TOP

جريدة المدى > عام > بيتر سيلارز وتكنولوجيا المسرح

بيتر سيلارز وتكنولوجيا المسرح

نشر في: 20 سبتمبر, 2022: 11:37 م

د. محمد حسين حبيب

“ العمل المسرحي مثل الحكومة ، هو نقاش حاد بين اطراف متساوية “

هكذا يصرح المخرج الاميركي بيتر سيلارز ، بعد انتاجه اكثر من مائة عمل مسرحي وتلفازي واوبرالي وسينمائي طيلة عمره الفني الذي استند على ايمانه ومبادئه التي تؤكد باننا

“ عندما نتحدث عن صناعة المسرح ، فأننا في الحقيقة نتحدث عن صناعة مجتمع “ ، وهو يركز ايضا على الدور الروحي في الحياة المعاصرة ، وعلى ان الفن الافتراضي هو جسر بين ماهو بشري وماهو الهي .

ومع ظهور التقنيات التكنولوجية المسرحية وتحديدا التقنيات الرقمية منها ، وكيفية استثمارها مسرحيا ، راح سيلارز يحذر من هذه الاستثمارات التي تكون في الاغلب منها عشوائية وفائضة عن الحاجة ، وبحسب شوميت ميتر و ماريا شيفتسوفا في كتابهما (أشهر خمسين مخرجا مسرحيا اساسيا) ، جاء بالنص : “ وقد اجتمع النضج المبكر والحماس عندما عمل سيلارز ( 1958 - ) كمخرج فني لفرقة شكسبير ببوسطن للمدة من 1983-1984 والمسرح القومي الاميركي في مركز كنيدي بواشنطن 1984-1986 وقد هجر سيلارز هذا الاخير بعد ان قاده الى جدال يتعلق بالخلاعة المشهدية والتجديد المتوهج (تجارب تكنولوجية) استخدام الات مسرحية مرئية ، حركات عالية ، تهريج واعمال ناقدة بشكل عال تتعلق باميركا المعاصرة “ .. من هنا جاء تحذيره في التعامل مع الرقميات الجديدة شريطة ان تكون في خدمة الفعل الدرامي والتحليق بفضاء الخشبة جماليا وفكريا ، وليس البحث عن زخرفيات مشهدية تسيء للمسرح ولعوالمه الدرامية الاساسية .

لقد اهتم سيلارز كثيرا بالوسائط المتعددة من اجل المسرح “ وتركيب شاشات التلفاز والكومبيوترات والصور ، وكليبات الافلام والصوت المضخم والميكروفونات والمعدات الاخرى في اعمال سيلارز لكي تتضمن العالم الحديث العامل في داخلها ، وهدفها ايضا ان تذكر الجماهير بالتأثير السلبي للميديا على حياتهم ، وان تحثهم على البحث عن انظمة معلومات بديلة وموثوق بها اكثر مثل المسرح نفسه “ .. وفقا لمثل هذه الطروحات نجد ان سيلارز مع و ضد هذه التكنولوجيا الرقمية شريطة انتماؤها للفكر الفلسفي المراد التاكيد عليه في هذا العمل او ذاك .

يعد سيلارز من القلائل الذي يهتمون بالاحداث والوقائع الكبرى المعاصرة في اي مكان او زمان ، فلهذا يلاحق هذه الاحداث ويسقطها اخراجيا على نصوص عالمية معروفة ، فمثلا ما قام به في اخراجه لمسرحية ( الفرس ) 1993 مرة اخرى - وبحسب ميتر نفسه في كتابه اعلاه - فقد هاجم فيها دور اميركا في حرب الخليج “ ، والحال نفسه في اخراجه لمسرحيات اخرى مسقطا فيها وقائع اخرى مثل اعماله : “ اوبرات موزارت الثلاثة له بنسخ مشابهة متعددة .. و اجاكس 1986 و لس برافانتس و الشاشات 1998 واطفال هرقل 2002 و سرادق النباتات “ وغيرها .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

موسيقى الاحد: الدرّ النقيّ في الفنّ الموسيقي

في مديح الكُتب المملة

جنون الحب في هوليوود مارلين مونرو وآرثر ميلر أسرار الحب والصراع

هاتف الجنابي: لا أميل إلى النصوص الطلسمية والمنمقة المصطنعة الفارغة

كوجيتو مساءلة الطغاة

مقالات ذات صلة

علم القصة: الذكاء السردي
عام

علم القصة: الذكاء السردي

آنغوس فليتشرترجمة: لطفيّة الدليميالقسم الاولالقصّة Storyالقصّة وسيلةٌ لمناقلة الافكار وليس لإنتاجها. نعم بالتأكيد، للقصّة إستطاعةٌ على إختراع البُرهات الفنتازية (الغرائبية)، غير أنّ هذه الاستطاعة لا تمنحها القدرة على تخليق ذكاء حقيقي. الذكاء الحقيقي موسومٌ...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram