ترى أن هدف مؤسسة رؤيا هو سد الثغرات في الحالة العامة للفنون البصرية في العراق
حاورها علاء المفرجي
تمارا الجلبي نشأت في بيروت ودرست واكتسبت خبرتها في الشرق الأوسط، وأوروبا، والولايات المتحدة، وحصلت على تحصيلها العلمي في جامعات «براون» و «كمبريدج» و «هارفارد» حيث كانت أطروحتها عن تاريخ الشرق الأوسط.
الفت بعد كتابها«شيعة جبل عامل في لبنان الجديد 1918 – 1943» الذي أصدرته عن «دار مكميلان» في 2006.، كتاب «وصول متأخر الى حفلة شاي في قصر الغزلان» Late for Tea at the Deer Palace الذي صدر عن دار «هاربر برس» في لندن، وستتم ترجمته في دار المدى قريبا. اختارت تمارا الجلبي ان تروي قصة عائلتها المتجذرة في العراق (أربعة أجيال) وحياتها في المنفى الإجباري منذ ولادتها في بيروت حتى زيارتها العراق للمرة الأولى في العام 2003
وتشير الى انها أمضت ثلاث سنوات تجمع مواد «كتاب العائلة» التي احتل بعض أفرادها مناصب مهمة ومميزة في الحكومات العراقية المتتابعة وكانوا شركاء في حياتها السياسية والعامة خلال المئة عام الأخيرة. ويؤرخ الكتاب، من وجهة نظر الكاتبة، لحقبة مهمة في التاريخ العراقي الحديث. خصوصاً ان تمارا «نبشت وثائق عن العراق ومنشورات وقصاصات تحدثت عن علاقة عائلتها وجديها بالملك فيصل». وارتكزت في أبحاثها الى مجموعات كبيرة من المراسلات العائلية والأوراق الشخصية لبعض أفرادها ومقابلات مع عدد من الموثوق في معلوماتهم من افراد العائلة، خصوصاً عمها الضرير حسن الذي أهدته الكتاب وقالت «عزيزي عمو حسن الجلبي».
ووفقاً لما تقول انها عندما قررت تأليف كتاب عن تاريخ العراق لم تجد أفضل من رواية قصة الأجيال الأربعة الأخيرة لعائلتها، مع انها واجهت مشكلة إخراج الكتاب من دون التركيز على شخصية والدها احمد ودوره السياسي، خصوصاً في المنفى. ويمتد الكتاب من فترة الحكم العثماني الى ما بعد الحرب الدولية لإسقاط صدام وإعادة إعمار العراق ودور والدها «الذي كان مستشاراً لوزارة الدفاع الأميركية».
المدى اختارت ان تشير الى كتابها هذا، من خلال حوار معها عن مؤسسة رؤيا، التي اسستها، وتدير مجلس أدارتها، وهي مؤسّسة عراقية مسجَّلة رسميّاً كمنظّمة غير حكوميّة لا تبغي الربح، تأسَّست العام 2012 بهدف دعم الحياة الثقافيّة في العراق وإغنائها، ولِمَدّ الجسور الثقافيّة بينه وبين سائر العالم.
هدفها الأساسيّ هو تشجيع النشاط الثقافيّ في العراق ووضع برنامج يمكّن العراقيّين من الفنون، الشباب منهم على الأخصّ، لتُتاح لهم فرصة المشاركة في المناسبات الدوليّة والاستفادة منها. وتعمل مؤسَّسة رؤيا، بالإضافة إلى دعم المشاريع المحليّة، على إحياء سلسلة من النشاطات الثقافيّة المُشتركة التي من شأنها أن تساهم في تطوير المجتمع المدنيّ في العراق. كما أنَّها تلتزم تعزيز الحوار عبر الفنون بين الثقافات المختلفة. وتتولّى مؤسّسة رؤيا، بمبادرة منها أو بالتعاون مع آخرين، تنفيذ مشاريع إبداعيّة في مجال المرئيّ والمرئيّ والمسموع وسائر أنواع العروض الفنّية.
ماهي هوية مؤسسة رؤيا والى ماذا تهدف؟
وإن يكن الاهتمام منصبّاً حاليّاً على أولويّاتٍ أخرى، فإنّ هدف مؤسّسة رؤيا الأساسيّ هو تشجيع النشاط الثقافيّ في العراق ووضع برنامج يمكّن العراقيّين من الفنون، الشباب منهم على الأخصّ، لتُتاح لهم فرصة المشاركة في المناسبات الدوليّة والاستفادة منها. وتعمل مؤسَّسة رؤيا، بالإضافة إلى دعم المشاريع المحليّة، على إحياء سلسلة من النشاطات الثقافيّة المُشتركة التي من شأنها أن تساهم في تطوير المجتمع المدنيّ في العراق. كما أنَّها تلتزم تعزيز الحوار عبر الفنون بين الثقافات المختلفة. وتتولّى مؤسّسة رؤيا، بمبادرة منها أو بالتعاون مع آخرين، تنفيذ مشاريع إبداعيّة في مجال المرئيّ والمرئيّ والمسموع وسائر أنواع العروض الفنّية.
فالمؤسسة RUYA هي مؤسسة فنية معاصرة تأسست منذ 10 سنوات وتركز على تعزيز الممارسات المعاصرة عالية الجودة للفنانين العراقيين في كل من العراق والخارج. يهدف إلى وضع الفن العراقي في سياق دولي.
وهي هيئة غير حكومية تعتبر جسرا بين العراق والعالم. إن تعرض العراق ورؤيته لعالم الفن التنافسي محدود وضحل. نحن نهدف إلى سد الثغرات في الحالة العامة للفنون البصرية في العراق والتي لا تزال ضيقة الأفق ومعزولة ثقافياً على مستوى دوالي منذ عقود عديدة.
والمشروع الرئيسيّ الذي قامت به مؤسّسة رؤيا هو تنظيم الجناح الوطنيّ العراقيّ في معرض البندقيّة الدوريّ (كلّ سنتين)، فقد أشرفت على أعمال هذا الجناح في دورات المعرض الخامسة والخمسين والسادسة والخمسين والسابعة والخمسين وذلك على التوالي في الأعوام 2013 و2015 و2017. وقد نُقلت معروضات الجناح للعام 2015، والذي حمل اسم "جمالٌ خفيّ"، لتُعرض في متحف ستيدلجيك للفنّ المعاصر ((S.M.A.K. في مدينة غنت في بلجيكا (العام 2016) ثمّ إلى قلعة إربيل في العراق (العام 2017)، وذلك بالتزامن مع نشر مجلَّد رسوم البقاء: بريشة لاجئين في العراق من اختيار آي ويوي، (العام 2015) والذي صدر بالتعاون مع الفنّان الصينيّ المعاصر آي ويوي الشهير. وفي العام 2017 أشرفت تمارا شلبي، رئيسة المؤسّسة والعضو المؤسِّس، على الإدارة الفنّية للجناح الذي جاء تحت عنوان "العَتيق" وقد تميّز بمعروضاته من القطع الأثريّة العراقيّة التي لم يسبق أبداً أن خرجت من العراق.
وقد باتت مؤسّسة رؤيا، بحكم رسالتها القائمة على دعم الثقافة في العراق وتعزيزها، تملك قاعدة بيانات واسعة وفريدة عن الفنّانين العاملين في العراق، تشمل مختلف الفروع من الفنون المرئيّة إلى المسرح والموسيقى. وكانت هذه القاعدة التي أُسِّست العام 2016 أوّل قاعدة معلومات عن الفنّانين العراقيّين تُفتَح على الانترنت للعموم. كما أنّ المؤسّسة تدأب على تشجيع هؤلاء الفنّانين عبر الجهود التعاونيّة مع بعض المؤسّسات الثقافية في العالم.
تابعت اغلب نشاطاتكم ووجدتها مغايرة للسائد ومختلفة، في ابعادها، ما تعليقك؟
نعم هذا صحيح لأن مرجعنا دولي ونركز على الجودة والعمق. نحضر تجربة وخبرة دولية ونهدف إلى تكييفها مع المشهد العراقي المحلي من أجل جعله على مستوى بقية العالم، وهنا لا أتحدث فقط عن الغرب، ولكن أيضًا عن الدول المجاورة مثل الإمارات العربية المتحدة أو تركيا أو المملكة العربية السعودية مؤخرًا.
القضية في السياق الثقافي العراقي هي أنه لا يزال يعاني من عقود من القيم الثقافية التي تقودها الدولة والتي كانت دعاية وتخدم أجندة الدولة بدلاً من المجتمع المدني والمواطن.
من السياق البعثي الشمولي، استحوذت الفصائل السياسية على الحوار الثقافي لخدمة أجنداتها. هذا الضعف ناتج عن مؤسسات الحكومة المركزية الفاشلة المنفصلة تمامًا عن السياسات الثقافية المعاصرة، ولكن أيضًا عن المجتمع المدني الضعيف حيث لا يستثمر الناس أو يؤمنون بمؤسسات مستقلة خارج إطار الدولة. في إطار جهودنا لتقديم عرض قيم للفن والثقافة العراقية في سياق دولي، باستخدام المعايير الدولية.
علاقة موسسة رؤيا ببينالي فينيسيا خاصة والمؤسسة هي الوحيدة التي تنتظم مشاركتها في هذا المحفل؟
ركزت رؤيا على بينالي البندقية للفنون منذ عام 2013، من خلال الجناح العراقي الذي يعد فعليًا سفارة رسمية للثقافة العراقية لمدة 7 أشهر في كل بينالي. ونحن الجهة الثقافية الوحيدة التي تشارك فيه..
طبعا المشاركة في هذا المحفل العريق، يجب ان تكون عبر الحكومة وهذا يعني المشاركة تكون رسمية، ويكون دورنا في تنظيم هذه المشاركة، وللأسف أشير ان مشاركة العراق يجب ان تكون مثلا عن طريق وزارة الثقافة العراقية، ولكن الذي يحصل أن الوزارة غالبا ما يكون اعتمادها على مؤسستنا، وبالتالي القضية بالنسبة لوزارة الثقافة، قضية تحمل النفقات.
وهذا الالتباس يحصل في كل مرة يشارك الراق، القضية تعتمد على الوعي في دور هذا البينالي، وللأسف هذا ما لا يفهمه بعض المثقفين، الذيم ينتظرون ان يدفع بينالي فينيسيا نفقات مشاركتهم فيه، وهذا لا يحصل للأن البينالي مؤسسة غير ربحية، وهي فقط مهمتها ان أن تبرز النشاطات الثقافية للبلدان المشاركة، والتي غالبا ما تكون مشاركات جدلية ومهمة في المفصل الثقافي للبلد المعني.. هذه أبرز مشاكلنا في المشاركة في هذا البينالي.
قدمتم في الجانب الثقافي الكثير من الدعم لثورة تشرين في المجال الثقافي.. ما سبب ذلك؟
أكيد لأن الانتفاضة بدأت كصرخة حقيقية من الشباب العراقي الذي يحتج على الوضع المعيشي الكئيب في العراق وافتقارهم للمستقبل. ونعتقد أن الشباب هم أهم عنصر للاحتجاج في بلد لم يشعر بالراحة او مخدر تجاه العنف والدم. فقد أقمنا العديد من النشاطات في هذا المجال، ودعمنا مثل هذه النشاطات الأخرى للبروز، والمشاركة في بينالي فينيسيا، منها معرض للفنان التشكيلي عقيل خريف بعمل ولد في ساحة التحرير ومكوناته عنف قوات الدولة تجاه هذه بدايات هذه الصرخة الصميمة، حمل عنوان (صرخات على جدار تشرين).
ما طبيعة هذا العمل؟
برزت التأملات الفكرية للفنان عقيل خريف بالتناغم مع الخردة الصناعية، والاشياء المستهلكة, للوصول الى قيم ليس اساسها الجمال المرئي فحسب بل الفكر الذي يحرك مشهدها التشكيلي المعاصر. والتي تختلف عن ما طرحته اسس الحداثة وقيمها الجمالية. فالواقع والخيال عند خريف يختلف عن أي شيء اخر نراه، فهو اشبه بعملية الكشف عن حقيقة الاشياء التي يراها من منظوره الابداعي, ليؤسس عبرها فهم حقيقي متبادل بين الفكرة التي انطلق منها, وبين عملية اخراجها, ليقدم للمتلقي تصورات ترتقي الى فنون العصر.
واضعا تقنيات الاظهار بمستوى واحد مع الصياغات الفكرية لولادة عمله الفني. واقصد به عمله الأخير (انتفاضة تشرين) المترسخة في وجدان كل من خرج مطالبا بوطن خالي من الفساد. فقد وضعنا خريف امام عمل غير مقلد او مستنسخ , استطاع ان يختط لنفسه نسقا منفردا, يجبرنا على التأمل والانصياع لما يريد قوله, من محتوى مرئي أخذ ابعاد مهمة في تشييد عمله بتقنيات عالية الاظهار بفعلها الدرامي المأخوذة من الواقع. والتي كانت قبل تفويضه عبارة عن مستهلكات ومهملات شكل عبرها مجموعة اشارات رمزية، مأخوذة من الواقع المعاش، لترسيخ فكرة الموت، الذي حصل في ساحات التظاهر للشباب العزل. وبأسلوب أخضع جداره الفني الى استقبال قدرته الابداعية لمجاورة الخامة مع الخط، واللون من دون أن يأخذها كأسلوب واحد في عمله، لسبب انها خضعت لمتطلبات البناء الفكري. بغية الوصول الى عمق الدراسة وانغماسه فيها، وكذلك لخلق علاقة هادئة بين مفردات عمله الفني، رغم ( ثورة الحدث) التي قوبلت بالدم. وهنا نقف عند سؤال مهم؟ هل أستطاع عمله الفني ان يعبر عبر كل هذه التقنية التي أستخدمها في توظيف الفكرة التي يعاني منها والقلق المترسخ في الأعماق، من إنتاج ما يراد أن يظهره لنا؟ الجواب بالتأكيد نعم لأنه أستطاع من أن يهزم وقائع القلق الذي يتراكم في داخله جراء الإحساس بواقع حاول تدمير قوى الفساد التي مارست اضطهادها لأبناء شعبه، عبر ترسيخ الخير وهزيمة الشر وقواه الفاسدة. وهنا تكمن قدرة الفنان الفاعلة (أذا صح استخدام التعبير) في الاندماج مع متطلبات الواقع بقيم فكرية جمالية، تعكس العلاقة بين العمل الفني والجمهور وحالة الصراع بين قوى الخير والشر.».
وماذا عن "دكانة رؤيا" للفنون المعاصرة في بغداد الذي تأسس في شارع المتنبي؟
افتتحت مؤسسة رؤيا مكتبة عامة ومساحة عرض للفنون المعاصرة باسم "دكانة رؤيا" في بغداد، وذلك في شارع المتنبي الذي يشتهر بسوق الكتب الأسبوعي حيث تباع الكتب المستعملة والنادرة.
وسوف تعرض "دكانة رؤيا" كل أسبوع، تزامنا مع ساعات عمل السوق، مجموعة من أفلام الفيديو والصور الفوتوغرافية التي أنتجها فنانون معاصرون بارزون. ويتضمن البرنامج أفلامًا طليعية مبكرة كفيلم "مانهاتا"( ١٩٢٠) لتشارلز شيلر وبول ستراند، و "ريثموس" (١٩٢١) لهانز ريختر، و "الباليه الميكانيكي" (١٩٢٤) لفرنان ليجيه، و "القوقعة والكاهن" لجيرمين دو لاك (١٩٢٨). إلى جانب أعمال فيديو معاصرة لفنانين مثل مارينا أبراموفيتش، وألورا وجلازديا، وفرانسيس أليس، وجوزيف بويز، وجيف كورنيليس، وبروس ناومان. وسوف يتاح لزوار "دكانة رؤيا" الاطلاع على مكتبة الفنون، وكتب التصوير الفوتوغرافي، وكتالوجات المعارض، والأبحاث والمؤلفات الخاصة بمؤسسة رؤيا.
وتسعى "دكانة رؤيا" إلى التصدي لبعض التحديات، من بينها عدم توفر مساحات لعروض الفن المعاصر أمام الجمهور في بغداد، حيث ترتفع تكاليف الشحن والتأمين على الأعمال الفنية، وتندر مساحات العرض الآمنة والمزودة بالتقنيات اللازمة، الأمر الذي يصعب جلب الأعمال الفنية إلى البلاد وتنظيم الفعاليات الثقافية وفقا للمعايير المتعارفة لدى المعارض والجاليريهات.
دفاتر رؤيا "دفاتر رؤيا" للنشر التعليمي المجاني، هلا حدثتنا عن هذه الدفاتر.
يسر مؤسسة رؤيا أن تعلن عن إطلاق "دفاتر رؤيا" وهي مبادرة جديدة للنشر التعليمي تصدر عنوانين في العام. في كل دفتر، يختار أحد مشاهير الفنانين أو منظمي المعارض أو النقاد خمسة نصوص قصيرة يراها أساسية للتطوير الإبداعي، ثم تترجم هذه النصوص إلى اللغة العربية، وتكون ترجمتها في أغلب الحالات للمرة الأولى، ويوزَّع الدفتر الصادر بالمجان على دوائر الفن في العراق وبقية الشرق الأوسط. ويهدف المشروع إلى توفير المصادر للمدارس والمجتمعات والأفراد ممن لم يتوافر لهم من قبل قدر يذكر من الاتصال بنصوص فنية.
كان الدافع إلى إطلاق دفاتر رؤيا مزدوجا. فالشق الأول يتمثَّل في مهمة مؤسسة رؤيا بأن تقوم بتجسير الهوة بين مناطق الشرق الأوسط المستعرة بالصراعات لا سيما العراق، وبقية العالم. إذ على الرغم مما يسَّره الإنترنت وغيره من الابتكارات التكنولوجية الحديثة من قدرة أكبر على الوصول إلى المعلومات، فإن الوصول إلى النصوص الفنية التعليمية الجيدة في الشرق الأوسط يظل مقيدا بعوامل اجتماعية واقتصادية، ومن أكثر هذه القيود عدم إجادة أية لغة أوربية غربية. أما الشق الثاني فهو أن الدراسة بصفة عامة مقيِّدة في المنطقة، بصورة تمنع أوساط المبدعين من التفكير بحرية دونما رقابة. ومقاومة هذه الأمور تقتضي جملة من التطورات من بينها التوصل إلى الجيد من المدارس والمدرسين، والمناهج الحديثة الناتجة عن بحوث جيدة. ودفاتر رؤيا ترمي إلى الإسهام بطريقة ما في هذه الجهود.
وفي تمهيد الدفتر الأول أكدت المؤسسة على أنه: "قد لفت انتباهنا أن أغلب النصوص المتعلقة بالفن، على اختلافها، غير موجودة بالعربية. وهذا هو الجسر الذي نشيده، دفترا تلو دفتر، في سياق سعينا إلى كبار المحترفين والفنانين والكتّاب العالميين لإشراك الناطقين بالعربية في ما لديهم من معارف وخبرات. هي تجربة. وهي في تقديرنا تجربة مهمة".
ولقد تنازل عدد من الناشرين والكتّاب بكرم منهم عن أجورهم ليمكّنوا دفاتر رؤيا من الانطلاق. في البداية سوف تطلق مؤسسة رؤيا عنوانين من سلسلة دفاتر رؤيا سنويا. وسوف يكون من بين المشاركين في المستقبل الفنانون هيوا كيه وقادر عطية ومنظمو المعارض ماري موراكسيولي وفينيتيا بورتر وأنيتا زايلاك والمدير الفني لمتحف S.M.A.K. للفن المعاصر فيليب فان كاوتيرين. وسوف تتضمن النصوص المختارة أعمالا لكل من إيريت روجوف وهيتو ستايرل وجاياتري سبيفاك وميخائيل باختين وآخرين.
عرف عن والدك الشخصية الوطنية والسياسية المعروفة، ولعه بالثقافة والفن.. هل تجدين بأهدائك مكتبته الى دار الكتب والوثائق.. وبشكل عام ما الذي كانت تضمه هذه المكتبة؟
نحن من طلبنا من دولة رئيس الوزراء ووزارة الثقافة تخصيص مكان يحتضن مكتبة والدي الراحل احمد الجلبي، وهي ليست مكتبة للكتب فقط، بل مكتبة متكاملة وتحتوي فضلا عن الكتب الاثاث واعمالا فنية، وجميع محتوياتها قام باقتنائها بعد عودته الى بغداد عام 2003"، مبينة انه "بناء على الموافقة ذهبت مع وزير الثقافة حسن ناظم الى دار الكتب والوثائق ووجدته مكانا رمزيا مناسبا، واخترنا المكان واستمرت عملية التأهيل لمدة اربعة أشهر.
وأتمنى ان تكون المكتبة مفتوحة للجميع وان لا تقتصر على حضور النخب الاكاديمية والثقافية، والفكرة بالأساس ان تكون هذه المكتبة متاحة للجمهور العراقي وان لا تقتصر على اوقات الدوام الرسمي، حيث في جميع بلدان العالم تكون للمكتبات خصوصية وتوقيتها مختلف وتصل اوقات بقائها مفتوحة الى التاسعة ليلا". وبينت الجلبي انه "كانت لوالدي عدة مكتبات، لكونه عاش فترة طويلة من حياته خارج البلد، وبعد عودته الى بغداد قام باقتناء العديد من الكتب وهي التي تكون محتويات هذه المكتبة، التي تبرعنا بها في الوقت الحالي وليس جميع مكتباته المتوزعة بين لندن ولبنان والعراق، وكانت امنيتي ان لا تقتصر هذه المكتبة على جناح معين، وانما تكون مكتبة خاصة بالراحل، لكن هذا ما هو متوفر في الوقت الحالي، والمكتبة الوطنية بحاجة الى الكثير من الاهتمام، كونها تعاني من وضع مأساوي، وهنا لا اتحدث لكوني متبرعة بل من دوري كباحثة واكاديمية وقضيت وقتا طويلا في المكتبات.
مكتبة الراحل متكونة من مصادر عديدة بينها كتب الرياضيات التخصصية وكذلك كتب عن تاريخ اوروبا في فترات النهضة والحروب النابليونية وكذلك فترة الثورة الروسية والفلسفة الماركسية وكذلك كتب ابن عربي لاسيما "ترجمان الاشواق" واهتم ايضا بالعلاقة بين الفلسفة والتصوف، فضلا عن اهتمامه بالروايات، وهو قارئ جيد للأدب المعاصر والقديم، فضلا عن الكتب المتنوعة وهذه الكتب جميعها باللغة الانكليزية، اما في اللغة العربية كانت المكتبة تحوي على كتب تأريخ العراق والاهداءات التي كانت تصل اليه وايضا التصوف وما يوجد منه في اللغة العربية. الراحل كان له عالمه الخاص اثناء القراءة ويكون دائما بصحبة الكتب والموسيقى، لاسيما الكلاسيكيات العالمية، وحتى انه كان يتنقل بين المدن في سيارته ولا يركب الطائرة من اجل ان يستمتع بالقراءة اثناء السفر
جميع التعليقات 1
عدنان باقر
تحية إلى بنت الغالي أحمد وبنت أخ الغالي رشدي وحفيدة الغالي أبو الفقراء الحاج عبد الهادي الجلبي مؤسس الصناعة العراقية وكل العائلة الكريمة فخر أهل الكاظمية ومن مفاخر العهد الملكي الزاهر