TOP

جريدة المدى > المدى الثقافي > تشكيل الحكومة فـي التوقيت العراقي

تشكيل الحكومة فـي التوقيت العراقي

نشر في: 17 يوليو, 2010: 04:57 م

محمد سعيد الصكارmohammed_saggar@yahoo.frحسب التوقيت المحلي لجمهورية العراق، (وهو توقيت منفتح  قابل للتكييف مثل البرلمان)، لم يحن الوقت بعد، لحسم معضلة تشكيل الحكومة؛ فما يزال أمامنا متسع من الوقت المفتوح الذي أتاحه البرلمان لهذا الموضوع الشائك الذي لا أحد يحزر متى ينتهي، فنحن من ملوك الوقت كما نحن من ملوك النفط؛ فلا داعي للعجلة!
,قد أتاح لنا البرلمان في هذا الوقت، التنقل بين مادة وأخرى من مواد الدستور، تعزيزاً لرأيه، إلى حيث بات من الصعب عليه وعلينا أن نميز مواقع أقدامنا، ومتى تحين صلاة الحسم؛ فكل الضالعين في هذا الشأن من الكتل السياسية، بين قائل بمخالفة الدستور لتمديد فترة البرلمان، والمضطرين إلى القبول بما يواجهه السيد معصوم، والقبول بما يراه، وهو ليس بقابل بتجاوز ما يقرره الدستور.ولكن متى كان لنا دستور نحتكم إليه؟الآن صار لنا دستور، ولكننا لم نستطع الإحتكام إليه؛ لأنه أشبه بالطين الإصطناعي الذي يستخدمه الأطفال في المدارس، فيكيفونه كما يشاؤون، وينقلونه من صورة الأرنب إلى صورة النخلة، ويفرحون بليونته، إلى أن يتعبوا من ذلك؛ في حين لا بتعب سياسيونا باللعب بمواده وتكييفها وفق رغباتهم، دون حرج ولا أمانة، ولا مساءلة؛ فالأمور كلها موكولة للدستور، والدستور، دستورنا، كما يبدو (حمال أوجه)، والحق فيه متأرجح لم يتبين منه إلى اليوم نقطة الصواب. ونحن نصر على كونه دستورا، ونريده أن يكون كذلك، ولا نقبل التلاعب به، ونريد من سياسيينا أن لا يتكئوا عليه لتبرير التجاوز عليه.اليوم ينبغي الخروج من مقولة (شر البلية ما يضحك)؛ فقد ضاقت صدورنا من الضحك على هذه البلية، وحق على الجميع القول الفصل في هذه اللعبة التي جعلتنا لعبة بين الأمم.ها نحن على مسافة يومين من (صلاة الحسم)، فهل سنؤديها، أم نحشر السيد معصوم في متاهة جديدة مع الدستور؟ ونواصل اللقاءات والمشاورات، ونحضر التصريحات التي سندلي بها إلى وسائل الإعلام؟الغائب في كل هذه اللقاءات والمداولات والتصريحات والذهاب والإياب، شيء جوهري واحد؛ هو المسؤولية الأخلاقية في التعاطي مع محنة شعب أكله الندم على تصديق الوعود الكاذبة، وها هو يواجه منفردا ما آلت إليه الأمور التي سلبت منه المقومات الأساسية لحياته اليومية، وأجلت ما كان عليه أن يحضر في شؤون الحرية والتنمية والتربية والبطالة، ولخصت كل تلك الهموم إلى غيبة الكهرباء وتلوث الماء، وانتظار تفضل السياسيين بتشكيل الحكومة.الدستور اليوم يتكيّف، وغداً يتعدل، فلماذا يتسمّى دستوراً ما دام البرلمان يتخطاه، ويعلن عن ذلك؟من المرجع المنقذ إذن؟ينبغي إيقاف التلاعب بمواد الدستور وتكييفها بحيث تنسجم مع متطلبات المرحلة؛ فالدستور هو المرتكز الأساس لكيان الأمة، وليس من حق أحد مهما كانت منزلته ومقامه أن يعبث به ويصرفه بحيث يشاء، ويقوده إلى التأويلات التي يريدها.لا تتحرشوا بالدستور؛ خلوه بعيداً عن أهوائكم، واتركوا للناس حصة ضرورية من الكهرباء والماء في هذا الصيف القاتل، وسنتفاهم فيما بعد عن الهموم الأخرى،كل ما تدّعونه، وتؤملون الناس به، يذوب اليوم بدرجة  تقارب الــ٦٠  في المئة، فهل فيكم من يستطيع التفكير والتقدير في هذه الدرجة القاتلة، أم أن البعد عن أبناء الوطن يمنحكم، وهو كذلك، ما تنعمون به من قدرة على اتخاذ القرار في المكاتب المكيفة؟سيقال: إن فشل الكتل السياسية في المفاضلة بين زعيمين أو كتلتين امتدت لكل هذا الوقت وما فيه من قيل وقال، كيف سيوثق بكفاءتها في إدارة شؤون الأمة؟ وكيف ستدار الأمور إذا كان رب البيت في الدف ناقرا؟

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

مطلع الشهر المقبل.. انطلاق معرض العراق الدولي للكتاب

مطلع الشهر المقبل.. انطلاق معرض العراق الدولي للكتاب

بغداد/ المدى تنطلق فعاليات الدورة الخامسة من معرض العراق الدولي للكتاب، في الفترة (4 – 14 كانون الأول 2024)، على أرض معرض بغداد الدولي.المعرض السنوي الذي تنظمه مؤسسة (المدى) للإعلام والثقافة والفنون، تشارك فيه...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram