TOP

جريدة المدى > عام > النحات رون مويك.. النحت (المفرط في الواقعية)

النحات رون مويك.. النحت (المفرط في الواقعية)

نشر في: 10 أكتوبر, 2022: 12:10 ص

ترجمة: خنساء العيداني

يقوم النحات رون مويك المقيم في لندن، والذي كان سابقًا صانع نماذج ومحرك الدمى لتلفزيون وأفلام الأطفال، بإنشاء منحوتات فنية رائعة منذ عام 1996.

باستخدام الراتنج والألياف الزجاجية والسيليكون والعديد من المواد الأخرى، يصنع رون مويك تشابهًا واقعيًا للغاية للبشر أثناء اللعب مع مقياس. المنحوتات التفصيلية آسرة عند النظر إليها عن قرب، حيث قد تكون أكبر أو أصغر بعدة مرات من المتوقع.

قناع مفرط في الواقعية:

ان أول ما يلاحظه المرء بشأن منحوتات رون مويك هو الواقعية المفرطة... حيث تبدو البشرة وكأنها بشرة حقيقية تريد الوصول إليها ولمسها، وتظهر التجاعيد، والشعر، وحتى اللحية الخفيفة كلها مقنعة للغاية؛ ومع ذلك، ففي منحوتات رون مويك، تلعب الأحجام والمقياس دورا خطيرا، فهي التي تحول العمل تحولا خطيرا نظرًا لأن كل شيء إما أصغر أو أكبر من الحياة، وبذلك يغير المقياس (الواقعية) ويغري المشاهد بشعور من الإعجاب، فعلى سبيل المثال، القطعة التي بعنوان «Mask II،»2001-02، وهي صورة ذاتية للفنان أثناء النوم، لم تكن بالحجم الطبيعي، بل تم تكبيرها بأربعة أضعاف حجمها تقريبًا، فهي بقياس 30 × 46 × 33 بوصة تقريبًا. يمكن للمرء أن ينظر إليه من هذه الزاوية ويتساءل عما إذا كان يحلم، أو لماذا نرى الرأس فقط ولا نرى الجسد كاملا، وأيضا نشعر ان هذا هو المكان الذي يلعب فيه عنوان القطعة دورا مهما: هناك سبب وراء تسميتها “قناع”

يرى المتلقي، بمجرد أن يتخطى المنحوتة مباشرة، أن هذا التمثال هو بالفعل “قناع”، بقشرة رقيقة لا تحتوي على أجزاء صلبة، على الرغم من المنظر الأمامي المقنع الذي يوحي برأس صلب.

السؤال الأول الذي يطرح نفسه: بينما العنوان “Mask II” وصفي للكائن، ما المعنى الذي قد يقترحه الفنان بهذا العنوان؟

توحي قوة هذه القطعة معانٍ متعددة يمكن أن تأتي من الأجزاء المختلفة للمنحوتة، مثلا: يبدو التمثال صلبًا من الأمام، لكنه يكشف عن نفسه كصدفة مجوفة من الخلف، وان المقياس الأكبر من الاحجام المالوفة حياتيا تمنح المنحوتة حضورًا بشريًا خارقًا، مثل رأس عملاق أو مخلوق خيالي آخر، فيمثل العنوان وصفًا للكائن، ولكنه يشير أيضًا إلى أن الأشياء ليست دائمًا كما تبدو للوهلة الأولى.

يقدم الفنان اقتباسًا مثيرًا للاهتمام حول سبب قيامه بعمل جميع منحوتاته إما أكبر أو أصغر من الحجم الطبيعي:

“الأحجام الطبيعية... لا تبدو أبدًا مثيرة للاهتمام، نحن نلتقي بأشخاص بالحجم الطبيعي كل يوم، فان تغيير المقياس يجعلك تلاحظ بطريقة لا يمكنك فعلها بشيء طبيعي.”

بعد البدء بقطعة أكبر من الحياة، دعنا نلقي نظرة على بعض القطع الأصغر من الحجم الطبيعي:

نواجه إلى اليسار من المنحوتة السابقة: “امرأة اثناء التسوق” 2013، 44 بوصة ارتفاعا؛ وقربها: “زوجان شابان” 2013، طولهما 35 بوصة؛ والى اليمين: “امرأتان” 2005، طولهما 33 بوصة ونصف.

ثلاثة منحوتات فائقة الواقعية:

السؤال الأساسي الثاني الذي يطرح نفسه هنا: ما هي الملاحظات التي يمكنك إجراؤها من مجموعة المنحوتات هذه؟

ان الأفكار التي تتبادر إلى الذهن حالا، هي: ان كل منحوتة تتالف من زوج من الأشكال، تبث شيئا من الديناميكية يخلقه سؤال ما هو، وما كيفية ارتباط الشكلين ببعضهما البعض، الطفل ينظر إلى الأم، لكن الزوجين الشباب والزوجين المسنات لا ينظران إلى بعضهما البعض ولكن في اتجاهات مختلفة.

نحن نشهد مراحل مختلفة من الحياة: طفل صغير، ومراهق، ونساء أكبر سناً. كما يصفه المتحف: "هذه الأعمال النحتية توضح بحث الفنان المستمر في دورة الحياة، من اللحظة الأولى للوعي، إلى حب الشباب، إلى مختلف مراحل النضج والشيخوخة، وفي النهاية إلى النسيان"؛ فلا أحد هنا يبدو سعيدًا، لكنهم جميعًا جادون جدًا وحتى قاتمون للغاية، فيبدو الأمر وكأن شيئًا ما ليس مناسبًا تمامًا لأي من هؤلاء الأشخاص.

إليك عرض التثبيت من المعرض الذي يساعد على إظهار التباين في حجم وحجم الأعمال المختلفة. يظهر في المقدمة "زوجان تحت مظلة"، 2013، والذي تبلغ أبعاده التقريبية الإجمالية 10 × 13 × 11 1/2 قدم. ولكن في الخلفية، يمكنك رؤية نفس "امرأة اثناء التسوق" كما هو موضح أعلاه، على قاعدة تسع 3 زوار يقفون حولها، إنها تقريبًا ثلاث حقائق مختلفة، بشر صغير الحجم وكبير الحجم يسكنون جميعًا في نفس المساحة.

يبدو السؤال الثالث أساسيا: ما هو برأيك الاختلاف الأكبر في كيفية تجربة المرء للمنحوتات الكبيرة مقابل المنحوتات الصغيرة؟

ان المنحوتات الأصغر، الموضوعة على قواعدها، لها وجود كائن، في حين أن المنحوتات الأكبر تكاد تصبح بيئة، ومكانا حميما؛ حيث يمكن للمرء أن يمشي داخلها وحولها، مما يعطي النحت مظهرًا مختلفًا تمامًا عن كونه قائمًا على الزاوية التي منها وينظر، وهو ما اكتشفناه من قبل، في النحت الواسع النطاق لألكسندر كالدر والمنحوتات الشبيهة بالديوراما لـسيروارد يوهانسن.

منظر تركيبي لاعمان معرض رون مويك في (MFAH):

من المفيد الحصول على بعض المعلومات الأساسية عن الفنان رون مويك وما أدى إلى إنشائه هذه المنحوتات الواقعية. وُلِد رون مويك في ملبورن بأستراليا، وكانت عائلته تمتلك شركة لصنع الدمى، وقد أمضى العقدين الأولين من حياته المهنية كصانع نماذج للسينما والتلفزيون، بما في ذلك العمل مع جيم هينسون في ورشة عمل الدمى المتحركة في مدينة نيويورك، وفي مقابلة عام 2002، نُقل عن رون مويك قوله: "لا أعرف لماذا أفعل ذلك (صنع منحوتات واقعية للغاية)، وأيضا انا لا أعرف ما الذي سأفعله أيضًا. أنا لست مدفوعًا بالفن، إنه كل ما يمكنني فعله".

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

موسيقى الاحد: الدرّ النقيّ في الفنّ الموسيقي

في مديح الكُتب المملة

جنون الحب في هوليوود مارلين مونرو وآرثر ميلر أسرار الحب والصراع

هاتف الجنابي: لا أميل إلى النصوص الطلسمية والمنمقة المصطنعة الفارغة

كوجيتو مساءلة الطغاة

مقالات ذات صلة

علم القصة: الذكاء السردي
عام

علم القصة: الذكاء السردي

آنغوس فليتشرترجمة: لطفيّة الدليميالقسم الاولالقصّة Storyالقصّة وسيلةٌ لمناقلة الافكار وليس لإنتاجها. نعم بالتأكيد، للقصّة إستطاعةٌ على إختراع البُرهات الفنتازية (الغرائبية)، غير أنّ هذه الاستطاعة لا تمنحها القدرة على تخليق ذكاء حقيقي. الذكاء الحقيقي موسومٌ...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram