بغداد/ فراس عدنان
حذر مراقبون من تصاعد تحركات تنظيم داعش الارهابي، مؤكدين أن التهديدات قد تصل إلى بغداد مع وجود مناطق رخوة في قضاء الطارمية، موضحين أن لجوء القيادة العسكرية الى إشغال القطعات الأمنية في فرض الاستقرار الناجم عن الصراع السياسي يولد فراغات في مناطق أخرى.
وقال الخبير الستراتيجي أحمد الشريفي، إن "القطعات العراقية تتعرض إلى مشاغلة بين الحين والآخر في ظل الأزمة السياسية، فرضت على القوات العسكرية والأمنية أن تتجه نحو المدن لحفظ الاستقرار، وترك مساحات خارجها".
وتابع الشريفي، في حديث مع (المدى)، أن "التوقعات تشير إلى ان تنظيم داعش الارهابي في هذه المدة يعمل على استثمار الأزمات السياسية والواقع الحالي".
ولا يستبعد، أن "تصل المشاغلة إلى حزام بغداد"، مشدداً على أن "قضاء الطارمية، شمالي العاصمة، مايزال من ناحية التقييم خاصرة رخوة لاسيما أن نقاط التواصل الجغرافي التي تتيح للتنظيم متاحة في الوقت الحالي".
وشدّد الشريفي، على أن "إمكانية ارتفاع الهجمات الارهابية من قبل تنظيم داعش الارهابي في المرحلة المقبلة ممكن للغاية، ونحن نحذر من ذلك".
ورأى، أن "عودة مجلس النواب إلى الانعقاد مرة أخرى بعد الزيارة الاربعينية قد يسهم في إحداث بعض التوترات الأمنية، تستدعي مناورة القطعات وإشراكها في فض أي اشتباك قد يحصل بين المتخاصمين سياسياً، وهذه مسألة في غاية الخطورة".
ويواصل الشريفي، أن "هذه الخلافات والتي في طيتها تحمل أبعادا سياسية قد تؤثر في مسك الأرض، وتعطي فرصة لتغلغل داعش وتنفيذ عمليات يمكن ان توصف بالنوعية وتترك أثارا سلبية كبيرة".
ولفت، إلى أن "هناك حقيقة ينبغي إدراكها بأن تنظيم داعش يستثمر الخلافات السياسية من أجل إعادة انتاج نفسه مرة أخرى سواء على صعيد التموضع في مناطق خطرة أو إعادة إمكانية قدراته سواء بالتعرض إلى القطعات العسكرية أو التعرض على المناطق المدنية".
وأفاد، بأن "هذا التحذير واضح وملموس ينبغي وضعه أمام صنّاع القرار السياسي بأن أية انتكاسة سياسية تهدّد السلم الأهلي يمكن لها أن توفّر الأجواء المناسبة إلى تنظيم داعش الارهابي للظهور مجدداً، وهو ينتظر بفارغ الصبر مثل هكذا فرص".
ومضى الشريفي، إلى أن "عودة داعش تعني؛ أن نسبة الاستقرار والامن التي تحققت نتيجة جهود قواتنا طيلة السنوات الماضية مهددة بالتراجع، ولاسيما أن هناك العديد من النجاحات التي حصلت على صعيد تأمين الحدود مع دول الجوار وتحصين الجبهة الداخلية لا ينبغي التفريط بها بسهولة نتيجة الصراع السياسي".
من جانبه، ذكر الخبير الأمني عماد الشماع، في حديث مع (المدى)، أن "قدرة الدولة على تحصين مؤسساتها وإبعادها عن الصراعات السياسية، ستمكنها من مواجهة تنظيم داعش وغيره من الجماعات الارهابية".
وأضاف الشماع، أن "تنظيم داعش بدأ في التحرك مؤخراً مستغلاً حالة الصراع السياسي وما نتج عنها من ضعف في إدارة الدولة".
ولفت، إلى أن "التحركات هي في المحافظات المحرّرة، ووصلت إلى أطراف العاصمة، وهذا مؤشر خطير للغاية يهدد السلم الأهلي".
وأوضح الشماع، أن "القوى السياسية المختلفة ينبغي منها أن تتوحد من أجل تحقيق مصلحة العراق وتفويت الفرصة على الارهابيين في تهديد السلم وتنفيذ هجمات إجرامية".
وأورد، أن "هناك جهات داخلية وأخرى خارجية قد تكون مستفيدة من هذا الصراع، والتهديدات الأمنية".
وانتهى الشماع، إلى أن "الوضع ينبغي أن يبقى مستقراً مع تكثيف الجهد الأمني والاستخباري في مواجهة وملاحقة أية نشاطات مشبوهة لتنظيم داعش الارهابي".
وكان المتحدث باسم قيادة العلميات المشتركة تحسين الخفاجي قد ذكر في تصريح سابق لـ (المدى)، أن "معلومات مهمة تم الحصول عليها تخص تنظيم داعش الارهابي"، مؤكداً "قتل أغلب الصف الأول من قادته".
وأضاف الخفاجي، أن "العمل الأمني والاستخباري في العراق يتطلب تنسيقاً عالياً جداً، فهناك تعاون واضح بين وكالة الاستخبارات التابعة لوزارة الداخلية وخلية الاستهداف التابعة لقيادة العمليات المشتركة وسلاح الجو التابع لرئاسة أركان الجيش في وزارة الدفاع".
وتحدث، عن "سرعة كبيرة في تناقل المعلومات والتأكد من دقتها وإيصالها إلى مرحلة التنفيذ، وهذا يعبّر عن وحدة القيادة والسيطرة"
ويواصل الخفاجي، أن "العمل لا يتوقف أحياناً عند الضربة بالطائرات المقاتلة، إنما قد يتجاوز ذلك إلى عمليات إنزال جوي ومطاردة وملاحقة لما موجود في الأرض، فهناك بعض العناصر قد ينجون من الضربة الجوية لكنهم يقعون تحت مرمى القوات التي تنفذ الانزال".
وأكد، أن "التمشيط للمناطق التي تتعرض للقصف أمر ضروري جداً، فنحن نهيئ قوة تبعد بمسافة تباشر مهامها بعد تنفيذ الهجوم الجوي، ومعها تحلق طائرات تؤمن الأرض من السماء وتلاحق أي هرب للعناصر الإرهابية".
وأوضح الخفاجي، أن "المهم بالنسبة إلينا إضافة إلى الملاحقة والمطاردة والمتابعة، هو ضبط الحدود والثغرات الأمنية"، وتحدث عن "عمل كبير للوحدات العسكرية في مسك الحدود، وشاركت فيه قطعات من الجيش وحرس الحدود والحشد الشعبي وبالتعاون مع قوات البيشمركة في معالجة الثغرات التي بين مناطق سيطرة القوات الاتحادية ومناطق سيطرة إقليم كردستان".
وأكد، أن "خلايا تنظيم داعش تصعب عليها الحركة وتنزوي في مناطق معينة، وهي مرصودة من قبل القوات الأمنية"، لافتاً إلى أن "أسلوب التعامل مع التنظيمات الإرهابية يختلف بين المناطق المأهولة بالسكان والمناطق الصحراوية والجبلية".
وأردف الخفاجي، أن "الأهالي والسكان بشكل عام يرفضون تواجد التنظيم في مناطقهم وهم متضررون منه، وقد أبدوا تعاوناً كبيراً مع القوات الأمنية على صعيد تأكيد المعلومات".
ونبه، إلى أن "بعض الحواضن قد تكون موجودة، ولكنها لا ترتقي إلى وصفها بأنها تشكل خطراً مجتمعياً او تظهر التعاون مع الإرهاب، إنما هي حالات فردية".
ويواصل الخفاجي، أن "عملياتنا تركزت في الثرثار وجنوب غرب كركوك وشمال ديالى، لأنها مناطق ما تزال تشهد تواجداً للتنظيم الإرهابي".
وبيّن، أن "قيادة العمليات المشتركة لديها خطط جاهزة ومعدة للقيام بعمليات نوعية، وهي بطبيعة الحال تتطلب تنسيقاً مستمراً بين مختلف القوات الأمنية والعسكرية".
ومضى الخفاجي، إلى أن "القوات العراقية نجحت في قتل عناصر في الثرثار نعتقد أنهم كانوا مسؤولين عن مفارز في مناطق جنوب غرب كركوك وشمال ديالى".