عبدالله السكوتيلقد بدأت درجات الحرارة ترتفع وكهربائيل لم يأت بعد، فقد سخر الله لسليمان الجن ولداود الريح تجري بأمره، واعطى الريح لملك آخر، وهناك فرقة ضالة ربما تعتقد ان الكهرباء بيد ملك اسمه كهربائيل، والكثيرون الان قد اصيبوا بمس اسمه (عشق الكهرباء) او كما كان البغداديون يسمون العاشق
ويدعون ان (هوا براسه)، وهذا الاعتقاد ورثه البغداديون عن اسلافهم فانهم كانوا يحملون من اصيب من فتيانهم بالهوى الى العرافين، من اجل علاجه ولذا قال الشاعر: وقالوا به من اعين الجن نظرة        ولو صدقوا قالوا: به نظرة الانس وقال آخر: قال الطبيب لاهلي حين جسّ يدي      هذا فتاكم وحق الله مسحور فقلت ويحك قد قاربت في صفتي       وجه الصواب فهلا قلت مهجور وكانوا يعدون لعلاج الهوى، خرزة تعرف بالسلوة، توضع في الماء، ثم يشربه العاشق، وقد اعتبر ابن سينا العشق مرضا من الامراض في كتابه القانون، وقال الشعبي انما سمي بالهوى لأنه يهوي بصاحبه، وقال آخر ان الهوى هوان ولكن غلط باسمه، فاخذه الشاعر وقال: ان الهوان هو الهوى قلب اسمه       فاذا هويت فقد لقيت هوانا وممن ابدع في ذكر الهوى والعشق الشاعرة الاندلسية ولادة بنت المستكفي فقد كتبت الى حبيبها الشاعر الاندلسي ابن زيدون: يااخا البدر سناء وسنى        حفظ الله زمانا اطلعك ان يطل بعدك ليلي فلكم       بت اشكو قصر الليل معك وبعد هذه المقدمة نرى ان ولادة قد اصابت كبد الحقيقة، فعشيقة العراقيين والتي ملأت رؤوسهم هوى وعشقا، الكهرباء: عشيقة متمنعة تصد وتنأى وتترك المحب في لوعة مع اذعانه لها في كل شيء، لكنها تصر على الصدود والتعذيب، وهذه صفة العشيقة الجميلة وكما قالت ولادة، تقريبا كل العراقيين يشكون طول الليل بغياب الحبيبة، ويتمتعون بليل قصير بوجودها، ونحن نرى من خلال ابيات الاميرة ولادة ان النساء ايضا يصبن بهذا الداء ولكن عادات المجتمع تمنعهن عن التصريح والشكوى، وهذه واحدة منهن احبت رجلا فمنعوها من ملاقاته وحرمها ابن عمها واسمه (هادي) ان تتزوج من حبيبها عن طريق النهوة فقالت حين رأوها في صباح العيد متشحة بالسواد وذاهبة الى الزرع: (بحزامي ادش للماي وادعي اعلا هادي     عيدت كل الناس وآنه بسوادي) وبعد ياكهربائيل ايها الملك الذي كلف بتعذيب العراقيين دونا عن كل العالم والاجناس، ماذا بعد ايها الملك المكلف بخطف احلى ساعات النوم، يامن احلتنا على المولدات المرتعشة والتي امبيراتها الخمسة لاتساوي امبيرا واحدا من امبيراتك الاصيلة، الهذا الامر من نهاية؟ ام انها لعنة من اللعنات؟ ليقتني خلالها كل عراقي خرزة السلوى لينسى، وكيف ينسى وانت ضيف سريع المغادرة اذ ماتزال النفس معك متمتعة حتى ترحل وتحيل الغرف المظلمة الى قطعة من جهنم، لقد اوقفت ملك الريح الذي يسوق الغيوم واوقفت ملك الحرارة حتى اصبحت لاتطاق، وبيدك انت وحدك ياكهربائيل المعجزة، فاهبط علينا لتضع لمحطات العراق العلاج الناجع فقد قرر القوم ان يقللوا ساعات الدوام الرسمي، لتصبح 6 ساعات بدل الثمان، اين يذهب العشاق في هذا الحر اللاهب؟، ايعودون الى بيوت كالتنانير، ومع مافي وجهة نظر الحكومة من صحة، فهي تعطي الموظفين كهرباء صالحة غير منقطعة وقد بلغت سن الرشد، ولكني اشعر انهم سيتظاهرون مطالبين باعادة ساعات الدوام، لاننا سنذبح الثور وسنكسر الحب، ليبقى كهربائيل مسيطرا على درجات الحرارة والبرودة.