TOP

جريدة المدى > منوعات وأخيرة > في قلعة أربيل الأثرية... نساء يروين تأريخ العشائر الكردية بمشغولات يدوية

في قلعة أربيل الأثرية... نساء يروين تأريخ العشائر الكردية بمشغولات يدوية

نشر في: 14 يوليو, 2010: 09:16 م

  أربيل/ أفراح شوقينساء متحف النسيج الكردي هن أول ما يلفت نظرك وأنت تتجول في قلعة اربيل الشهيرة،  وسط المدينة التراثية التي صارت مقصداً للكثير من  السياح والزوار العرب والأجانب، لما تحتويه من آثار وتراث وجمال،  وغدت من أهم المتاحف المعنية بإدامة التراث الكردي.
بناء القلعة مازال قوياً، ولونه أشبه بلون الذهب الأصفر عندما تعلوه  شمس النهار،  وعليك أن تصعد عدة درجات كيما تراه من الداخل، وأول ما يطالعك فيه هو التمثال الكبير للمؤرخ والوزير السابق ابن المستوفي، وكان ضليعاً في مجالات الأدب والتأريخ واللغة، ثم يستقبلك متحف النسيج الكردي الذي ينشر السجاجيد المصنوعة يدوياً،  وبعض المشغولات والانتيكات الصغيرة والجميلة والفضيات  وكذلك الكتب التي تحكي تراث المدينة.المشرف على المتحف سرتيب مصطفى قال:  تأسس المتحف في عام  2004، وكان قبلها عبارة عن  منطقة خربة  وجرى ترميمها عن طريق حكومة الإقليم، ويحوي المتحف على  مصنوعات يدوية متخصصة في نسيج العشائر الكردية،  كل عشيرة لها نقوش خاصة بها، وتجدون  ايضاً  أدوات نسيج يدوية قديمة موجودة منذ عقود وهي صالحة للعمل حتى الآن، وكذلك على نماذج لملابس الرعاة المصنوعة من مادة اللباد المستخرج من صوف الغنم،وأضاف:   لدي 26 عاملاً هنا، بينهم 17 امرأة،  يتولون حياكة المنسوجات  يدوياً ومن ثم عرضها، وقد تولت أحدى المنظمات الأمريكية دعم المشروع لأجل حماية التراث الكردي من الاندثار، ويواصل سرتيب كلامه قائلا: هناك نساء أسطوات وكبيرات في العمر يتولين تدريب الجديدات في المهنة، وعموماً فأن حياكة السجاد  مهنة نسائية  منذ القدم كانت تمارسها نساء العشائر في القرى والأرياف. وخلال تجوالنا في المتحف لمسنا وجود تحفيات ومنسوجات رائعة الجمال كتب عليها للعرض فقط،  ولما سألنا عنها عرفنا  أنها منسوجات لا تقدر بثمن لأنها موغلة في القدم ويبلغ عمرها حوالي مئتي عام، وعليه لا يمكننا بيعها، ومن تلك المعروضات سجادة طويلة غطت جزءاً كبيراً من المتحف وتمتاز بنقوش دقيقة وجميلة، من منسوجات سهل اربيل. وفي غرفة مجاورة من أرجاء المتحف الصغير،  كان منظر النساء العاملات  وهن منحنيات أمام المغزل الصغير لنسج الخيوط يبدو كأنه منظرساكن لزمن متحرك، منسوجات جميلة بتفاصيل دقيقة تتوسطها ورقة بيضاء هي خريطة السجادة التي يجب أن تنفذ بدقة، الشابة  أيبان  قالت: اعمل هنا منذ شهرين فقط، وعملنا متعب وطويل،  لكنه جميل، واستلم راتباً جيداً هنا، ويبدأ عملي من الساعة الثامنة والنصف صباحاً وحتى الثالثة ظهراً، وتعلمت النسج في إيران، زميلتها بربر  قالت: النساء متميزات هنا لأنهن أكثر صبراً وتلمساً للجمال، وهي مهنة توارثناها من جداتنا، وأحاول اليوم ان أنجز قطعتي التي بدأتها للتو ويتطلب العمل فيها ثلاثة أشهر يبلغ طولها متراً ونصف المتر وعرضها متراً واحداً، أما سعرها فيبلغ حوالي أربعة آلاف دولار! لأنها مصنوعة من خيوط الحرير وذات نقوش دقيقة وصعبة.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

علماء يكشفون أن العراق مهد أول حكومة مركزية في التاريخ

القلق والاغتراب الوجودي في "بانتظار غودو" في اتحاد الأدباء

سيرك جواد الأسدي تطرح قضايا ساخنة في مسقط

اقــــرأ: ثلاثية الفساد.. الإرهاب.. الطائفية

صدور المجلد العاشر من أضخم موسوعة أمثال عراقية وعربية

مقالات ذات صلة

بيت المدى يستذكر القاص والروائي الراحل أحمد خلف

بيت المدى يستذكر القاص والروائي الراحل أحمد خلف

رئيس المجمع العلمي العراقي: أحمد خلف الطهر العميق يمشي على رجلين حنون مجيد: في معظم مؤلفاته، يمتلك حمية على القيمة الفنية في العمل الأدبي عمر السراي: أحمد خلف لا يمثل أديباً فحسب، فهو في...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram