نورا خالد تصوير/ علي طالب أقامت المدى بيت الثقافة والفنون حفلاً استذكارياً صباح أمس بمناسبة الذكرى الثانية والخمسين لثورة الرابع عشر من تموز عام 1958، وألقيت في الحفل كلمات أشادت بدور الثورة وزعيمها عبد الكريم، وعرض فيلم بعنوان "رجل الحلم" من إنتاج مؤسسة المدى، ركز على أهم المحطات في حياة الزعيم والمنجزات التي قام بها.
وافتتح الحفل مقدمه رفعت عبد الرزاق، بكلمة أشاد فيها بالثورة وقائدها وعادا اياهما منجزا للفقراء والمعوزين. الشعارات طالبت بإسقاط الملكيةوكان أول المتحدثين ابراهيم الحريري فقال: هل من ضرورة للحديث عن ثورة تموز عبر المنتديات؟ فهنالك ثورات تاريخية تحرك الأحداث والاشخاص وهي ليست مسألة أختيار، وهذا ليس موقفاً تاريخياً. أضاف الحريري: أتذكر ماكان يدور بيني وبين الراحل عامر عبد الله من أحاديث في دمشق مؤكداً له، ان التاريخ ليس ما كان ينبغي ان يحدث وانما ماحدث. وكان النظام الملكي في العراق يمر بأزمة والقوى السياسية كانت ميالة الى ماتسميه التطور السلمي الديمقراطي، وهذا ماعكسته شعارات كل الاحزاب وكلها كانت تطالب بتغيير النظام الملكي والتوجه الى نظام جمهوري، ومن اطلع على سياسة الحزب الشيوعي آنذاك كان يعرف ذلك جيداً ويعرف مدى حماسته لهذا التغيير، وكان من أولياته تطبيق الدستور، وتخلى النظام الملكي والسفارة البريطانية عن المطالبة بهذا التغيير وليست الأحزاب الراديكالية، وبعد الغاء البرلمان جاءت انتفاضة عام 1956، وبات العنف ظاهرة تتلاءم مع بيئتها في قمع الإنتفاضة، وهكذا كانت لإرادة الشعب القول الفصل في التغيير وانتصار الثورة التي لايختلف عليها اثنان، بأنها أطاحت بالملكية واقامت النظام الجمهوري، الذي أرادته القوى الخيرة والشعب العراقي.rnظاهرة عراقية تلاءمت مع بيئتهاالدكتور عقيل الناصري المؤرخ المختص بشؤون ثورة 14 تموز قال: باعتقادي أن عبد الكريم قاسم والقاسمية هما عبارة عن ظاهرة عراقية تلاءمت مع بيئتها لتغيير البنية الاجتماعية بما يتلاءم والظروف الموضوعية في العراق. مثل عبد الكريم نقطة تحول في تاريخ العراق المعاصر وبالتالي فإن كان تاريخ العراق المعاصر وأعني بالمعاصر من عام 1921 إلى الوقت الحاضر يشكل معلمين رئيسين المعلم الأول تأسيس الدولة العراقية والمعلم الثاني ثورة 14 تموز، نعم تأسيس الملكية كان معلما رئيسيا في نقل العراق من المجتمع المتشظي العشائري إلى الدولة المركزية، هذا النقل هو ليس مجرد نقل بالهيئة والشكل التنظيمي للدولة وإنما لتأسيس الدولة وفق سياقات متعددة، عقدت عقداً اجتماعيا بينها وبين المكونات الاجتماعية للأسف الشديد لم يكن هذا العقد الذي يتماشى مع الواقع العراقي فجاءت ثورة تموز لتغير بنية ومحتوى ومضمون هذا العقد الاجتماعي، وأضاف الناصري قائلا: من الذين تأثر بهم قاسم هناك ثلاثة أنواع أو أربعة أولاً الشخصيات التاريخية التي لعبت في حياة الأمة العربية والحيـاة الإسلامية بصورة رئيسة كان علي بن أبي طالب أحدهم هذه الشخصية لعبت دوراً جد كبير في حياته عندما سئل لماذا أعفيت عن قتلتك؟ قال: مثلما عفا علي بن أبي طالب عن عبد الرحمن بن ملجم. rn انقلاب 8 / شباط أخر المجتمع العراقيأما الباحث معاذ عبد الرحيم فقال: الحديث عن الزعيم عبد الكريم قاسم وثورة 14 تموز حديث ذو شجون وسوف اتحدث عن عبد الكريم قاسم بصفتي أحد المعارضين له، وهذا قبل محاولة اغتياله ولكن بعد اغتياله انسحبت مع عدد من كوادر وقيادات الاحزاب وشكلنا تنظيماً قومياً كان من قياداته مسؤول من محافظة البصرة، قصدي من هذا لأن الاغتيالات والانقلابات العسكرية لا تؤدي إلى انضاج المجتمع بل تؤدي الى الديكتاتورية وإلى تأخير المجتمع كما حدث في 8/ شباط/ 1963.وأضاف معاذ عبدالرحيم: جاء الصحفي المعروف ناصر الدين النشاشيبي، وطلب مني عبدالسلام عارف مهمة لقاءاته وأخذ يزور بعض الوزراء، ويفتش هل ان عبدالكريم اثرى هو وعائلته من خلال كونه قائداً للثورة، وذهب النشاشيبي الى السجن والتقى بحامد شقيق عبدالكريم قاسم، وتبين له ان هذا الرجل تاجر حبوب بسيط وليس مليونيراً. وهذا دليل على نزاهة عبدالكريم ولو كان عبدالكريم قاسم غير نزيه لاستفاد منه أخوه أو عائلته. وأكد معاذ في حديثه ان عبدالكريم قاسم حتى في معاملته لخصومه السياسيين كان شعاره (عفى الله عما سلف) وانطلاقاً من هذا عفى عن الكثيرين ممن أساءوا اليه أو حاولوا اغتياله. واكد معاذ: وانا كنت في المعتقل وكان البكر وعماش واخرين قد اشتركوا في مؤامرة للاطاحة بعبدالكريم وبعد ذلك أطلق سراحهم، وارسل في طلبنا أنا وفيصل الخيزران وعلي صالح السعدي وقابلناه في وزارة الدفاع من الساعة الحادية الى الساعة الرابعة صباحاً فأطلق سراحنا بكفالة. rnأنه ثورة وليس إنقلاباًواختتم الباحث هادي الطائي الجلسة بالقول: هذا الجمع يذكرني بيوم 14 تموز 1958، عندما وقف العراقيون ونزلوا في الشارع بجميع الميول والاتجاهات والمذاهب والاديان لدي بعض الحاجيات التي تخص عبد الكريم قاسم، مثل هذا (السفر طاس) الذي كان يجلب به الأكل من البيت، طعاماً للغداء.فهل رأيتم رجلاً بهذا التواضع والنزاهة والشرف، لا يأكل من أكل الحكومة وهو أعلى رأس فيها؟الآن وبعد اثنتين وخمسين
(المدى) تقيم حفلاً استذكارياً..كلمات وفيلم عن ثورة تموز وزعيمها عبد الكريم قاسم
نشر في: 16 يوليو, 2010: 09:04 م