TOP

جريدة المدى > تقارير المدى > حظر بغداد الليلي ينزل عباءته على الفنون والثقافة والآداب

حظر بغداد الليلي ينزل عباءته على الفنون والثقافة والآداب

نشر في: 17 يوليو, 2010: 10:11 م

 بغداد/ السومرية نيوزينظر المخرج السينمائي طه السعدي إلى ساعته كي يطمئن إلى أن الوقت لم يحن بعد على موعد حظر التجوال الذي يبدأ من منتصف الليل يوميا في بغداد، ويبدي أسفه وهو ينظر إلى شوارع العاصمة التي بدت شبه فارغة.
ومنذ العام 2003 تشهد العاصمة بغداد ومدن عراقية أخرى، حظر تجوال تفاوتت توقيتاته بحسب الأوضاع الأمنية لجهة تحسنها أو تدهورها، حيث كانت شوارع العاصمة تخلو سابقا وفي اغلب الأحيان منذ الساعات الأولى للمساء لكن توقيت الحظر، منذ انتهاء عمليات صولة الفرسان في العام 2008 صار يبدأ منتصف الليل وينتهي قبيل شروق الشمس، على رغم التحسن النسبي في الأوضاع الأمنية.وأدى الافتقار للأمن وأزمة الكهرباء والخدمات إلى تعطيل العديد من المسارح ودور السينما، والأمسيات الثقافية التي غدت "اصبوحات" بفعل انتقال توقيت إقامتها إلى الصباح والظهر وليس المساء، إضافة إلى المعارض الفنية والحفلات الموسيقية والغنائية، إذ شهدت البلاد هجرة العديد من المغنين والموسيقيين إلى عدد من الدول العربية.ويقول السعدي أن "آثار الحظر الليلي لا تقتصر على الفن والأدب وعلى نفسية المواطن العراقي الذي تعود على مغازلة ليل بغداد المقتول الآن، بل إن تأثيراته اقتصادية كذلك حيث أن اغلب المستثمرين الأجانب يحبون أن يتجولوا ليلا في المدن التي يستثمرون فيها، إضافة إلى ذلك فأن استمرار الحظر يعطي فكرة  خاطئة عن استمرار العنف والقتل والخطف وغيرها من الاعمال الإرهابية في بغداد، وهذا أمر  مغاير للواقع". ويبدو موقف مدير تحرير صحيفة العالم سرمد الطائي، واضحا من حظر التجوال، وهو يجتمع مع مجموعة من أصدقائه الإعلاميين والكتاب الذين قرروا الاعتصام منذ السابع عشر من حزيران الماضي في ساحة الفردوس ببغداد احتجاجا على استمرار حظر  التجوال.ويعتقد الطائي أن الحظر "استمرار لحالة الإهمال للوضع العام في العراق وعدم احترام حرية المواطن"، داعياً القادة العسكريين والحكومة إلى "أن تتوج انتصاراتها وتلغي قرار الحظر الذي أصبح وسيلة لخنق العائلة العراقية وخصوصاً في فصل الصيف الحار". ويرى الطائي انتفاء ضرورة حظر التجوال، لان "أعمال العنف ترتكب في وضح النهار وليس في الليل"، مثلما يقول وعلى غرار ما تقوله لافتة رفعت في موقع الاعتصام.وكان عدد من الصحافيين العراقيين قد قرروا الاعتصام منذ السابع عشر من حزيران الماضي في ساحة الفردوس من الساعة السابعة مساء وحتى الواحدة ليلا، احتجاجا على الفراغ السياسي الذي تشهده البلاد منذ الإعلان عن نتائج الانتخابات في 26 آذار الماضي، ثم قرر هؤلاء الصحافيون، لاحقا، الاعتصام كل منتصف ليلة خميس وإقامة حفل موسيقي ودعوة الفنانين العراقيين إليه للمشاركة فيه لخرق الحظر الليلي.ولبت بذلك فرقة "منير بشير" لعازفي العود الشهيرة بقيادة الموسيقار سامي نسيم الدعوة، وحضرت ليلة خميس الرابع والعشرين من حزيران الماضي وأحيت حفلا موسيقيا وسط بغداد كاسرة طوق الحظر، تضامنا مع اعتصام الصحفيين، وعزفت الفرقة في الهواء الطلق مجموعة من القطع الموسيقية التراثية إلى جانب عدد من الأغاني الوطنية.ويرى الممثل المسرحي ومدير فرقة مسرح بغداد الشعبية قحطان صغير أن "استمرار حظر التجوال ألغى جميع الأمسيات الثقافية التي لا يصلح انعقادها في الصباح أو الظهيرة لخصوصية الليل"، ويقول صغير لم نعد نتذوق الشعر أو الاعمال المسرحية لان الحكومة قتلت الليل ". ويعد أن "أعضاء الحكومة بعيدين عن الأدب والثقافة لذلك لا يهمهم موت الثقافة مع موت ليل بغداد", داعيا إلى "تقليص ساعات الحظر الليلي على اقل تقدير، لانتفاء الحاجة إلى استمراره".ويتفق الشاعر الشعبي صباح الهلالي مع مطلب المخرج المسرحي وتأثير الحظر على الحياة الثقافية العراقية ويقول إن الأمسيات الشعرية تحولت إلى أصبوحات، ولذا فان الشعر مثله مثل باقي الفنون التي فقدت معناها بسبب عدم وجود الليل الذي يعتبر الحاضنة الأساسية لهذه الفنون". من جهته يرى الشاعر والأديب حمزة الحلفي أن "الحظر الليلي في بغداد افقد النشاطات الثقافية جمهورها المتذوق لها"، موضحا انه لا يمكن للمتذوقين لأي نوع من أنواع الفنون أن يستمتعوا بها في غير وقتها، فالأمسيات الشعرية لا يكمن جمالها الا في الليل وكذلك المسرحيات، مثلما يكمن جمال الاستماع لفيروز في الصباح وأم كلثوم في الليل، وهذا هو الفرق بين النهار والليل". من جهته، يرى الكاتب والمحلل السياسي إبراهيم الصميدعي أن "ذريعة فرض حظر التجوال هي إعطاء فرصة لقوات الأمن لتعيد نشاطها من جديد"، مستدركا أن "اغلب القادة العسكريين اعترفوا في أكثر من مناسبة بعدم جدوى فرض حظر التجوال الليلي". ويعتقد الصميدعي أن أحد أسباب استمرار حظر التجوال ببغداد هو "لمنع أماكن الترفية والمنتديات الليلية وتقييد حرية الشباب العراقي وليس لبسط الأمن، خصوصا أن معظم الاعمال الإرهابية تحدث في النهار".وتغيرت أوضاع العراق ب

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

التغير المناخي في العراق يعيق عودة النازحين لمناطقهم الأصلية.. متى تنتهي المعاناة؟

التغير المناخي في العراق يعيق عودة النازحين لمناطقهم الأصلية.. متى تنتهي المعاناة؟

متابعة/المدىرأت منظمة "كير" الدولية للإغاثة والمساعدات الإنسانية، إن التغير المناخي في العراق أصبح عائقاً أمام عودة النازحين لمناطقهم الأصلية.وبحسب دراسة أجرتها منظمة كير الدولية للإغاثة والمساعدات الإنسانية، فبعد ان كانت المعارك والاوضاع الأمنية في...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram