ذي قار/ حسين العامل
بحثت منظمات مجتمعية ومسؤولون ملف حصر السلاح والسلم الاهلي مع قيادة عمليات سومر وشرطة ذي قار، مشددين على الحد من انتشار السلاح خارج المنظومة الحكومية وتكثيف الجهود لنشر مبادئ وثقافة السلم الاهلي في جميع مؤسسات الدولة والمجتمع.
جاء ذلك خلال ورشة حوارية نظمتها جمعية حماية وتطوير الأسرة العراقية بالتنسيق مع قسم العلاقات والاعلام في قيادة شرطة ذي قار وشارك فيها قائد عمليات سومر ومدير شرطة محافظة ذي قار الفريق سعد الحربية ومستشارة المحافظ لشؤون منظمات المجتمع المدني ومستشار المحافظ لشؤون المواطنين فضلا عن ممثلي منظمات المجتمع المدني والشرطة المجتمعية وقسم تمكين المرأة.
وقال مسؤول جمعية حماية وتطوير الأسرة العراقية حقي كريم في حديث مع (المدى)، عن اعمال الورشة الحوارية التي عقدت في مقر قيادة شرطة ذي قار تحت شعار (امن محافظتنا مسؤولية الجميع)، ان "الورشة تناولت محور الحد من انتشار الاسلحة وحصرها بيد الدولة والعمل على تعزيز السلم الأهلي".
وشدد كريم، على أهمية "ترسيخ مفهوم الدولة وتقوية اواصر التعاون بين المؤسسات الحكومية والمجتمعية في مجال ارساء ثقافة الحوار والسلم الاهلي والحد من انتشار السلاح خارج المنظومة الحكومية".
وأشار، إلى أن "المشاركين بأعمال الورشة أكدوا على ضرورة تعاون الجميع والعمل المشترك بين القوات الامنية والمؤسسات المجتمعية في التصدي للعابثين والمخالفين للقانون".
من جانبه، قال مستشار محافظ ذي قار لشؤون المواطنين حيدر سعدي خلال مشاركته بأعمال الورشة ان "اي تأصيل وترسيخ للروابط بين المواطن والمؤسسات الحكومية والمجتمعية من شأنه ان يصب في تقوية الاواصر المجتمعية".
وتابع سعدي، أن "ذلك يفضي الى بناء دولة ومجتمع قادر على التصدي للتحديات التي تهدد الامن والسلم المجتمعي".
ولفت، إلى أن "فوضى السلاح المنفلت هي من أبرز التحديات التي تواجه الحياة المدنية وتعكر صفو السلم الأهلي".
وتحدث سعدي، عن "ضرورة الدعم المجتمعي للمؤسسات الحكومية في مجال حصر السلاح بيد الدولة".
ولفت، إلى "حاجة المجتمع لترسيخ مبادئ السلام والابتعاد عن السلاح"، مؤكدا ان "حماية المجتمع لا تكون الا عبر المؤسسات الحكومية وثقافة الحوار في احتواء الازمات ووفق القانون والتشريعات القانونية والدستورية".
وافاد سعدي، بان "الحكومة المحلية تدعم كل ما يصب في تعزيز روح المواطنة ونشر ثقافة الحوار وترسيخ مبادئ السلم الاهلي كون ذلك يخدم خطة المحافظة في عملية تنفيذ الخطة التنموية ومشاريع البناء والاعمار"، ويجد ان "مشاريع الاعمار والاستثمار لا تقوم من دون استتباب الامن والاستقرار".
وبدوره أكد قائد عمليات سومر ومدير شرطة محافظة ذي قار الفريق سعد حربية خلال مشاركته بأعمال الورشة الحوارية على "الابتعاد عن استخدام العنف والسلاح كوسيلة لتسوية الخلافات المجتمعية".
وأضاف حربية، أن "القوات الامنية تحرص على تعزيز التعاون مع جميع افراد المجتمع بما يصب في تعزيز السلم الاهلي".
وشدّد، على أن "جميع اقسام الشرطة حريصة على اعتماد المهنية في ادارة الملفات الامنية وحماية المواطنين".
وأوضح حربية، أن "الهدف الرئيسي للقوات الامنية في ذي قار والمحافظات يصب باتجاه تجنب اراقة الدم العراقي".
ومضى حربية، أن "التعاون بين المؤسسات الامنية والمجتمع يمثل اللبنة الاساسية في بناء المجتمع الآمن".
شهدت محافظة ذي قار خلال الربع الاول من العام الجاري تصاعداً في وتيرة العنف العشائري تجاه الشركات النفطية والسلم الاهلي اذ بلغ الامر حد اغلاق حقل الناصرية النفطي واطلاق النار على العاملين في احد المشاريع النفطية في يوم السبت (19 شباط 2022) ومصرع مهندس في موقع العمل اثر اعتراض العشائر على مرور انبوب نفطي في اراضيهم، وفيما حذرت شركة نفط ذي قار من اثار التهديدات العشائرية على عمل الشركات الاجنبية، اعلنت مصادر امنية عن مقتل امرأة واصابة اشخاص اخرين في نزاعات عشائرية.
فيما اعربت منظمات مجتمعية في ذي قار يوم الاثنين نهاية الشهر الماضي عن قلقها من ارتفاع معدلات العنف الاسري، وفيما اكدت تسجيل 1868 حالة عنف أسري في محاكم المحافظة خلال عام 2021 طالت النساء والاطفال وكبار السن، اشارت الى ان المعطيات والاحصائيات الحالية تشير الى تنامي العنف خلال الاشهر المنصرمة من العام الحالي وان تعاطي المخدرات دخل كعامل اضافي في رفع معدلات العنف".
وكان أكاديميون من جامعة ذي قار كشفوا العام الماضي ارتفاع معدلات العنف الاسري ضد المرأة منذ انتشار وباء كورونا وحتى الان، مؤكدين ان العنف ضد المرأة يأخذ بالازدياد في أوقات الطوارئ والأزمات بما فيها الأوبئة، وعزوا اسباب الارتفاع الى تعرض النساء الى الضغط النفسي وتفكك شبكات الحماية الاجتماعية والضيق المادي للأسر نتيجة تفاقم الصعوبات الاقتصادية.
واثار التهديد العشائري الذي تعرضت له ادارة مدرسة منار الهدى في قضاء كرمة بني سعيد جنوب الناصرية في شهر شباط الماضي استياء الاوساط التعليمية والمجتمعية اذ وصفته نقابة المعلمين بالاعتداء الاثم والسلوك الخطير الذي يقود المجتمع الى الهاوية.