عامر القيسي نقلت صحيفة "الكرستيان ساينز مونيتر"عن الجنرال الأميركي جيري كانون قوله" ان مسؤولي النظام السابق كانوا يقضون ايامهم في مشاهدة قناة البي بي سي العربية وزراعة الخضروات " ومن بينهم طارق عزيز وعبد حمود وهي اسماء لاتحتاج الى تعريف بالنسبة للعراقي .
واعلن بديع عارف محامي طارق عزيز لوكالة "آكي" الايطالية للأنباء ، انه تلقى دعوة من الحكومة العراقية لزيارة موكليه من كبار نظام صدام للاطلاع على أوضاعهم واحتياجاتهم، واضاف عارف "ان مسؤولا حكوميا اعطاه ضمانات من ان الحكومة ستوفر له الحماية الكاملة وتمنحه كافة الاحتياجات التي يطلبها لتسهيل عمله" والرجل مكلف بالدفاع عن خمسة عشر من كبار مسؤولي نظام الدكتاتور صدام في العديد من القضايا التي يمثلون بها امام المحكمة، ومن بينهم وزير الداخلية الأسبق محمد ذياب ورئيس جهاز المخابرات سعدون شاكر. وتهمهم بسيطة جدا عزيزي القارئ، فهي تتراوح بين القتل العمد والتهجير القسري وابتكار المقابر الجماعية مع السيارات ولعب الأطفال، فهو امتياز لا يضاهيهم فيه أحد، هذا فضلا عن جرائم الابادة ضد التجمعات البشرية. لا أريد هنا ان ننكأ الجراح ثانية ونرش الملح على الجرح، ولكننا نتوقف عند الطريقة الانسانية التي يتم التعامل فيها معهم، واذا ما قال لئيم، هذا كلام الاميركان وهو سلوكهم، فأننا نحيله الى تصريح بديع نفسه الذي عبر عن امتنانه لمبادرة الحكومة في سعيه وخوفه على صحة الدبلوماسي الذي لم يرتكب اي من الجرائم ولم يرتدي الزيتوني يوما !، فالرجل قضاها متنقلا بين غصن وآخر كالبلبل الفتان!!الذين يقيمون الدنيا ولا يقعدوها والمتباكون على حقوق الانسان في العراق ، التي اهدرها صدام قبل غيره، عليهم ان ينصفوا المشهد العراقي فيما يتعلق بحقوق الانسان، ولا ادري شخصيا كيف تكون هذه الحقوق اذا كانت كل هذه الامتيازات لمحامي الدفاع أولا . طبعا لانريد ان نقارن وضع حقوق الانسان، بين زمن ماقبل 9/4 ومابعده، فاصحاب الضمائر الحيّة وحدهم يعرفون اختلال الموازنة بين العهدين، لكننا ايضا لانقول اننا نقدم نموذجا تحتذي به فرنسا أو السويد في مجال حقوق الانسان، فالمعروف والمكشوف والمعلن، ان انتهاكات صارخة تحدث في بعض مفاصل المشهد السياسي العراقي في جزئه الأمني، والاسباب كثيرة، فالكثير من منتسبي القوات الأمنية هم من الأجهزة السابقة التي تربّت وحفر في عقليتها، ان المواطن العراقي لايساوي شروى نقير وان اهانته وقتله لايترتب عليهما اية عقوبات ما دامت تنفذ من اجل حماية القائد والحزب والثورة، وتحت هذه اليافطة تندرج الكثير من العناوين بما في ذلك الاحلام والنوايا غير المعلنة ! وعلاوة على هذا الموروث، كان لضغط الاحداث والاحتقانات والدماء التي سالت من الجميع دورا في انفلاتات أدت الى تجاوزات خطيرة على حقوق الانسان ليس بالنسبة للمشتبه بهم والمجرمين فقط وانما بحق الأبرياء الذين لارفعوا سيفا مع أحد ولا كانت قلوبهم ضد أحد. لسنا راضين حتى الآن ولا مطمئنين على حقوق الانسان بشكل كامل، لكن مشاهدة البي بي سي زراعة الخضروات والتمتع بهواء بارد في ظل غياب الكهرباء هي امنية فوق حقوق الانسان في موجة الحر هذه!
كتابة على الحيطان: والله يازمن..!
نشر في: 17 يوليو, 2010: 10:13 م