اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: عن الأمية التي تحاصرنا

العمود الثامن: عن الأمية التي تحاصرنا

نشر في: 18 سبتمبر, 2022: 11:12 م

 علي حسين

يقول تقرير نُشر مؤخراً عن منظمات دولية ومعها نقابة المعلمين العراقيين، إن العراق يتسيد القائمة الخاصة بنسبة الأمية، قد يكون متقدماً على الصومال أو بموازاة أفغانستان، لكن إذا كان معدل الأمية قد ضرب أرقاماً قياسية في السنوات الأخيرة، فهذه كارثة،

وإذا كان الفقر والبطالة وتهجير الناس من مناطقها من ضمن الأسباب فالكارثة أعظم، وهناك ما هو أشد وأعظم؛ أن يعتاد العراق على أن هذه الأرقام هي الطبيعية، أو أن الإمبريالية العالمية تتآمر علينا وتضعنا، دائماً، في آخر قائمة الدول السعيدة.

الجزء الأكبر من أخبارنا مؤسف إن لم يكن مضحكاً، وما بين انقلاب مؤشر حنان الفتلاوي وتحويل بوصلة مصالحها ، ونظرية أبو مازن في "الحكم الرشيد" وعودة جمال الكربولي الميمونة ، ووسط أزمة سياسية كبيرة، خرج علينا السيد المالكي ليطالبنا، جميعاً، بأن ننسى الماضي ونفتح صفحة جديدة بشرط ان تكون بيضاء !! ء، ولا أدري هل نحن بحاجة إلى إعادة مؤشر العداد من جديد لنبدأ مع ساستنا من الصفر ونعتبر العشرين سنة الماضية مجرد بروفات للكوارث والمآسي والنهب المنظم؟.هذا أقصى ما يوعد به الشعب، العودة إلى نقطة الصفر ولا يهم الخراب الذي حل بالوطن، ولا الشهداء الذين سقطوا بسبب الفشل الأمني وعصابات داعش، ولا المليارات التي تتجول في بنوك العالم ، ولا البرلمان الكسيح الذي تحول اعضاءه الى اثرياء الزمن الاغبر .

الطبقة السياسية التي تريدنا أن ننسى العشرين سنة الماضية، هذه الطبقة نفسها أهملت التعليم وظلت برغم الميزانيات المليارية تشكو الإفلاس، فلا مدارس حديثة، ولا تعليم متطور، ولاحقوق لصغار الطلبة مثل باقي بلدان العالم، وأموال طبع الكتب ظل يتقاسمها النائب الهمام مثنى السامرائي مرة مع جماعة أسامة النجيفي ومرات مع أصحاب سليم الجبوري، ومرة تمنح لمساعدة مطابع لبنان .. بلد يعاني فيه التعليم من إهمال وغفلة ونضع على رأس سلطته التعليمية، "وزارة التربية"، مسؤولين ينتمون إلى أحزاب دينية تطالب بفرض الحجاب على الصغيرات في المدارس، لابد له من أن يكون في المراكز الأولى على لائحة الفساد العالمي حيث يتعيّن على كل مواطن أن يقدم رشوة كلما خطت قدماه باتجاه إحدى مؤسسات الحكومة .

في المرات التي أعيد فيها قراءة مذكرات السنغافوري لي كوان، تمر أمامي صورة هذه الجزيرة التي كانت حتى عام 1965 تسمى جزيرة الامية والفقر ، ويوم ودّع لي كوان الحياة قبل سبعة اعوام ، كانت سنغافورة على مقاعد الدرجة الأولى في العالم في مجال التعليم ، فيما المواطن السنغافوري يتمتع باعلى نسب الرفاهية ، مجرد جزيرة مهملة تحولت إلى ورشة عمل شعارها بث السعادة والطمأنينة في نفوس المواطنين.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 1

  1. نوزاد عبد الرحمن محمد صالح

    اخي كتاب المقال الان العراق لايحسب كدولة وفق معيار جودة التعليم الذي يعتمد في قياس اداء النظام التعليمي ولا في معيار التنافسية العالمية لقياس اداء الاقتصاد. وبالتالي اقول لولا النفط لا انتهى العراق كليا

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

تعديل قانون الأحوال الشخصية دعوة لمغادرة الهوية الوطنية

ضجة التّماثيل.. كَوديا بعد المنصور!

العمودالثامن: نائب ونائم !!

لماذا أدعو إلى إصلاح التعليم العالي؟ (إصلاح التعليم العالي الطريق السليم لاصلاح الدولة)

العمودالثامن: إضحك مع الدولة العميقة

العمودالثامن: النائب الذي يريد أن ينقذنا من الضلال

 علي حسين ليس من حق المواطن العراقي أن يعترض على تعديل قانون الأحوال الشخصية ، ولا يملك أن يشكو من تحول مجلس النواب إلى قاعة للمناكفات السياسية ، ولا يملك أن ينتقد أوجه...
علي حسين

باليت المدى: عندَ اكتمال القمر

 ستار كاووش قيمة السفر تُكمِنُ في مشاهدة أشياء وتفاصيل وأماكن مختلفة، جديدة، نادرة أو ممتعة. أما إذا إجتمعت كل هذه التفاصيل في مكان واحد مثلَ بارك (ديلا ديساتيل) في مدينة ليل، فهنا عليَّ...
ستار كاووش

قناطر: أين نحن من نخيلنا الذي سرقه العالم

طالب عبد العزيز ملء الشاشة تظهر صورة رجل أنيق، بثياب أهل الخليج الصيفية متحدثاً بمعلومات قيمة عن أحوال مزرعته المزدحمة بالنخل والفاكهة، وتظهر في الصورة نخلة من أحد الاصناف المعروفة لدينا، وقد ثقلت بعذوقها...
طالب عبد العزيز

العراقيون يفقدون الثقة في الديمقراطية

د. سامان شالي إن مسألة ما إذا كان العراقيون قد فقدوا الثقة في الديمقراطية أمر معقد ومتعدد الأوجه. لقد كانت رحلة العراق نحو الديمقراطية مضطربة، وتميزت بتحديات وانتكاسات كبيرة. يستكشف هذا المقال الوضع الحالي...
د. سامان شالي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram