TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > كلمة وفاء: لماذا توتر الجنوب؟

كلمة وفاء: لماذا توتر الجنوب؟

نشر في: 16 يوليو, 2010: 06:50 م

حازم مبيضين بعد ثلاثة عقود من التعايش بين أبناء الجنوب اللبناني والقوات الدولية اندلعت فجأة حالة من العداء حاول بعض الجنوبيين تكريسها خصوصاً ضد القوات الفرنسية العاملة في اليونيفيل،وأحصت الأمم المتحدة في الأيام الأولى من الشهر الجاري أكثر من عشرين حادثاً بين اليونيفيل ومدنيين،
 تطور آخرها إلى درجة أن الجنوبيين حاصروا آلية للكتيبة الفرنسية وجردوها من السلاح،وأضطر ذلك الجنود لاطلاق طلقات تحذيرية في الهواء،والمدهش والمحزن في آن معاً أن بعض أتباع ولاية الفقيه يقارنون بين القوات الفرنسية وقوات الاحتلال الاسرائيلي في مقاربة ظالمة أهدافها واضحة وإن كانت بعيدة عن واقع الحال. وهذا الواقع لايلغي أن العديد من الجنوبيين يرفضون العدائية التي ظهرت أخيراً حيال القوة الدولية،ويعترفون أن أطباء الكتيبة الفرنسية يقدمون الخدمات الصحية وأنهم ليسوا سيئين تجاه أهل الجنوب ويجب على هؤلاء مكافأتهم .الواضح أن حزب السيد حسن نصر الله افتعل كل هذا ليؤكد سيطرته على المنطقة،وعلى أنه صاحب الكلمة الأولى والأخيرة فيها، وليكرس مرجعيته في وطن الارز،وأن قبوله مجبراً للقرار 1701 قبل أربع سنوات لايعني أنه يقبله اليوم،في ظل إمكانية اتهام عناصر منه بالضلوع في قضية اغتيال الرئيس رفيق الحريري،ويعني ذلك أن على الدولة اللبنانية توفير الغطاء له في هذه القضية وبغير ذلك فان القرار المذكور لاغ رغم توفيره أربعة أعوام من الهدوء للجنوبيين وتمكينه الجيش اللبناني من بسط سيطرته على الجنوب للمرة الأولى منذ خمسة وثلاثين عاماً،متجاهلاً أن المحكمة الدولية واقع لايمكن التملص منه،وإن كان حزب السيد نصر الله يخشاها،ويسعى للصق تهمة اغتيال الحريري بالدولة العبرية على أن يكون ذلك صادراً عن الدولة اللبنانية ومؤيدا من الدول المشاركة في اليونيفيل التي يتحول جنودها في جنوب لبنان إلى رهائن عند حزب السيد.الجنوبيون وإن كانوا يرحبون بتواجد حزب الله بينهم لاعتبارات أمنية ومذهبية واقتصادية،فانهم في الوقت نفسه يرحبون بالقوات الدولية التي يفترضون أن تحميهم من الانتهاكات الإسرائيلية اليومية والترهيب بواسطة الطيران الحربي، وتمنع انتهاك الدرويات الإسرائيلية للخط الأزرق، كما أن هذا التواجد مفيد من الناحية الاقتصادية،وليس صحيحاً ولا منطقياً التعامل معهم على اعتبار أنهم جزء من المنظومة العسكرية الاسرائيلية،وأن وظيفتهم التجسس على مواقع حزب الله تمهيداً للمشاركة في أي حرب اسرائيلية ضد هذا الحزب بوصفه جبهة متقدمة للحرس الثوري الايراني،وليس صحيحاً أن الجنوبيين اكتشفوا اليوم فقط أن عليهم مناصبة اليونيفيل العداء،والصحيح أن حزب الله يفتعل حالة التصادم لاسباب يعرفها ونعرفها وليس لما هو معلن علاقة بها. لاندري إن كان حزب الله يعرف أنه ليس مفيداً ولا ممكناً للدولة اللبنانية التخلي عن القرار 1701 ولا الوقوف سلبياً تجاه المحكمة الدولية،وأن افتعاله لاحداث الجنوب يضع لبنان في موقف حرج،فلا هو قادر على حماية الجنوب ولا السيطرة عليه،ولا هو قادر على رفض المحكمة الدولية،والحزب بهذا يؤكد مرة أخرى رغبته في احتكار قرار الدولة اللبنانية وتحويل وطن الارز الى مجرد تابع لسياسات طهران،والدول العربية مدعوة ومعها المجتمع الدولي الى الوقوف بحزم وصلابة مع الشرعية اللبنانية وعدم ترك اللبنانيين تحت رحمة أو ظلم سلاح حزب نصر الله.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

القوانين الجدلية على جدول أعمال البرلمان يوم غد الثلاثاء

هل أخطأ البرلمان بعدم حل نفسه مبكراً؟

العمود الثامن: لجنة المرأة تحارب النساء

62 حالة انتحار في ديالى خلال 2024 بسبب "الربا"

أزمة جفاف الأهوار.. الأمم المتحدة تؤكد دعمها و«الموارد» تتحدث عن برامج لاستدامة تدفق المياه

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram