علي حسين
هل اصبت بالدهشة وضربت كفا بكف وانت تشاهد الدبلوماسي العراقي وهو يتفرج على لعبة كرة القدم داخل قبة الامم المتحدة .. وهل اصابتك نوبة من الضحك وانت تقرأ بيان وزارة الخارجية التي اخبرتنا انها تتابع موضوع الصورة التي تم تداولها لموظف دبلوماسي شُغل عن متابعة واجباته ،
ارجوك ان تكمل بيان الخارجية الذي تبشرنا فيه بانها ستتخذ الإجراءات المناسبة بما يكفل للدبلوماسية العراقية حضورها". ولم تخبرنا الوزارة للاسف من وضع هذا الدبلوماسي في منصبة واي واسطة اصرت على ان تأتي بمشجع من الدرجة الثالثة لتجلسه على كراسي داخل الامم المتحدة .. منذ سنوات والحكومة تكافأ التواب المتقاعدين واقارب السياسيين ،
ومجموعة من الذين ساهموا في وضع هذه البلاد على خارطة الدول الأكثر فشلاً، بطرح أسمائهم للعمل سفراء؟ أنا من وجهة نظري أقول إن هؤلاء أفضل من يمثل العراق في الوقت الحاضر، فالفشل الداخلي يجب أن تصاحبه وجوه فاشلة تمثله في بلدان العالم.
قرأنا قبل عام من هذا التاريخ كيف وضعت الحكومة القائمة التي أُعدت للسفراء ، فهذا ابن النائب فلان ، وذاك شقيق النائب علان ، وهذه ابنة السياسي المعروف وهؤلاء من عشيرة المسؤول الكبير وهناك الاصدقاء والاحباب ، كل هذه "الكفاءات" حولت سفاراتنا إلى ملتقيات سياسية وفكرية تشرح للعالم كيف استطعنا أن ندحر الإمبريالية في عقر دارها، وأن نتفوق في الصناعة والعلوم والتعليم والصحة على بلاد السيد جونسون الذي قدم استقالته من منصب رئيس الوزراء لانه اقام حفلة صغيرة ايام الحجر الصحي .
منذ أن ترك ساستنا "المعارضة" وجلسوا على كراسي السلطة، كان واضحاً للمواطن أنهم لن يتخلوا عن مقاعدهم، وأنهم يعدون أبناءهم وأقاربهم وأصحابهم لمناصب جديدة، لذلك تراهم يتقافزون في الفضائيات، يتبادلون الشتائم واللعنات، لكنهم يجلسون تحت قبة البرلمان لكي يفصلوا ثوباً جديداً لمؤسسات الدولة على مقاسهم .
لم يكتفِ ساستنا "منقذو" هذه البلاد، بأن يسيطروا على مؤسسات الدولة في داخل البلاد، وأن تصبح المشاريع والمقاولات من حصتهم، بل يريدون أن يعطونا درساً في الانتهازية والوصولية، وفي إنقاذ هذه البلاد بحرب تحرير من العراقيين جميعاً الذين لا يرفعون أكفهم إلى السماء شاكرين النعمة التي يعيشون بها.
في كل أعراف السلك الدبلوماسي أنه يجب أن يكون من يعين سفيراً قد أمضى سنوات في العمل الدبلوماسي، لكننا وضعنا سفيرا هوايته الصيد بالقاذفة ، وسفير آخر يتباهى بدشداشته في اسواق موريتانيا ، وسفير طاف البلدان من مصر الى الفاتيكان الى الدنمارك وبانتظار ان يحط الرحال في جزر الواق واق ، ميزته انه اقارب سياسي كبير .