خليل جليلسواء عقد اجتماع الهيئة العامة للاتحاد العراقي لكرة القدم اليوم السبت مثلما دعت اليه اللجنة الاولمبية ووافق عليه الاتحاد العراقي ثم الغي في اللحظة الأخيرة،او لم يعقد فان حال مثل هذا الاجتماع لا يختلف عن الاجتماعات السابقة التي شهدتها قاعات السدير وقبلها اجتماعات فندق المنصورالتي خرجت بتوصيات ومقررات لا تعرف أي نوع من الاحترام والالتزام
ما جعل الهيئة العامة للاتحاد العراقي لكرة القدم عرضة للانتقادات الساخنة وعرضة للانقسامات في الوقت الذي يفترض فيه ان تعد واحدة من اهم الهيئات العامة لكن واقع الحال يعكس ذلك ويؤكد ان أي اتحاد رياضي يمكن ان يكون لهيئته العامة كلمة الفصل والقول الحاسم والسبب واضح لان الهيئة العامة الحقيقية هي التي تقود. واذا كان احد من متابعي مشهد الخلاف الدائر بين اللجنة الاولمبية العراقية وبين الاتحاد العراقي لكرة القدم الواضح والذي لا يقبل أي لبس او شك ، ينتظر من عمومية الاتحاد ان تحسم أمر أزمة ملف الانتخابات وغيرها من المشاكل وتظهر مقدرة على التصدي لها من خلال اجتماعات فارغة ليس لها أي طعم ولون مثلما أكدت ذلك الاجتماعات السابقة العديدة او من خلال موقف آخر تعلق عليه الآمال بكون الهيئة العامة هي صاحبة الموقف الفاصل عمليا وفعليا، نعتقد بان مثل هذه الأفكار لم ولن تلقى مساحة كافية من أرضية الواقع الحقيقي للاستجابة لها طالما ان عمومية الاتحاد هي نفسها غير مؤمنة بدورها الحقيقي الذي يفترض ان يقوم على اساس البحث عن مصلحة الكرة العراقية في الدرجة الأساس ومثلما يفترض ان ينظر لذلك اعضاؤها بدلا من تشقق صفوفها وانخراط اطرافها وراء السعي لإرضاء هذا او ذاك من دون أي ثمن يستحق لمثل هذه المواقف المتناثرة ليس بسبب مصلحة الكرة بل بسبب انجرار الأطراف وراء نزعات معروفة وتطلعات واضحة وأهداف باتت معروفة من دون عناء. واللافت في امر الهيئة العامة للاتحاد العراقي التي تبحث عن ذاتها وقوامها معنويا وقانونيا واداريا منذ عام 2004 انها تدرك وكما يتصور عدد كبير منها بان مهمتها التي جاءت من اجلها لا يتعدى مداها الزمني سوى ساعات قليلة تجري فيها العملية الانتخابية ثم ينصرف الجميع بانتظار أربع سنوات لكي يلتئم شمل الهيئة العامة مجددا وهكذا تسير الأمور مثلما تصور الهيئة العامة أن هذه هي مسؤوليتها الحقة ، واذا كان هناك مجال للتذكير ووضع الأمور مجدداً أمام مسؤولية عمومية الاتحاد العراقي لكرة القدم وهي تواجه في هذه الايام مسؤولية تاريخية نعتقد فعلا ان هناك ما يمكن فيه ان تصحح الهيئة العامة مسارها بيدها وليس بمقود غيرها مثلما تفصح الأحداث الجارية الآن وكأنها (ترضيك بافواههم لكن تأبى قلوبهم) وهذا ما يعكس حجم الضعف والوهن الذي اجتاح عمومية الاتحاد العراقي حتى ضاعت مهماتها من بين أيدي أعضائها الثلاثة والستين وبملء أرادتها عندما ارتضت لنفسها ان تكون عرضة لمصادرة الموقف الشجاع والمسؤول لكن الحقيقة تقول ان الهيئة العامة باتت أداة بل ادوات عدة تتوزع بين ايد مختلفة وبين افكار متنوعة ومآرب متلونة لا يهمها من مستقبل كرة القدم العراقية أي شيء بقدر ما يهمها ان تخرج من اجتماع انتخابي لا يستمر سوى ساعات لا يتعدى عددها عدد أصابع اليد الواحدة وانها قد حققت جزءا من اهدافها وليس تطلعات كرة القدم وجمهور كرة القدم والشارع الكروي المصاب بالغثيان والدوار هذه الايام وهو يترقب معركة انتخابية متعددة الاطراف والهوى والافكار والنيات . وعندما نعود ونرجع لنتوقف قليلا عند هذه الاحداث السائدة الان والكيفية التي وصلت لها الامور من دون شك سنعرف مدى المسؤولية التي يجب ان تتحملها الهيئة العامة لما آلت اليه الامور من تداعيات كبيرة وتراجع رهيب في هيبة وسمعة الكرة العراقية وكأن الهيئة العامة باتت عاجزة ومريضة لكي تجد الحلول لتستعين في نهاية المطاف بوصفات خارجية طارئة تأتي من خارج اسوارها المتهلهلة حد العجز الفعلي .. اذن كيف نتطلع الى مستقبل افضل للكرة في ظل وجود عمومية لا تعرف معنى لوجودها ، بل تعرف فقط متى تكون اداة بيد الآخرين وحسب مواقعهم وأماكنهم . نعتقد مثلما يتفق الجميع بان المستقبل الذي ينتظر الكرة العراقية وما عانته امس واليوم وغدا و كل ما حدث ويحدث اليوم او غدا للكرة العراقية وما سيلقى من آثار قاتمة على مستقبل الشارع الكروي تبقى فيه الهيئة العامة للاتحاد لكرة القدم هي المسؤولة أولاً وأخيراً وليس غيرها .. اذن هل تدرك عمومية الاتحاد مسؤوليتها التاريخية في اللحظات الأخيرة أم غير ذلك؟
وجهة نظر: مسؤولية تاريخية
نشر في: 16 يوليو, 2010: 06:29 م