ذي قار/ حسين العامل
أطلقت مجموعة من المنظمات والفعاليات المجتمعية عددا من الحملات الشعبية لإنقاذ الاهوار العراقية من الجفاف، وفيما اشارت الى فقدان أكثر من 60 بالمئة من السكان المحليين لفرص عملهم نتيجة زحف التصحر والجفاف الذي طال 90 بالمئة من المناطق التي كانت مغمورة بالمياه، اكدت الحكومة المحلية في ذي قار تسجيل 2000 عائلة نازحة من العوائل التي تمتهن تربية الجاموس.
وشهدت محافظة ذي قار مؤخرا إطلاق ثلاث فعاليات غير رسمية لإنقاذ الاهوار من الجفاف نظمها ناشطون وعدد من المنظمات المجتمعية.
وأطلقت كل من منظمة ميزان لتمكين المرأة والشباب ومنظمة أور لثقافة المرأة والطفل وشبكة سومريات (حملة نايات القصب تستغيث – معاً لإنقاذ اهوار العراق). واطلقت مجموعة اخرى من الناشطين حملة مماثلة بعنوان (الحملة الوطنية لإنقاذ الأهوار العراقية)، في حين بادرت جمعية حماية وتطوير الأسرة العراقية بتنظيم فعاليات ميدانية لدعم سكان الاهوار ضمن حملة (انقذوا اهوار العراق من الجفاف).
وقالت مسؤولة منظمة أور لثقافة المرأة والطفل منى الهلالي في حديث مع (المدى): "أطلقنا نداء (نايات القصب تستغيث – معاً لإنقاذ اهوار العراق)".
وأضافت الهلالي، أن "ذلك ضمن حملة ووقفة احتجاجية نظمتها 3 منظمات مجتمعية في مدينة اور الاثرية المدرجة مع الاهوار ضمن لائحة التراث العالمي".
وأشارت، إلى أن "الوقفة التي شاركت فيها وفود رسمية وشعبية من محافظات ذي قار والكوت والعمارة والسماوة والبصرة والديوانية تهدف لدعم ومناصرة الاهوار العراقية".
وفي رده على سؤال لمراسل (المدى)، حول حجم النزوح في مناطق الاهوار، قال الناطق الاعلامي باسم محافظ ذي قار ابو الحسن البدري في مؤتمر صحفي عقد في ديوان المحافظة، إن "هناك أكثر من 2000 عائلة من مربي الجاموس نزحت من قضاء الجبايش وناحية كرمة بني سعيد الى المحافظات الاخرى كبابل وكربلاء وغيرها".
وأضاف البدري، أن "تلك العائلات تتوزع بواقع 1200 عائلة في قضاء الجبايش و800 عائلة في ناحية كرمة بني سعيد".
واشار، الى "تعذر الحصول على احصائيات دقيقة في هذا المجال كون الكثير من العوائل النازحة لا تسجل نزوحها لدى الدوائر المعنية". وبدوره كشف عضو اللجنة المشرفة على الحملة الوطنية لإنقاذ الأهوار العراقية بديع لبنان الخيون في تصريح إلى (المدى)، ان "المياه انحسرت عن أكثر من 90 بالمئة من مناطق الاهوار".
وتابع الخيون، أن "الاهوار لم تتبق منها سوى برك آسنة محدودة المساحة وفروع أنهر جافة او ضحلة". وعن (الحملة الوطنية لإنقاذ الأهوار العراقية) التي أطلقها مؤخرا مع فريق من ناشطي محافظات البصرة وذي قار وميسان ومحافظات أخرى، قال الخيون إن "المشاركين بالحملة يمثلون عددا من سكان الاهوار والناشطين المهتمين ببيئة وشؤون الاهوار". ولفت، إلى "استبعاد مشاركة الممثلين الحكوميين في الحملة كون المؤسسات الحكومية هي سبب الفشل في ادارة ملف المياه". وأضاف الخيون، أن "الفريق المشرف على الحملة اعد برنامج عمل شعبي لإنقاذ الاهوار من الجفاف ودعا كل شخص حريص عليها سواء في الداخل او الخارج للانضمام لها"، مشددا على "ضرورة تشكيل مجموعة ضغط باتجاه اعادة الاهوار وانعاش الحياة فيها".
وكانت اللجنة المشرفة على الحملة الوطنية لإنقاذ الأهوار العراقية قد اصدرت في وقت سابق بيانا تأسيسيا جاء فيه "أمام غياب وإهمال الحكومة العراقية لما حصل للأهوار العراقية من كارثة وتجفيف مروع لم تشهد له مثيلا، عقدنا العزم لنعلن انطلاق الحملة الوطنية لإنقاذ الأهوار العراقية".
وأشار البيان، إلى أن "سوء إدارة الموارد المائية حال دون توفر الحد الأدنى من المياه لإدامة النظام الايكولوجي على أقل تقدير".
وأضاف: "كما لم يحافظ على وسائل العيش المستدام للسكان المحليين المتمثل بـ (تربية الجاموس، صيد الأسماك، حصاد القصب والحشائش)"".
ولفت البيان، إلى أن "الحكومة لم تفِ بالتزاماتها الدولية والوطنية المتعلقة بالأهوار وخالفت واجباتها الدستورية والأخلاقية تجاه عرب الأهوار".
وتحدث البيان، عن "عدم إنصافهم بعد رحلة مريرة من التشرد والإهمال فأشاحت بوجهها عن متطلبات حياتهم".
شدد البيان على "استقطاب المخلصين من أبناء الشعب العراقي لتحقيق هدف الحملة في المحافظة على بيئة الاهوار وسكانها المهمشين"، مشيرا الى "تبني نشاطات قادمة وحملة مدافعة سيعلن عنها لاحقاً".
وفي ذات السياق أطلقت جمعية حماية وتطوير الأسرة العراقية في العراق حملة ونداء (أنقذوا اهوار العراق من الجفاف) بالتعاون مع منظمة (BAMRO) البلجيكية الدولية لحقوق الإنسان والتنمية.
وقال رئيس الجمعية حقي كريم في حديث مع (المدى)، إن "الحملة تهدف لإيصال صوت أبناء الأهوار الى المجتمع الدولي والامم المتحدة لإنقاذ الحياة وبيئة الاهوار".
وأكد كريم، أن "انقاذ الاهوار من الجفاف بات من اولويات وبرامج جمعية حماية وتطوير الأسرة كون الاهوار باتت محمية دولية منكوبة بسبب الجفاف".
وأشار، الى ان "الجمعية تبنت جملة من الفعاليات الميدانية في هذا المجال من بينها تقديم مساعدات غذائية وملابس وحقائب مدرسية الى عدد من العوائل والطلاب في أهوار الجبابش"، داعيا إلى "تحرك حكومي حقيقي وفاعل لإنقاذ سكان الاهوار".
بالتزامن مع الذكرى السنوية السادسة لانضمام الاهوار إلى لائحة التراث العالمي دعا مسؤولون ومنظمات بيئية في ذي قار يوم منتصف شهر تموز الماضي الحكومتين المحلية والمركزية الى اعلان الاهوار منطقة منكوبة، وأكدوا جفاف معظم مناطقها ونفوق الاسماك والكائنات الحية ونزوح سكان القرى ومربي الجاموس، وطالبوا باستحداث هيئة عليا لإدارة الملف ترتبط بمجلس الوزراء.