ترجمة: حامد احمد
أفاد خبراء أمنيون غربيون بأن تنظيم داعش الإرهابي لم يعد يتمكن من بسط نفوذه على أرض العراق وسوريا، لكنه أشاروا إلى عدم انتهائه لغاية الوقت الحالي، متوقعين ظهوره على المستوى البعيد، وحذروا من وجود عدد من العوامل التي تساعد على عودة التنظيم.
وذكر تقرير لموقع (نيو آراب) الاخباري ترجمته (المدى)، أن "تنظيم داعش الإرهابي وبعد ثماني سنوات على اجتياحه مساحات واسعة من الأراضي العراقية والسورية، فهو الان ظل لصورته السابقة".
وتابع التقرير، أن "التنظيم ورغم انه لم يعد يمسك ارض، فانه يستمر باستغلال ظروف صعبة من عدم استقرار سياسي وأمني في كل من العراق وسوريا توفر له بيئة تساعد في عودة ظهوره من جديد". ويقول خبير مكافحة الإرهاب والدبلوماسي البريطاني السابق أدموند فيتون براون، إن "التطورات الأخيرة في حرب سوريا الاهلية والاضطراب السياسي في العراق يهددان بعرقلة عمليات مكافحة الإرهاب التي تعد ضرورية وحاسمة لضمان إبقاء التنظيم ضعيفا ومهزوما وعدم قدرته على مسك ارض".
وأضاف براون، أن "العوامل الكامنة لاحتمالية عودة جديدة لتهديدات داعش موجودة في البلدين."
ويجد التقرير، أن "احداث العنف الأخيرة المترتبة على فشل الأحزاب السياسية في تشكيل حكومة في العراق، قد زادت من مخاوف دخول البلاد في دوامة حرب أهلية جديدة، وفي الوقت الذي هدأت فيه التوترات فان المشاكل ماتزال موجودة مع استمرار مفاوضات كتل سياسية متعددة حول تشكيل حكومة".
وأشار الخبير براون، إلى ان "أية عوامل عدم استقرار أخرى او نزاع من شأنها ان تؤثر أيضا على عمليات مكافحة الإرهاب في العراق، حيث ما يزال هناك 2500 جندي أميركي لمهام تدريب ومساعدة القوات الأمنية العراقية".
وشدّد التقرير، على أن "مسؤولين وخبراء يقولون انه على الرغم من ان تنظيم داعش لم يعد يحتل ارضا، فانه ما يزال يشكل تهديدا خطيرا للمنطقة".
ونوه، إلى أن "خبراء يقولون ان تنظيم داعش في سوريا يستفيد من تجدد التوترات ما بين تركيا وحلفائها وعناصر القوات الديمقراطية السورية الكردية والتي تقاتل داعش".
وأردف التقرير، أن "هذه القوات وبعد سنوات من محاربتها لداعش تجد نفسها الان قد ضعفت ولم تعد تمتلك نفس درجة القوة على شن عمليات مكافحة إرهاب في وقت حولت مواردها وجهودها تجاه الرد على التهديدات التركية".
من جانب آخر، أشار تقرير أمني دولي صدر مؤخراً لمركز مكافحة الإرهاب الى ان "تنظيم داعش ما يزال ينفد عمليات على نطاق ضيق نسبيا في العراق"، وتحدث عن "وقوع عدد من الهجمات نفذها مسلحو داعش استهدفت قوات امنية عراقية توزعت بين محافظات ديالى وكركوك وصلاح الدين وذلك في شهري أيلول وتشرين الأول الحالي".
ونقل التقرير عن المتحدث باسم جهاز مكافحة الإرهاب العراقي، صباح النعمان، قوله لوسائل اعلام محلية في 25 أيلول الماضي ان "الجهاز نفذ خلال شهر أيلول 117 عملية مكافحة إرهاب ضد داعش، تم خلالها القاء القبض على العديد من المسلحين مع قتل آخرين بينهم قياديين في التنظيم".
ويعود الخبير براون، ليؤكد، أن "أوضح مثال على بقاء تهديدات وقدرات داعش هو ما حدث في كانون الثاني عندما شن التنظيم هجوما على سجن تديره القوات الديمقراطية السورية الكردية في مدينة الحسكة يضم 5000 معتقل من مسلحي داعش". ويتوقع ان "هذا الهجوم تسبب بهروب المئات من المسلحين مع مقتل مئات اخرين خلال أسبوعين من القتال".
وعد التقرير، "معسكر الهول في سوريا ملاذا لخلايا نائمة لمسلحي داعش وتم الكشف مؤخرا خلال عملية امنية أجريت في المعسكر عن 25 نفقا يستخدم لتهريب واخفاء أسلحة واشخاص وتم القاء القبض على 226 مسلحاً ومصادرة أسلحة ومواد متفجرة".
ويشير الخبير براون، الى ان "معسكر الهول يعطي نظرة قريبة عن الأوضاع الاوسع والعوامل التي تمكن تنظيم داعش من البقاء واحتمالية تمكين عودة الإرهاب".
وأفاد التقرير، بأن "30 ألف من نزلاء المعسكر تقريبا هم عراقيون، وبينما اتخذت بغداد خطوات لاسترجاع مواطنيها، فان مشاكل داخلية وأزمات تحد من قدراتها".
رغم ذلك يقول الخبير الأمني البريطاني، فيتون براون، ان "عودة ظهور داعش لا يبدو بانها قريبة"، ولكنه توقع "عودة التنظيم الارهابي على المدى البعيد".
وتابع بروان، "إذا ما استمر مستوى ضغط عمليات مكافحة الإرهاب، فعندها لا يتمكن تنظيم داعش من العودة لا في العراق ولا في سوريا، ولكن يبقى السؤال المطروح هل بالإمكان مواصلة عمليات مكافحة الإرهاب بنفس المستوى من الضغط؟".
بدورها، ذكرت المحللة لدى مجموعة الازمة الدولية دارين خليفة، ان "قوات التحالف طالما موجودة فانه من المستبعد ان يتمكن داعش من بسط سيطرة على ارض، ولكننا سنستمر برؤية هجمات مسلحة للتنظيم على نطاق محدود مستغلا وجود أي ثغرة او فراغ أمني ليعود من جديد".
عن: موقع (نيو أراب) الإخباري