 عدنان علي

منذ ان أطلقت بكين مشروع المعبر الاقتصادي الصيني- الباكستاني والهجمات المتكررة على المواطنين الصينيين في محافظات باكستان المختلفة السند وبلوشستان وخيبر باختوخوا ومنطقة كشمير، تكشف المعارضة والعداء الشديد الذي يكنه الباكستانيون لمصالح الصينيين.

وتشير حوادث الى انه عبر السنوات الست الماضية، وخصوصا بعد ان قدمت حشود من الصينيين على أراضي باكستان وفقا لمشاريع المعبر الاقتصادي، فان مجاميع متطرفة مختلفة جعلت من مصالح الصين داخل باكستان اهدافا لهجماتهم.

ومؤخرا قتل مواطن صيني يوم الأربعاء الماضي وجرح اثنان آخران عندما قام رجل مجهول بفتح النار داخل عيادة لطب الاسنان في منطقة سادار في كراتشي.

واستنادا لتقرير موقع آسيان لايت الإعلامي فانه منذ العام 2016، عندما اطلقت بكين مشروع المعبر الاقتصادي الصيني – الباكستاني، فان هذا الهجوم يعد العاشر يشن على مواطنين ومصالح صينية في باكستان. وفي كراتشي فانه يعتبر الهجوم الثاني على مواطنين صينيين منذ ان تسلمت حكومة شهباز شريف السلطة.

وفي سياق هذه الهجمات، وبتاريخ 17 كانون الثاني، نظم نشطاء سياسيون ومواطنون باكستانيون في محافظة السند تظاهرات كبيرة ورفعوا شعارات تدعو للحرية بينما شجبوا الصين لاستغلالها مواردهم.

وفي العام الماضي في شهر آب قام اشخاص بإشعال إطارات سيارات واغلقوا ميناء مدينة غوادار احتجاجا على عمليات الصيد غير القانونية التي يقوم بها صينيون في مياههم الإقليمية وكذلك احتجاجا على مشروع المعبر الاقتصادي الذي هو جزء من مبادرة الرئيس الصيني تشي جينبينغ للحزام والطريق الذي يمر عبر 70 بلدا في العالم.

في تموز قتل تسعة عمال صينيين عندما ارتطمت بالحافلة التي كانوا يستقلونها في منطقة كوهستان سيارة مفخخة. وكذلك في حادث آخر نجا السفير الصيني لدى باكستان، نونغ رونج، من محاولة اغتيال وقتل خمسة اشخاص كانوا معه وجرح 12 آخرين عندما تعرضوا لتفجير انتحاري قرب فندق في باكستان في نيسان عام 2021.

وفي حاث أقدم في تشرين الثاني عام 2020 قام آلاف العمال الباكستانيين باحتجاج ضد الصين في كراتشي يشكون من تدني الأجور التي يتقاضوها مقارنة بالعمال الصينيين في مشاريع المعبر الاقتصادي. وتعرضت القنصلية الصينية في كراتشي الى هجوم من قبل جيش التحرير البلوشي في تشرين الأول 2018 وكان هذا ثاني هجوم على المصالح الصينية في ذلك العام بعد ان تعرض باص يحمل مهندسين صينيين الى تفجيرات انتحارية في بلوشستان وتسبب بجرح ثلاثة صينيين.

ان برنامج التوسع الاقتصادي الصيني يهدف الى الهيمنة على مواقع جغرافية حيوية تقع في قلب آسيا الوسطى وقرب الهند بالإضافة الى الصين وادى ذلك الى هجمات انتقامية ضد مصالح الصين في باكستان. وهناك مؤشرات واضحة بتحول باكستان الى ميدان لقتل مواطنين صينيين، مع ذلك فان الصين لم تنتقد الحكومة الباكستانية او قواتها الأمنية على فشلها بايقاف هذه الهجمات على رعاياها الصينيين.