بغداد/ المدى وموطنييعيش مسيحيو العراق اوضاعاً اكثر امناً اليوم، بعد معاناة طويلة من عمليات استهداف نفذتها جماعات ارهابية وعصابات بقصد الابتزاز المادي. وكان المسيحيون يشكلون نسبة 3.1 بالمائة من السكان في العراق وفق إحصاء أجري عام 1947، وبلغ عددهم 149 ألف نسمة، في حين قارب عددهم في الثمانينيات مليوني نسمة، حسب إحصائيات الحكومة العراقية. وانخفضت هذه النسبة بسبب الهجرة خلال فترة التسعينيات وما أعقبها من حرب وأوضاع اقتصادية وسياسية متردية.
وبعد العام 2003، تعرض عدد كبير من مسيحيي العراق للقتل والتهجير القسري من قبل المجموعات المسلحة، ما أدى إلى نزوح الكثير منهم إلى المحافظات الشمالية، أو الهجرة إلى خارج العراق.راعي كنيسة سيدة النجاة في بغداد، القس ثائر سعدالله، يقول: ان "ما تعرض له المسيحيون العراقيون من أذى على يد الارهابيين جزء لا يتجزأ من الإرهاب الذي طال جميع العراقيين بشتى أديانهم ومشاربهم".وأضاف سعدالله "ديننا يقول المجد لله في العلا وعلى الأرض السلام وفي الناس المسرة. وبذلك يتفق المسيحيون مع جميع مكونات العراق الأخرى على أحقية العيش بسلام وتراض وأخوة، وهو ما نادى به الإسلام أيضا".ويجد اليوم الكثير من العراقيين المسيحيين، ومن بينهم مريم عامر انهم قادرون على ممارسة ديانتهم.وقالت عامر خلال تدريبها على التراتيل الدينية مع أصدقائها في كنيسة العائلة المقدسة في شارع السعدون، بغداد، "في السابق لم نستطع إجراء التدريبات بسب استهداف الكنائس من قبل الإرهابيين. لكن الآن مكنتنا الحماية التي وفرها لنا مركز شرطة السعدون من إجراء التدريباتوابتهلت سوزان ججو في كنيسة العائلة المقدسة إلى الرب ليحفظ العراق.. واضافت ججو "ادعو في كل قداس ان ينتشر الامن والسلام والاستقرار في العراق، وان يعود احباؤنا وابناؤنا من المهجرمن جانب آخر، قال الشماس كرم دنخا "جميع العراقيين يصلّون ويتمنون أن تتحسن الأوضاع في البلد. ونحن مع ما دعا إليه البابا في خلق عراق ينعم بالأمان والمسرة بين جميع أديانه وقومياته".وبعد لحظة تفكير، استدرك دنخا "ولكن هذا الأمر يتطلب الإسراع بتشكيل حكومة تؤمن بالتعايش السلمي بين الجميع دون تفرقة".وقالت اذاعة الفاتيكان السبت ان البابا بنديكتوس السادس عشر عين المطران فرنسيس أسيزي شوليكات رئيس أساقفة أوسترا شرفا والسفير البابوي في العراق، مراقبا للكرسي الرسولي لدى منظمة الأمم المتحدة خلفا لرئيس الأساقفة شليستينو ميلويريه، الذي عينه البابا الأسبوع الماضي سفيرا بابويا في بولندا.المطران شوليكات له من العمر سبعة وخمسون عاما، وُلد في محلة بولغاتي بالهند وسمي كاهنا في العام 1978، وهو مجاز في الحق القانوني الكنسي، والتحق بالسلك الدبلوماسي للكرسي الرسولي في العام 1988، وخدم في البعثات الدبلوماسية في هندوراس، أفريقيا الجنوبية والفيليبين، وعمل أيضا في قسم العلاقات مع الدول التابع لأمانة سر دولة حاضرة الفاتيكان قبل تعيينه سفيرا بابويا لدى العراق خلفا للمطران فرناندو فيلوني.وكان مسيحيو العراق قد رحبوا الاسبوع الماضي بدعوة بابا الفاتيكان، بنديكتوس السادس عشر، الأطراف السياسية العراقية للإسراع في تشكيل الحكومة الجديدة، بما يضمن حماية العراقيين كافة، أياً كانت ديانتهم.وكان البابا بنديكتوس السادس عشر قد قال، بمناسبة تسلم أوراق اعتماد سفير العراق الجديد لدى الفاتيكان، حبيب محمد الصدر: إن "العراقيين أظهروا للعالم كله رغبتهم العميقة في السير على طريق الديمقراطية ووضع حد لأعمال العنف".وقد أكد البابا استعداد الفاتيكان لتقديم الدعم الذي يحتاج إليه العراق، وشدد على ضرورة أن تضع الحكومة العراقية الجديدة في طليعة أولوياتها مسألة ضمان الأمن لشرائح المجتمع كافة، وخاصة للأقليات.في هذا المجال، قال البابا "يجب أن تُحترم كرامة كل فرد، لأنه بهذه الطريقة فقط تُخدم المصلحة العامة، ومن بين هذه الحقوق الحق في الحرية الدينية وممارسة الشعائر".إلى ذلك، أشار راعي كنيسة العائلة المقدسة في بغداد، القس صلاح خدر، إلى أن الفاتيكان "حريص على حياة المسيحيين العراقيين خاصة وعلى الشعب العراقي بشكل أعم".وأضاف القس خدر "المسيحيون العراقيون جزء لا يتجزأ من الشعب العراقي. ونحن نتألم إن أصاب السوء مسجدا للمسلمين، مثلما نتألم إن تعرض دير أو كنيسة مسيحية لعمل إرهابي شرير".
مسيحيو العراق يعيشون أوضاعا أكثر أمناً
نشر في: 17 يوليو, 2010: 10:20 م