TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > مصارحة حرة : النظام صنو السيادة

مصارحة حرة : النظام صنو السيادة

نشر في: 17 يوليو, 2010: 06:34 م

اياد الصالحيارتعدت فرائص المعارضين لتوجه الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) بإقامة انتخابات الاتحاد العراقي للعبة في مدينة اربيل يوم الرابع والعشرين من تموز الحالي ، فقد توعدوا وهددوا وملأوا الدنيا زعيقا وهم يتظاهرون بالدفاع عن السيادة وكأن لا سيادة للعراق في اية مدينة غير بغداد واحة السلام والأمان ، متخذين من ألاعيبهم وأفانينهم في اساليب الخطابة سلاحا لمجابهة من تسوّل له نفسه ان يتمتم او يهزّ رأسه مرحبا بإدلاء صوته على ارض كردستان الحبيبة وقلعتها الشمّاء.
اية سذاجة عقيمة هذه أن تتوارى جميع الحقائق الواضحة عن طبيعة علاقة العراق بمؤسسة كبيرة مثل فيفا ، وراء ظهور اصحاب الأجندة الذين لا همّ لهم سوى رسم سياسات الإقصاء الخفي ، وبلورة اتفاقيات مريبة مع اشباههم لدفع شخصيات جديدة تتسنم مسؤولية تطبيق خارطة التغيير(كما تزعم) يكفي ان بعضهم ومهما اختلفنا عن مستويات كفاءتهم ، أصبحوا لعباً ألكترونية تشحن حركاتهم وردود أفعالهم ببطاريات غيرهم !ان العراق عَرف النظام والقانون واللوائح والشرائع قبل آلاف السنين وانبثق من رحم تاريخه علماء كبار علموا البشرية تخصصات كثيرة في الحياة ، وهو ليس بحاجة الى تعليقات (ماكرة) بين الفينة والأخرى من رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم جوزيف بلاتر تنبّه الاتحاد المحلي بانه خاضع لأنظمته وتعليماته التي تسري على القاصي والداني في بقاع الأرض من دون تمييز او مجادلة ، وبالتالي لا طائل من مواصلة التصدي لقرار دولي يضمن حق اجراء الانتخابات في مدينة عراقية بإشراف ممثلين دوليين خبرا دهاليز المماطلة التي تبديها بعض الدول حيال القائمين على شؤون الكرة من اجل إقحام الطارئين وفرض السطوة وإطالة مدة التقاطعات ، وفي النهاية فإن الجميع سيرضخ لإرادة القانون الدولي الذي شئنا أم أبينا هو المنتصر دائما برغم مرارة من يشعر بالهزيمة أو الظلم !ان مشكلة تجديد اي نموذج مؤسساتي في العراق خاصة اذا ما كان مؤثراً بين عامة الجماهير كاتحاد الكرة المسؤول الاول على المنتخبات الوطنية المرتبطة نتائجها بمشاعر واحاسيس المواطنين في الافراح والاتراح ، غالبا ما تأخذها مسارات القلق تجاه الشخصنة في مسألة تقييم رئيسه او اعادة اختبار ثقته ، وهذه طامة كبرى مازال العراق يدفع ثمنها في كل تجربة ، وشاهدنا اليوم هناك ازمة كبيرة في البلد لم تذب جليدها حتى حرارة الدستورنفسه ، فما بالنا باتحاد الكرة الواجهة الابرز للرياضة العراقية وحافظ (ماء وجه) عشرات رؤساء اللجان الاولمبية الوطنية والاتحادات المركزية سابقا وحاليا باعتباره الاتحاد الاكثر فاعلية من ناحية انعكاس انجازات المنتخبات الوطنية في بطولات قارية كبيرة على معنويات الناس في كل مكان ، وما تحقق من لحمة وانصهار في شوارع الوطن عقب نهائي كأس آسيا 2007 يلجم افواه المشككين بأهمية اتحاد الكرة وبقية المفاصل الحيوية التابعة له !لا ريب في أن المعارضين لإجراء الانتخابات في اربيل مصابون بالعمى ، وباتوا بأمس الحاجة الى ذاكرة يكتبون عليها ولا يشطبون دروس أزمات من الماضي القريب لدول ناطحت فيفا وجيّشت الخبراء والمحامين وكل قلم ثائر ومهاتر و..(لعوب) تظاهر بالحرص على حقوق الهيئة العامة ليس بدافع الوطنية والسيادة ، بل بأمر من أسياده محترفي صناعة الأزمات ! تصوروا كل هذه الحملات المدججة بشعارات (معارك المصير) لم يرفّ لها جفن فيفا او ينضح لها قطرة خجل ، فالقوانين عنده سكة واحدة أعدت منذ عشرات السنين ، فقد جرّب الكويتيون واللبنانيون والسودانيون واليمنيون والسوريون والمصريون والبولنديون والايرانيون والنيجيريون وغيرهم ان يحيدوا عنها او ينزلوا في محطة ليس باختياره ، فكانت العقوبة بانتظارهم لانهم في نظره ( متمردون)!ان حماية الاتحادات المنتخبة خط احمر بالنسبة لفيفا ، ولا توجد جهة اخرى تتمكن من خلع اي عضو في اتحاد الكرة غير الهيئة العامة ، مع الإقرار بأن أي رئيس منتخب لا يتمكن من جمع مؤيدين لقراراته 100% ، لكن الانتخابات وحدها تشهر سيف الإقصاء له او تحيطه بساتر حصين من الثقة ، وفي ضوء هذه الحقيقة التي لا يراها – بالتأكيد - من يفضّل مصلحته الشخصية على مصلحة العراق ، فإن الوطنية الحقة فعل لا قول ، لابد من ان تسمو ، ويتحلى الجميع بإرادة صلبة ليتوجهوا صوب اربيل ( اولى المدن العراقية التي تشرفت بكسر الحظر الجزئي على الكرة العراقية) ويمارسوا الديموقراطية بكاملها غير مبالين لمن يغمز في قناة الرشا وبيع الضمائر وعمولات التصويت ، فمن زاغ قلبه وضعف إيمانه وتمرغت شخصيته في (سوق النخاسة) لا يؤمن له عهد او وعد سواء ادلى بصوته في بغداد أم اربيل ، وكل ما يجري من تسابق فاضح لتخريب الانتخابات فإنه من دون شك سيعود بكرتنا الى شرنقة الحظر وعندها لا مفر من خطاب (التوسل) الذي لا يليق بأبناء وطن حر قامته تطول شموخ ومجد الحضارات .Ey_salhi@yahoo.comrn 

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

القوانين الجدلية على جدول أعمال البرلمان يوم غد الثلاثاء

هل أخطأ البرلمان بعدم حل نفسه مبكراً؟

العمود الثامن: لجنة المرأة تحارب النساء

62 حالة انتحار في ديالى خلال 2024 بسبب "الربا"

أزمة جفاف الأهوار.. الأمم المتحدة تؤكد دعمها و«الموارد» تتحدث عن برامج لاستدامة تدفق المياه

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram