اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > سينما > أورسن ويلز المغضوب عليه في هوليود

أورسن ويلز المغضوب عليه في هوليود

نشر في: 12 أكتوبر, 2022: 10:53 م

ترجمة: عباس المفرجي

في صناعة السينما كما في الحياة، إن تكون الأفضل ليس دائما سبيلا للنجاح. جوائز الأوسكار تبيّن لنا هذا، كيف أتعامل مع الفشل؟ أتعامل مع الفشل بأسوأ صورة، بمرارة، بشكل مهين، وبدموع صبية. ذات مرّة، شاهدت مقابلة مدتها ثلاث ساعات مع أورسن ويلز على قناة البي بي سي، ولو كان مقدّرا الشغف برجل من رؤيته على التلفزيون، فإن مستر ويلز استولى على حبي منذ ذلك الحين.

لويلز أسباب شتى تجعله لاذعا بشأن نكسات الحياة، وخاصة أن براعته الفائقة، التي لا تقبل الشك، كصانع أفلام لم تمنع هوليوود من معاملته مثل وباء. وبعد سنوات من الاستجداء للمساعدة في تمويل مشاريع أفلامه ــ جميعها غير مرغوب بها من الاستوديوهات، وجميعها أُعترِف بها كجواهر رائعة ــ كان عليه في النهاية التعويل على الظهور في دعايات تجارية تلفزيونية، عن النبيذ والشيري الاسباني، لدعم آخر أفلامه. أثناء المقابلة، كان ولز فطنا، آسرا، متواضعا، حيويا، ومتوهجا. من دون تجهم أو مرارة تبدو على جسده الضخم، كان عملاقا متألق العينين، ساحرا على نحو مغوِ، ولا حتى خرب جزئيا من عبء العديد من النكسات والإهانات. مهنة الأفلام قادرة على دفع أي شخص الى حافة الجنون التام ــ كلما كنت مجنونا أكثر، كلما كنت موهوبا بغرابة أكثر، قصة أورسن ولز توضّح بشكل حي بأنها تتطلب شخصا واثقا من نفسه على نحو عاقد العزم كي يتلقى الفشل بشكل مشرّف. لا أمل بذلك للكثير منا، وبلا شك لي. نظرة سريعة الى تاريخ حائزي جوائز الأوسكار والمرشحين لها تبرز أن الكثير من الأفلام الرائعة كانت قد أُهملت من الترشيحات النهائية، مع أن إنتاجان أقل قيمة تحصد بشكل منتظم قبولا حماسيا. منذ 1950، ولا أي من الأفلام الآتية كانت حتى مرشحة لجائزة أفضل فيلم: » شمال في شمال غرب « ؛ « البعض يحبها ساخنة «؛ «فرتيغو» ؛ «الباحثان: حين التقى هاري وسالي» ؛ « عدّاء السيف: كول هاند لوك « ؛ « 2001: اوديسا الفضاء»؛ « يوم مرموط الخمائل» ؛ « لقاءات قريبة من النوع الثالث «.بالطبع، قد لا تتفق أن بعضا من هذه الأفلام هي متميزة بوجه خاص. برغم ذلك، قائمة الأفلام المرشحة للأوسكار لأكثر من ستين سنة مضت يمكن أن تجعل أكثر الناس رواقية يجهش بالبكاء. هُزِم مستر ولز، بأوسكار عن فيلم « سيتزن كين « في عام 1942، أمام فيلم « كم كان أخضرا واديّ «. لكنه كان حقا عقابا قاسيا لمراسيم الأوسكار، التي تمنحنا بهجة مغثيه كل عام، أن تجعل لمرّات عديدة أفلاما عديمة القيمة مثل « أعظم استعراض على الأرض « تهزم تحفا فنية مثل « هاي نون « في جائزة أفضل فيلم.من المحزن أنه، في السينما كما في الحياة، كونك الأفضل لا يكون بالضرورة سبيلا للنجاح. قبل سنوات مضت اشترينا شركة أبحاث أميركية كبيرة، كان مجال اختصاصها العمل لسبعة أو ثمانية استوديوهات هوليوودية كبرى، تجري اختبارا أوليا لأفلامها. كان الرجل الذي يدير هذا العمل يعَّد غورو -لامعلم روحي - كامل القدرة وسط جماعة السينما، وتقدّم شركته فيلمك على شاشة قاعة قبل عرضه على الجمهور، ولها جمهور يسجّل نقاطا قبل مغادرته القاعة.; إنهم يؤشرون بعلامة على الفيلم ممتع بالكامل ؛ ب- مسلٍ إلى حد بعيد ؛ ج- ممل إلى حد ما، إلى آخره ؛ وكذلك، أ- سوف يشاهَد ثانية ؛ ب- سوف ينصَح بمشاهدته ؛ سوف لا ينصَح بمشاهدته، إلى آخره.يتم تقييم كل ممثل بدرجة، وغالبا ما يجرّبون نهايات مختلفة، كي يروا أي الأداءات يمكن أن تُقطَع، وأي نهاية لها الأفضلية. يمكن للاستوديوهات عندئذ تحديد أي الأفلام تستحق الدعم بميزانية تسويق كبيرة، وأي منها يجب التخلي عنها. اعتقدت أن اللقاء مع صاحبنا الغورو الذي يدير هذه الشركة سيضيء لي غوامض الموضوع، وأكتشف القليل حول كيفية عمل هذه الاختبارات. المرمى الأساسي من سؤالي له كان: لو كانت كل الاستوديوهات تنتج 20 فيلما في السنة، لكن ثلاثة منها تحقق أرباحا كبيرة، وخمسة لا بأس بها، والأخرى إخفاقات مالية، ما هي القاعدة العامة التي يقدمها بحثه؟ نجاح ثلاثة أفلام من عشرين، لا يبدو أثرا باهرا لمنافع الاختبار الأولي.شرح لي شيئا واحدا بوضوح شديد. ((كل قاعة مولتيبلكس (دار سينما بشاشات منفصلة متعددة) لها شاشات مخصصة لكل أستوديو. هذه الشاشات تحتاج الى أن تُملأ، وعلى الاستوديوهات أن تصنع منتجا يملأ شاشاتها، وكمية المنتج الجيد محددة. لذا عليك المضي بصنع أفلام حتى لو لم تكن هناك حماسة كبيرة للمشروع، في سبيل حماية قاعتك في تخصيص الشاشات لإتاحة المجال للأستوديو المنافس)) ربما سيبدو طيشا مني أن اكرر ما اكتشفته من أمور أخرى حول درجة النجاح المغمّة التي تنجزها هوليوود. لكني، على الأقل، أعرف الآن الجواب عن سؤال كان غالبا ما يلتبس عليّ حين أشاهد فيلما رديئا ــ كيف أمكنهم ن يصنعوا فيلما مثل هذا؟ عن صحيفة الغارديان من قائمة تشارلز ساتشي لأكثر من 100 فيلم كان يجب أن ترشح لجوائز الأوسكار كأفضل فيلم.

عن الغارديان

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

نادٍ كويتي يتعرض لاحتيال كروي في مصر

العثور على 3 جثث لإرهابيين بموقع الضربة الجوية في جبال حمرين

اعتقال أب عنّف ابنته حتى الموت في بغداد

زلزال بقوة 7.4 درجة يضرب تشيلي

حارس إسبانيا يغيب لنهاية 2024

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

ياسر كريم: المتلقي العراقي متعطش لأفلام أو دراما غير تقليدية

الأثر الإبداعي للكتب السينمائية المترجمة ملف "السينمائي" الجديد

مشهد بصري لشاعر يتلهّى ويستأنس بالكلمات والصُّور الشعرية

مقالات ذات صلة

ياسر كريم: المتلقي العراقي متعطش لأفلام أو دراما غير تقليدية
سينما

ياسر كريم: المتلقي العراقي متعطش لأفلام أو دراما غير تقليدية

المدىياسر كريم مخرج شاب يعيش ويعمل حاليا في بغداد، حصل على بكالوريوس علوم الكيمياء من الجامعة المستنصرية. ثم استهوته السينما وحصل علي شهادة الماجستير في الاخراج السينمائي من Kino-eyes, The European movie master من...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram