اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: تشومسكي بالعراقي!!

العمود الثامن: تشومسكي بالعراقي!!

نشر في: 28 سبتمبر, 2022: 12:13 ص

 علي حسين

يوصف بأنه أشهر فيلسوف معاصر، لكنه يسخر من هذا الوصف ويقول إنه لغوي صنع شهرته من اللغة التي يرى أنها عملية إبداعية جعلت من البشر "مبدعون وخلاقون".. المفكر المشاغب كما تصفه وسائل الإعلام، بشعره الأبيض المعتنى بتسريحه وقمصتله الكتان، وتلك اللمعة الطفولية المشاغبة في عينيه، يرفض أن يقال له إنه صاحب نظرية:

"هذا المصطالح عفا عليه الزمن". نعوم تشومسكي الذي سيدخل عامه الخامس والتسعين بعد أسابيع لا يزال مهموماً بالفلسفة يرى أنها يمكن أن تكون رأس الحربة في جهود إصلاح العالم، يؤكد أن المهمة التي تواجه المواطن تكمن في واجب تغيير العالم، وهي العبارة التي رفع لواءها المرحوم كارل ماركس عندما أعلن عن أن مهمة المفكر ليست تفسير العالم وإنما تغييره.. ولأننا استطعنا أن نغير العراق نحو الأحسن بفضل مجموعة من المفكرين كان على رأسهم السيد عباس البياتي، فكان لابد من أن يُكمل مركز الرافدين لصاحبه زيد الطالقاني مهمة تغيير العالم، فأعلن عن إقامة ملتقى تحت عنوان "العالم يتغير"، ولأن الله لطيف بعباده فقد التقطت لنا عدسات الكاميرات صورة للسيد عباس البياتي ومعه المئات وهم ينصتون إلى الكلمة التي ألقاها تشومسكي العراق وفيها اكتشف مشكوراً "أن العالم يتغير.. وهذه المرة نتيجة المتغيرات" وأرجوك لا تطلب مني تفسيراً لهذه الجملة العجيبة لأنني سأحيلك إلى كتاب تشومسكي "بنيان اللغة".

في كتابه المهم "الدول الفاشلة" يخبرنا تشومسكي الحقيقي، وليس مدير مركز الرافدين، أن الدول الفاشلة تصبح عبئاً على مواطنيها. ولا أعتقد أن هناك عبئاً عانت منه الشعوب مثل عبء الديمقراطية العراقية ومهزلة التوافق.

لست في وارد الحديث عن ما قدمه المركز من ندوات، وما بثته القنوات عن المنجزات التي تحققت خلال التسعة عشر عاماً الماضية، ولكن هل يعقل أن الجميع يريد ان يُغير العالم ، في الوقت الذي يعيش فيه العراق " محلك سر " . سيقول البعض: أيها الكويتب ما الذي يضرك في أن تعقد ندوات ومؤتمرات لمناقشة اوضاع العالم ؟، ألست من الذين صدعوا رؤوسنا بالحديث عن تجارب الشعوب ؟ أعرف اننا بحاجة لان تعرف موقعنا من العالم ، بحاجة إلى مراجعة حقيقية تفتح بها الملفات المغلقة ومصارحة المواطنين بما جرى ، كل هذا أتفهّمه، ولكن، الذي ما لا أفهمه، ولا أصدقه، كيف يتمكن مركز الرافدين من أن يجمع كل هذه الكوكبة من المسؤولين، في الوقت الذي تُسدّ هذه الأبواب أمام بوجه المواطن الذي يبحث عن طوق نجاة؟ .

إذا أردت الجواب عن ظاهرة مركز الرافدين، ستجدها حتماً في دفاتر الديمقراطية العراقية الممتعة والظريفة، خصوصاً حين يخوض سدنتها نقاشاً بيزنطيّاً حول مَن المسؤول عن كل ما جرى؟ .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

تعديل قانون الأحوال الشخصية دعوة لمغادرة الهوية الوطنية

ضجة التّماثيل.. كَوديا بعد المنصور!

العمودالثامن: نائب ونائم !!

لماذا أدعو إلى إصلاح التعليم العالي؟ (إصلاح التعليم العالي الطريق السليم لاصلاح الدولة)

العمودالثامن: إضحك مع الدولة العميقة

العمودالثامن: النائب الذي يريد أن ينقذنا من الضلال

 علي حسين ليس من حق المواطن العراقي أن يعترض على تعديل قانون الأحوال الشخصية ، ولا يملك أن يشكو من تحول مجلس النواب إلى قاعة للمناكفات السياسية ، ولا يملك أن ينتقد أوجه...
علي حسين

باليت المدى: عندَ اكتمال القمر

 ستار كاووش قيمة السفر تُكمِنُ في مشاهدة أشياء وتفاصيل وأماكن مختلفة، جديدة، نادرة أو ممتعة. أما إذا إجتمعت كل هذه التفاصيل في مكان واحد مثلَ بارك (ديلا ديساتيل) في مدينة ليل، فهنا عليَّ...
ستار كاووش

قناطر: أين نحن من نخيلنا الذي سرقه العالم

طالب عبد العزيز ملء الشاشة تظهر صورة رجل أنيق، بثياب أهل الخليج الصيفية متحدثاً بمعلومات قيمة عن أحوال مزرعته المزدحمة بالنخل والفاكهة، وتظهر في الصورة نخلة من أحد الاصناف المعروفة لدينا، وقد ثقلت بعذوقها...
طالب عبد العزيز

العراقيون يفقدون الثقة في الديمقراطية

د. سامان شالي إن مسألة ما إذا كان العراقيون قد فقدوا الثقة في الديمقراطية أمر معقد ومتعدد الأوجه. لقد كانت رحلة العراق نحو الديمقراطية مضطربة، وتميزت بتحديات وانتكاسات كبيرة. يستكشف هذا المقال الوضع الحالي...
د. سامان شالي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram