اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > قناطر: ابن اللبون العراقي

قناطر: ابن اللبون العراقي

نشر في: 15 سبتمبر, 2022: 12:20 ص

 طالب عبد العزيز

تتضح كلمة الامام علي بن ابي طالب:” كنْ في الفتنة كابن اللبون، لا ظهراً فيركب ولا ضرعاً فيحلب” في الايام هذه، بأهم وأجلى معانيها، بعد أن التبس الامر، وضاعت المقاييس، وصار بمقدور كل واحد منا اتخاذ موقف معين، والدفاع عنه حدَّ الموت، بعد أن أمست الناس فرقاً، تشايع من تشايع، وتخاصم من تخاصم، والكل يقول بالولاء، والكل طامع، والكل قاتل.

وقائع كهذه لن ينجو منها إلا العاقل، وأيُّ عاقل؟ ذلك هو الذي لا يدين بدين أحداً، ولا يتمذهب بمذهب أحد، ولا يخون أحداً، ولا يصطف مع أحد، ولا يقاتل مع أحد، ولا يقول كلمة حقٍّ لأحد، وبحق أحد، إذ كل كلمة موقف، وكل موقف انحياز، ولكلِّ انحياز ثمن أقله حزُّ في الرقاب، فالقوم يتربصُ بعضُهم ببعض، لذا عليك ألا تكون.

فيا بني: تبرأ أمامهم من قميص عثمان، ومن كل راية سوداء أو حمراء، ولا تقل شيئاً بحرب عائشة والزبير، وعلي ومعاوية، والحسين ويزيد، وإياك أن تقول برأي محمد بن الحنفية في الاعتزال، وتجاهل كل ما تعرفه عن صلح الحسن، سلم أمرهم الى الله، فالدولة الاموية دولة فتوحات وأساطيل، وهي حق ساقه الله لكبيرهم عند بعضهم، والدولة العباسية عصر ذهبي وعلم وبناء عند آخرين، فلا تشتم الغزاة، الفرس منهم والاتراك، السلاجقة والبويهيين، الخروف الاسود والابيض، العثمانيين والصفويين، ولا الامريكان ولا الانجليز حتى ولا الذين دخلوا العراق على دباباتهم، إذ كلهم شرفاء ووطنيون، يريدون الخير للبلاد، وإن كانت عبر بوابة الدم، فالدم العراقي رخيص، وهم محقون ! وإلا ما معنى أنْ تذهب بقدمك الى هناك.؟

والحرب قائمة بين فرنسا والمانيا ما تزال، يقترح رينوار الابن (المخرج) الضابط العائد جريحاً من الحرب على ابيه رينوار الرسام اضافة شيئ من أثرٍ الحرب على أحدى لوحاته، فيقول الرسام:” هل عليَّ أنْ اضيف شيئاً من اللون الاسود مثلاً؟ هنا، في الحياة الكثير مما يبعث الحزن، لذا، لا أن أضيف المزيد من الفقر واليأس والموت لهذا الكون، ليس هذا من اختصاصي، فيسأله:” وماذا عن الحرب”؟ فيقول:” ولا حتى الحرب” لقد كنت أرسم طوال حياتي، كما لو انني طفل».

لماذا علينا أن نكون مع هذا الفريق أو ذاك؟ هل بينهم من يمثلنا، نحن معشر المتطلعين للحياة؟ أيعاب علينا أننا لا ننتمي للحرب؟ ولماذا ننتمي؟ مَنْ للجمال إذن؟ من لرائحة الحياة في الرغيف؟ لقد قلنا وكتبنا الكثير الذي يدعو الناس للحياة، وقلنا خذوا ما حملتم على جمال جحودكم، وما خزنتم في بيتوتكم، وما استودعتم في المصارف، داخل وخارج العراق، خذوا العراق كله، والارض المغروسة والبور ايضاً، استصلحوا ما شئتم منها، والتي استوليتم عليها، وخذوا السيارات الفارهة، المصفحة وغير المصفحة، البنادق الرشاشة وغير الرشاشة، والمسدسات الكاتمة وغير الكاتمة، خذوا أرقام حسابتنا السرية والمعلنة والوهمية، تلك التي في الماستركارد، ونخيل، والكي كارت، خذوا ارباحها وفوائدها وما ظل في أرصدتنا من الدنانير، حولوها دولارات وأيورات وتومانات وليرات .. ؟ لكن، اتركوا دمنا الذي في الاعناق، نشهد الله أننا ما زلنا لبائن، لبابنة، لبونات، لا تملك من امرها شيئاً، وأنتم تملكون كل شيء .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

وزير الداخلية في الفلوجة للإشراف على نقل المسؤولية الأمنية من الدفاع

أسعار الصرف في بغداد.. سجلت ارتفاعا

إغلاق صالتين للقمار والقبض على ثلاثة متهمين في بغداد

التخطيط تعلن قرب إطلاق العمل بخطة التنمية 2024-2028

طقس العراق صحو مع ارتفاع بدرجات الحرارة خلال الأيام المقبلة

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

العمودالثامن: عقدة عبد الكريم قاسم

العمودالثامن: فولتير بنكهة عراقية

عاشوراء يتحوّل إلى نقمة للأوليغارشية الحاكمة

وجهة نظر عراقية في الانتخابات الفرنسية

من دفتر الذكريات

العمودالثامن: هناك الكثير منهم!!

 علي حسين في السِّيرة الممتعة التي كتبتها كاترين موريس عن فيلسوف القرن العشرين جان بول سارتر ، تخبرنا أن العلاقة الفلسفية والأدبية التي كانت تربط بين الشاب كامو وفيلسوف الوجودية استبقت العلاقة بين...
علي حسين

كلاكيت: الجندي الذي شغف بالتمثيل

 علاء المفرجي رشح لخمس جوائز أوسكار. وكان أحد كبار نجوم MGM (مترو غولدوين ماير). كان لديه أيضا مهنة عسكرية وكان من مخضرمين الحرب العالمية الثانية. جيمس ستيوارت الذي يحتفل عشاق السينما بذكرى وفاته...
علاء المفرجي

من دفتر الذكريات

زهير الجزائري (2-2)الحكومة الجمهورية الأولىعشت أحداث الثورة في بغداد ثم عشت مضاعفاتها في النجف وأنا في الخامسة عشرة من عمري. وقد سحرتني هذه الحيوية السياسية التي عمّت المدينة وغطت على طابعها الديني العشائري.في متوسطة...
زهير الجزائري

ماذا وراء التعجيل بإعلان "خلو العراق من التلوث الإشعاعي"؟!

د. كاظم المقدادي (1)تصريحات مكررةشهدت السنوات الثلاث الأخيرة تصريحات عديدة مكررة لمسؤولين متنفذين قطاع البيئة عن " قرب إعلان خلو العراق من التلوث الإشعاعي". فقد صرح مدير عام مركز الوقاية من الإشعاع التابع لوزارة...
د. كاظم المقدادي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram