولفت المختار، الى ان "القطاع الزراعي والاهوار يمران بحالة تدهور"، داعيا الى "ضرورة إعادة النظر بالسياسة الزراعية، وحصر ملف المياه بيد رئيس الوزراء".
وكانت الأمم المتحدة قد حذرت في عام 2016 من أن 25% من سكان جنوبي العراق، سيضطرون لترك مناطقهم والهجرة بسبب الجفاف وشح المياه.