بغداد/ حسين حاتم
لجأت عصابات داعش الإرهابية بعد هزيمتها في العام 2017 وتسببها بخسارة ثلث مساحة البلاد، إلى أسلوب التهديد والمشاغلة من خلال تنفيذ العمليات النوعية.
إذ لا تزال عصابات داعش تنشط في بعض المحافظات الشمالية والشرقية، في وقت تكافح القوات الأمنية لاحتواء هجمات “التنظيم” عبر شن عمليات أمنية وعسكرية شمالي وغربي وشرقي البلاد. وأعلنت خلية الإعلام الأمني، أمس السبت، مقتل “إرهابيين اثنين أحدهما كان يرتدي حزاماً ناسفاً” في مواجهة مع القوات الأمنية في قضاء الطارمية شمالي بغداد.
وذكرت الخلية في بيان تلقته (المدى) أن “قوة من قيادة عمليات بغداد تمكنت من رصد تحركات إرهابيين ضمن البساتين الكثيفة في قضاء الطارمية شمالي العاصمة”، مضيفة أن “القوة شرعت بمحاصرة المكان واشتبكت مع العناصر الإرهابية، حيث تمكنت من قتل إرهابيين اثنين، أحدهما كان يرتدي حزاماً ناسفاً».
وأضافت الخلية، أن “العملية أسفرت أيضاً عن “استشهاد مقاتل وإصابة ضابط».
ويقول الخبير الأمني والستراتيجي أحمد الشريفي لـ(المدى)، إن “الطارمية تمثل خاصرة رخوة كونها نقطة تواصل وامتداد بين ديالى وصلاح الدين بحسب جغرافية المنطقة”. وأضاف، أن “خطورة الطارمية تكمن في أنها حزام الأمن للعاصمة بغداد”، مبينا أن “امكانية التسلل متاحة، وقدرة وصول عناصر داعش عبر عملية التسلل تكون من عدة محافظات، بالاعتماد على السلاسل الجبلية والطبيعية الجغرافية والمعقدة”.
وأشار الشريفي إلى أن “التهديد والمشاغلة عبر حزام بغداد هو مكمن الخطورة، وتنبغي هنا معالجة الاسلوب السياسي والذي يتعلق بإدارة الأزمات والالتفات إلى المؤسسة العسكرية وتحسين القدرات المتعلقة بالقتال والتسليح”.
وتابع الخبير الأمني، أن “القوات الأمنية تبذل اقصى جهدها في فرض الأمن، لكنها بحاجة إلى دعم من قبل القرار السياسي والجهد التقني».
بدوره، يقول الخبير الأمني سرمد البياتي لـ(المدى)، إن “الوضع السياسي المرتبك، أثر بشكل كبير على الوضع الأمني في العراق”. وأضاف البياتي، أن “الخلايا النائمة تعتقد انه طالما هناك خلل سياسي، فإن هنالك خللا أمنيا، وهذا ما يعطي دافعا لهم لشن عملياتهم النوعية».
وأشار الخبير الأمني إلى، أن “داعش ما يزال يمثل خطورة، لكنه غير قادر على فرض ارادته في احتلال المدن كما فعل بداية اجتياحه العراق”. ولفت إلى أن “القوات الأمنية تمكنت من قتل عدد كبير من عناصر داعش وقياداته خلال الأشهر الاخيرة، ولم تترك العدو يهدأ للحظة”.
وكانت قيادة العمليات المشتركة قد أعلنت نهاية الأسبوع الماضي، أن عدد عناصر داعش في العراق يقلّ عن 1000 عنصر، أغلبهم محليون، وأن هؤلاء العناصر منتشرون على أربع أو خمس مفارز، فيما أشارت إلى انها اتخذت إجراءات مهمة بضبط الحدود، والتهيئة لأي طارئ يحدث على الحدود.
واعتمدت القوات الأمنية ستراتيجية الضربات الجوية بملاحقة أوكار وتحركات عصابات داعش، التي أثبتت فاعلية كبيرة بضرب الأهداف المحددة، وتعتمد الستراتيجية على شقين: الأول يتعلق بتفعيل الجهد الاستخباري، وتوفر المعلومات عن تحركات وأماكن وجود عناصر داعش، ومن ثم استهدافها جواً. أما الثاني، فيرتبط بعمليات التمشيط المتواصلة التي تنفذها قوات الجيش، بحسب المعلومات المتوافرة لديها.