بغداد / خليل جليل أبواب النقد التي فتحت هذه الأيام باتجاه ما خرج به منتخب الناشئين من بطولة آسيا واحتضنتها أبو ظبي الإماراتية بحصوله على المركز التاسع قبل الأخير بعد ان انسحب الكازاخستاني من المنافسات ، ربما يحسبها البعض وخصوصا من داخل أسرة الاتحاد العراقي لكرة اليد نوعا من الظلم أو التجاوز على مسيرة منتخبات اليد وعدم منح المسؤولين في الاتحاد العذر على مواجهة الظروف الصعبة
التي تواجهها اللعبة. لكن الإجابة الحقيقية بشأن الأسباب التي دفعت بالبعض إلى تناول النتائج السيئة لمنتخب الناشئة في البطولة الآسيوية ،تنطلق من كون اللعبة تقف بين الألعاب الجماعية الأخرى التي تستأثر بالاهتمام لدى الجمهور الرياضي وشأنها شأن الكرة الطائرة وكرة السلة في ذلك، فالخروج بنتائج جيدة تحسب بنهاية المطاف للعبة وللمنتخبات والمدربين وعكس ذلك ينسحب الأمر على هذه الأطراف في الوقت نفسه. فبعد النتائج المتواضعة التي حفلت بها مشاركة العراق في البطولة الآسيوية التي أقيمت مطلع العام الجاري في لبنان كان متابعو اللعبة يتطلعون إلى سلسلة من الثورات الداخلية للنهوض بكرة اليد والعمل المبكر لتهيئة يد الناشئين وتحضيرها للمحفل الآسيوي الأخير في أبو ظبي بيد ان نتائج الصغار جاءت منسجمة ما تحقق للكبار وكان هؤلاء الصغار يسيرون على السكة ذاتها التي انتهت الى النتائج المعروفة. لا أحد يستطيع ان ينكر مسألة غياب المراكز التدريبية المتخصصة والافتقار إلى الخبرات التدريبية الأجنبية والافتقاد الى مشاركات أوسع ومحطات تجريبية على مستوى من الأهمية ،لا احد يستطيع ان يتغافل هذا الأمر فأية لعبة لا يمكن ان تسير بخطوات مهمة إذا لم تتوفر لها كل عوامل وأدوات التقدم ونعتقد بان الاتحاد العراقي لكرة اليد عمل خلال الفترة الماضية بما متاح له من إمكانات وقدرات سواء على الصعيدين المالي والفني أم الإداري وحاول ان ينقذ ما يمكن انقاذه من واقع مرير للعبة وقد أعرب أكثر من مسؤول فيه من ان ما خرج به الكبار من البطولة الآسيوية في لبنان سيكون معطيات وتجارب مهمة للصغار للاستفادة منها. لكن للأسف ان الفترة الماضية لم تشهد على ارض الواقع ما يمكن ان يؤشر على وجود محاولات واضحة للتغير وانتشال اللعبة وإعادة الأمل والروح الى جسدها خصوصا بعدما تناهى إلى الأسماع من محاولات الاتحاد العراقي للكشف عن مواهب لتشكيل منتخب الناشئين قبل ثلاثة أشهر والبحث عن هذه المواهب في المدارس، في حين يفترض بالاتحاد ان يكون قد هيأ عوامل ومقومات التحضير للمنتخب قبل فترة طويلة واختياره عناصر متمكنة يذهب بها الى ابو ظبي وفق برنامج معد سابقا بدلا من البحث عن المواهب في المدارس. فمثل هذه المواهب تحتاج الى سنوات لتطوير وصقل المهارات ان وجدت والأخذ بيد أصحابها بكونها قاعدة مهمة لتشكيل منتخبات مستقبلية لا ان تشكل بها منتخبات تدخل منافسات بعد شهرين او ثلاثة أشهر من عملية البحث في المدارس عن مواهب اليد. ولا نريد ان نذكر بالمستوى الذي اظهرته بعض المنتخبات الخليجية في البطولة التي خاضت مبارياتها بلاعبين فاقت أعمارهم المستويات العمرية المناسبة مثلما افصح عن ذلك رئيس الاتحاد العراقي لكرة اليد فلاح النعيمي وكان الرجل مصيبا في تشخيصاته إلى مسلسل التزوير. عموما نأمل أن يكون صدر المسؤولين في اتحاد كرة اليد رحبا وواسعا للاستماع إلى كل ما اثير حول المشاركة الأخيرة لكن بسلوكية مهنية وبنقد يحترم الطرف الآخر لا ان نكيل بالتجريح الى الاتحاد المذكور، فاتحاد اليد يعاني شأنه شأن الاتحادات الأخرى ظروفاً قاهرة. ** في الموسم الكروي الحالي الذي لا نعرف تاريخا محددا لانتهاء مشواره ووضع حد لمسيرته الممتدة لما يقارب من العام ، شهدت أروقة بعض الأندية وكذلك الاتحاد العراقي لكرة القدم العديد من ملفات مشاكل الاستحقاقات المالية وجدل العقود المبرمة بين اللاعبين وإدارات الأندية التي يتعاقدون معها لتمثيل فرقها. ومن المؤسف ان نرى بعض الأندية قد وضعت نفسها في مهب المشاكل ودخلت محاكم وخرجت من قضايا شائكة بسبب واقعية العقود وتفهم فصولها القانونية والاستحقاقاتية، وكانت آخر أنواع هذه الملابسات ما أثير حول قيام بعض اللاعبين في احد الأندية بتقديم ما يثبت تعرضهم إلى نوع من الغبن فيما يتعلق بفترة التعاقد اذ يدرك اللاعبون ان فترة تعاقدهم تمتد لمدة عام وقد انتهت، بيد ان الإدارة تتمسك بهم لكون عقودهم تشير الى التعاقد معهم لمدة عامين مثلما يدعي هؤلاء اللاعبون وهنا يفترض ان يأتي دور لجنة عقود اللاعبين في الاتحاد لكي تضمن حقوق الجميع وفق صيغ واضحة ومفهومة حتى لا يتكرر السيناريو ذاته مرة أخرى سواء مع هذا النادي أو ذاك .
بين حضور يد الناشئة في البطولة الآسيوية وخلافات عقود اللاعبين مع بعض الأندية

نشر في: 17 يوليو, 2010: 06:35 م









