عدنان علي

تعمد باكستان الى تأخير تنفيذ مشروع أنبوب غاز إيران – باكستان الذي كان يؤمل منه توفير مصدر طاقة لباكستان يعتمد عليه وقليل الكلفة. ويوفر المشروع سوقا ثابتا لإيران التي أصبحت ضحية قرار باكستاني متعجل. ويهدف أنبوب الغاز الذي يبلغ طوله 2,775 كم وبكلفة 7.5 مليار دولار تجهيز باكستان بالغاز الإيراني.

ويعتبر أنبوب الغاز كمشروع تجاري بين البلدين وذلك عبر توقيع اتفاقية حكومية بين ايران وباكستان عام 2009 لإعلان بيع وشراء الغاز بينهما. وبعد ذلك أقيمت مراسيم احتفال في ايران لانطلاق المشروع في عام 2013. مع بذلك وبعد مرور عقد من السنوات ما يزال المشروع معطلا من قبل باكستان. ومع انتهاء اعمال مد الانبوب في الجزء الخاص بالأراضي الإيرانية منذ فترة طويلة، فان الجزء الآخر من الانبوب داخل الأراضي الباكستانية ما يزال قيد الانشاء مع تكرار تأجيل المواعيد النهائية له بين حين وآخر .

ايران أكملت الجزء الممدود في أراضيها عام 2011 ومنذ ذلك الوقت وهي تنتظر باكستان ان تكمل الجزء الذي يمر بارضها، وفقا لبعض المصادر الإعلامية فان ايران حتى عرضت على باكستان 500 مليون دولار لمساعدتها في اكمال انشاء الأنبوب. مع ذلك فان موقف باكستان من مقترحات ايران كان على مدى سنوات يمتاز بالتردد حيث تلقي اسلام آباد باللوم على العقوبات الأميركية كسبب لعدم حصول تقدم من جانبها في المشروع. وبسبب امتعاضها من موقف باكستان لجأت ايران الى شروط جزائية ضمن الاتفاق، وطلبت باكستان من ايران إعادة النظر في هذا الموضوع.

وافقت ايران بعد ذلك الى تمديد موعد الحد النهائي للمشروع وذلك خلال زيارة رئيس وزراء باكستان، عمران خان، في حينها عام 2019 الى طهران وتم توقيع اتفاقية في أيلول من ذلك العام لتمديد فترة الحد النهائي خمس سنوات لحين شهر شباط عام 2024.

ومع تقارب موعد الحد النهائي في شباط 2024 بدأت باكستان بالنظر في طرق لتلافي تسديد جزاءات مالية محتملة عند انتهاء المهلة المحددة .

قلق باكستان يكمن في ان الاتفاقية وقعت وفق قانون فرنسي وهو ان التمديد لا يكرر اكثر من مرة واحدة. مع ذلك وخلال المباحثات الثنائية خلال السنوات القليلة الماضية عرضت ايران على باكستان ترتيب مفاوضات للبحث عن حل.

ايران من جانبها ذكرت باكستان مؤخرا خلال زيارة وزير خارجيتها بلوال بوتو الى طهران في 14 حزيران باقتراب حلول الموعد النهائي. وطلب وزير النفط الإيراني، جواد اوجي، عقد لقاء على مستوى خبراء.

وقالت طهران انه بالإمكان الوصول الى حل لو كانت هناك إرادة من قبل الطرفين. مع ذلك لا توجد هناك جهود واضحة من قبل باكستان بهذا الاتجاه. ووجدت اسلام آباد في العقوبات الأميركية المفروضة كحجة لعدم قدرتها على التقدم والتأخير الطويل في انجاز المشروع.