جلال حسنثمة أرقام مفزعة، وأخرى تثير الاستغراب والدهشة، أرقام تفضح في نتائجها هول المشكل القادم، وما يرعب حقا حين تتجاوز هذه الأرقام المراتب الستة، وتصبح مليونا، رقم كبير بقياسات المآسي والحلول. هكذا طالعتنا قبل ايام مستشارة سياسية تأكيدها بوجود أكثر من مليون أرملة في العراق، بناء على معلومات الجهاز المركزي للإحصاء، وأكدت أيضا وجود اربعة ملايين طفل يتيم، اذن أصبح العدد خمسة ملايين أرملة ويتيم في العراق.
أي مأساة هذه؟، وكيف تدبر هؤلاء النسوة حياتهن في ظل الظروف الحياتية الصعبة، كم من مشاكل اجتماعية وتأثيرات سلبية لهذه الفئة على المجتمع بالنظر لتنامي أعدادها، وكم حجم المعاناة التي تعانيها الأرملة نفسيا واجتماعيا واقتصاديا وثقافيا. امرأة ؟ أي امرأة فقدت زوجها على حين غرة بسبب حادث أو مرض، وان اكثر الاسباب الحروب الطويلة، واعمال العنف، والتفجيرات الارهابية. اذن اصبحت ارملة بفقد معيلها، هكذا وبكل بساطة، وصار لزاما عليها ان تعيش حياة اخرى، حياة تختلف تماما عن حياتها الاعتيادية السابقة، تجد نفسها بمواجهة مجتمع قاس ونظرة قاصرة، وعليها ان ترتب حياتها وفق تصرفات خاصة، وان تجمع قوتها للبقاء، وتؤكد ذاتها، لان كلمة ارملة ثقيلة وثقيلة جدا على أي امرأة عاقبها القدر. بعض الأرامل اثبتن جدارة فائقة في الحفاظ على نسيج أسرهن، واستطعن الكفاح الشاق من اجل اكمال اولادهن الدراسة في ارفع الكليات. وانتصرن في معترك الحياة، وبعضهن انزوين في بحور من الكآبة والضياع. قصص كثيرة نسمعها يوميا من أرامل، تدمي القلب من هول المأساة، و تقشعر الاجساد، قصص قريبة من الخيال، وأحيانا لا تصدق في تزامن الصدفة على تكوين حدث موت انسان وبطرائق عجائبية.الغريب في هذه القصص والتي تعد بآلاف من التي تعانيها الأرامل، تحكى بألم ولوعة وحزن، ويرافقها بكاء ونحيب، وكأن الدهر يقتص بكل واحدة على انفراد، وهناك كلام كثير عن المطلقات وفاقدات الأزواج والعوانس. تبدو الحلول الشافية بعيدة المنال حاليا لهذه الشريحة المظلومة، وأن ما تقوم به وزارة العمل وبعض المنظمات الانسانية غيض من فيض، لان كثافة الاعداد تحتاج الى وزارة كاملة مختصة بهن، لغرض المعالجة الجادة، وعلى الحكومة ان تنظر الى هذه المشكلة الكبيرة برؤية خاصة، لأن مليون أرملة رقم كاسح في حسابات بناء مجتمع جديد، نريده خاليا من المشاكل والفقر إذا لم يعالج اجتماعيا واقتصادياً.rnjalalhasaan@yahoo.com
كلام ابيض : مليون أرملة
نشر في: 16 يوليو, 2010: 07:27 م