TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > هواء فـي شبك: (ام حسين، جنه ابواحد صرنه بثنين )

هواء فـي شبك: (ام حسين، جنه ابواحد صرنه بثنين )

نشر في: 17 يوليو, 2010: 10:17 م

 عبدالله السكوتييضرب هذا المثل لابتلاء شخص من الاشخاص بمشكلة، او باحد المنافقين، فتصبح المشكلة مشكلتين ويصبح المنافق الواحد الذي يكون كشوكة في الحلق اثنين، فيكون البلاء اشد والمشكلة اصعب، وفي هذا المعنى: يحكى ان احدبا قد سئم تعامل الناس في قريته معه، فقرر هجرهم ورحل لينام في المقابر، فذهب الى المقبرة وعندما تهيأ الى النوم، رأى شبحا يصيح: (جمعة وخميس)،
 فقرر ان يكمل له كلامه فقال: والسبت انيس، ففرح الشبح بماقال الاحدب ورقص على موسيقى الكلمات والقافية لان كلماته كانت ناقصة وبلا ايقاع، فسأل الشبح صاحبنا الاحدب عن الذي اتى به الى المقبرة في هذا الظلام، فقص عليه قصته وانه ضايقته سخرية الناس منه في القرية لانه احدب، فما كان من الشبح الا ان ضربه على ظهره فاعتدل قوامه وعاد كل شيء الى مكانه، رجع الرجل الى قريته بظهر معتدل وقص قصته على الناس فسمع بذلك احدب آخر، واراد ان يفعل ذات الفعلة، ذهب الى المقبرة وعند المساء خرج الشبح كعادته يرقص ويغني: (جمعة وخميس والسبت انيس)، فسمع بذلك الاحدب فاكمل بكلمة نشاز ولم يعطها ايقاعا فقال: والاحد وصمت، فجن جنون الشبح وقال له لقد افسدت عليّ اغنيتي وماكان منه الا ان اخرج من صدر الاحدب حدبة اخرى، فعاد الى القرية وهو يصيح: (ام حسين جنه بواحد صرنه بثنين). من المؤكد ان النظام السابق لم يكن يمتلك حدبة واحدة ونريد ان نقول نحن الان صرنا في اثنين، كلا لقد كان نظام صدام يمتلك العديد منها، ونحن نتكلم عن زمننا الراهن الذي كنا نريد ان نخرج منه بانجازات كبيرة منها القضاء على البطالة، والانتهاء من مشكلة البنى التحتية، ومحاولة استيعاب اعداد الخريجين عن طريق تطوير مشاريع قديمة والمباشرة باستحداث مؤسسات جديدة لتوجيه طاقات الشباب بوجهتها الحقيقية، كي نعود نحلم بأرصفة خالية من البسطات بعد ان نشكرها انها استوعبت هؤلاء خلال الفترة الماضية، وكنا نحلم ان تتطور وزاراتنا، وان تنفتح الخارجية على جميع دول العالم ليعود العراقي، يأخذ تأشيرة السفر ببساطة ونحلم  بسياسة مالية متطورة بدل ان نغني (على ناس وناس يماليه)، ولكننا للاسف لم نحلم بتشكيل الحكومة، لاننا اعتقدنا ان المسألة محسومة بعد ان خرجنا للانتخابات بعزم شديد وفرح غامر، ومع هذا مازلنا ندافع عن تجربتنا الديمقراطية وعلينا الا نستسلم، نخطئ ونتأخر ونختلف ونتصالح، نأتلف ونفض ائتلافاتنا، لنغير وجهتنا وهذه العملية يجب ان تتم بحسابات دقيقة حتى لايجمع السياسيون على الشعب كارثتين؛ كارثة الخدمات وكارثة التراجع السياسي والديمقراطي والوصول الى طرق مسدودة، وايصاد الابواب امام تطوير الرؤى والايديولوجيات، مابها التيارات العلمانية المنفتحة الا تستحق ان تستوعبها الكتل الاخرى في اتحاد ينتشل العراق من ازمته التي اضحت طويلة وليتها لاتطول اكثر من ذلك لاننا لانعرف الى اين سنذهب، صحيح ان السياسيين لايمتلكون العصا السحرية، ولكنهم يستطيعون التخلص من عقدة التدخل الخارجي، والتخلص ايضا من عقدة الامس في التصاق الكراسي باصحابها وهذه العقدة لاتشمل السياسيين بمفردهم، وانما تعدت ذلك الى الموظفين، حين يتسلم موظف مسؤولية ما ويفشل يبقى يكابر ويتصل بفلان وفلان من اجل الاحتفاظ بمنصبه لأنه يكون قد تآلف معه، احد اصدقائي يقول اننا في العراق لايعجبنا حتى تغيير الطريق الذي نسير فيه يوميا او الحلاق الذي نتردد عليه، فكيف بنا اذا كان الامر يتعلق بمنصب وجاه ووجاهة؛ لقد نمت حدبة اخرى لنا غير حدبة الخدمات هي حدبة تشكيل الحكومة ، واصبحنا في النهاية مثل ام حسين (جانت ابوحدة وصارت بثنين) وللمثل قصة تتعلق بام حسين ذاتها سنوردها لاحقا، بعد ان نتحقق من انها لاتنافي سياق الكتابة.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

الأنواء الجوية: ارتفاع في درجات الحرارة الاسبوع الحالي

الكويت تنفي تدهور الحالة الصحية لسلمان الخالدي الذي تسلمته من العراق

ترامب: نريد 50% من ملكية تطبيق تيك توك

القوانين الجدلية على جدول أعمال البرلمان يوم غد الثلاثاء

هل أخطأ البرلمان بعدم حل نفسه مبكراً؟

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram