اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: مهرجون من أجل المنافع

العمود الثامن: مهرجون من أجل المنافع

نشر في: 12 أكتوبر, 2022: 11:11 م

 علي حسين

تخيل جنابك أن نائبة في برلمان "كلمن إيدو إلو" تُغرد في صفحتها على تويتر: "لإزعاجهم أكثر.. صور مشاركتي كممثلة عن البرلمان العربي في اجتماعات الجمعية العامة للاتحاد البرلماني الدولي في العاصمة كيغالي لجمهورية رواندا". ستسألني مالك ومال حنان الفتلاوي؟،

وسأقول لك ياعزيزي إن نائباً يسخر من الناس، ويعتقد أن في إزعاجهم انتصارا ساحقا له، لا يمكن أن يُمثل العراق في مؤتمرات دولية. قبل أشهر تم طرد وزيرة الثقافة البريطانية من قاعة البرلمان لأنها كتبت على صفحتها في تويتر تسخر من الذين لا يساندون رئيس الوزراء جونسون، ولا تتعجب عزيزي القارئ عندما تعرف أن الذين طردوها هم أعضاء في حزبها الحاكم.

هل حكاية النائبة هي الحكاية الوحيدة حتى يراها البعض غريبة؟.. سبق أن سخر منا الكثير من النواب الذين أعلنوا من داخل قبة البرلمان أن المواطن العراقي يعيش أزهى عصور الرفاهية، فيما وصفنا محمود المشهداني بـ"المهتلفين" وأصر "أبو مازن" على أن يخبرنا أن بيع المناصب داخل البرلمان حق مشروع لمناضل مثله !!

على ذكر راوندا التي تزورها النائبة الفتلاوي، أتمنى عليها أن تطلع على تجربة هذه الدولة التي لا يزال العالم يتذكر كيف أن مئات الآلاف من مواطنيها ذُبحوا لمجرد انتمائهم القبلي، ما يقارب المليون إنسان تقطعت أجسادهم بالمناجل، في معركة بين طائفتين، وكان العالم يشاهد عبر الفضائيات عشرات الألوف من الناس يسيرون خلف بعضهم البعض وعلى رؤوسهم طعام قليل وملابس، كان هذا كل ما يملكون.

والآن التقارير التلفزيونية والصحفية تخبرنا أن رواندا تحولت من "الإبادة الجماعية" إلى عاصمة السياحة في أفريقيا، فقد تغير الوضع حين قرر ساستها أن يبدأوا مشروعاً حقيقياً للمصالحة، وليس مشروعاً على غرار المشاريع الكوميدية التي كان يطلقها عامر الخزاعي، فقد اعتمدت الحكومة سياسة "الاتحاد والمصالحة"، لتحقيق التسامح بين الناس واستئناف العيش المُشترك. وكان أهم قرار أن كثّفت السلطات الجديدة الجهد للقضاء على الفساد المالي والإداري، كما توجّهت السلطات إلى الزراعة كونها النشاط الرئيس للبلاد حينها. وخلال سنوات قليلة، بدأت النتائج تظهر، فقد حققت رواندا أحد أسرع معدلات النمو في العالم، متفوقة على إيطاليا والبرازيل والهند.

يا سادة ياكرام لقد مات مئات العراقيين بسبب خطابات طائفية دون أن يتكرم أحد ويحاسب اصحاب نظريات التوازن في القتل ، لكن نقلت لنا الفضائيات صوراً أخرى لمسؤولين وهم يصرخون في الفضائيات حول المحاصصة التي استبدلوها بالتوازن .

المشكلة لم تكن في تغريدة حنان الفتلاوي ، ولا في مهرجانات احمد الجبوري " ابو مازن " ، ولا في اصرار محمد الحلبوسي على التنقل برشاقة من ضفة الى اخرى ، بل في التهريج الذي يحاصر المواطن العراقي .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

تعديل قانون الأحوال الشخصية دعوة لمغادرة الهوية الوطنية

ضجة التّماثيل.. كَوديا بعد المنصور!

العمودالثامن: نائب ونائم !!

لماذا أدعو إلى إصلاح التعليم العالي؟ (إصلاح التعليم العالي الطريق السليم لاصلاح الدولة)

العمودالثامن: إضحك مع الدولة العميقة

العمودالثامن: النائب الذي يريد أن ينقذنا من الضلال

 علي حسين ليس من حق المواطن العراقي أن يعترض على تعديل قانون الأحوال الشخصية ، ولا يملك أن يشكو من تحول مجلس النواب إلى قاعة للمناكفات السياسية ، ولا يملك أن ينتقد أوجه...
علي حسين

باليت المدى: عندَ اكتمال القمر

 ستار كاووش قيمة السفر تُكمِنُ في مشاهدة أشياء وتفاصيل وأماكن مختلفة، جديدة، نادرة أو ممتعة. أما إذا إجتمعت كل هذه التفاصيل في مكان واحد مثلَ بارك (ديلا ديساتيل) في مدينة ليل، فهنا عليَّ...
ستار كاووش

قناطر: أين نحن من نخيلنا الذي سرقه العالم

طالب عبد العزيز ملء الشاشة تظهر صورة رجل أنيق، بثياب أهل الخليج الصيفية متحدثاً بمعلومات قيمة عن أحوال مزرعته المزدحمة بالنخل والفاكهة، وتظهر في الصورة نخلة من أحد الاصناف المعروفة لدينا، وقد ثقلت بعذوقها...
طالب عبد العزيز

العراقيون يفقدون الثقة في الديمقراطية

د. سامان شالي إن مسألة ما إذا كان العراقيون قد فقدوا الثقة في الديمقراطية أمر معقد ومتعدد الأوجه. لقد كانت رحلة العراق نحو الديمقراطية مضطربة، وتميزت بتحديات وانتكاسات كبيرة. يستكشف هذا المقال الوضع الحالي...
د. سامان شالي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram