اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > تحقيقات > التأثيرات الاجتماعية لغياب الأب..بسبب الحروب والارهاب وارتفاع نسب الطلاق

التأثيرات الاجتماعية لغياب الأب..بسبب الحروب والارهاب وارتفاع نسب الطلاق

نشر في: 18 يوليو, 2010: 08:35 م

بغداد / سها الشيخلي تصوير / مهدي الخالدي منذ عامين تخوض الموظفة أمل "45 سنة" تجربة قيادة اسرتها  بعدما غيب الارهاب زوجها في انفجار احد المباني الحكومية  عام 2007، عائلتها تتكون بالاضافة اليها من ابنتين صغيرتين ووالدتها واخيها. منذ ان توفي زوجي، تقول أمل،لم اخض قبل ذلك تجربة تحمل المسؤولية، وحيدة كأني مقطوعة من شجرة، وتضيف:
 البدايات لم تكن سهلة لكن لاحقا تناغمت الامور، وصرنا نعيش جميعنا على ايقاع يومي عادي جدا، صحيح اني ام وحيدة، انما عوضني الله بعائلتي التي شكلت بالنسبة لي سندا عاطفيا وانسانيا في مواجة مصاعب الحياة    وقساوتها.                              فيما انفصلت  منال (طبيبة اطفال، 33 سنة)  عن زوجها عندما كان  عمر ابنتها الكبرى 8 سنوات، والصغرى 5 سنوات، وقد خاضت منال،حربا  حقيقية في المحاكم لكسب حضانة ابنتيها "فمن دونهما لن اكون اما "تعلق منال وتواصل: وهما من دوني لن تكونا في راحة نفسية وعاطفية جيدة، فالاطفال يحتاجون الى الأم  على الدوام.عادة ما اتعرض  لاسئلة محرجة من أبنتيّ لكني سيطرت على الموقف وقدمت تبريرات مقنعة للطفلتين عن غياب والدهما، وما شجعني انهما كانتا على تماس مباشر بحياتي مع والدهما، وكان سهلا علي ان اقنعهما بان الانفصال افضل بكثير من دوامة المشاكل التي كنا نعيشها جميعنا، وتواصل منال حديثها بالقول، انها تفضل الطلاق الناجح بدلا من الزواج الفاشل.لكن الطلاق، تقول منال،   غالبا ما تظهر  نتائجه السلبية على الاطفال فتبدو علامات  الانزواء والحزن علي واضحة  وتتراجع درجات الطلبة منهم، وتؤكد منال ان العائلة الكبيرة من الممكن ان تكون تعويضا عن فقدان الأب داخل الأسرة.فضلا عن استطاعة الام ان تلعب دور الاب والام معا  حين تكون قادرة على تحمل المسؤولية  وصاحبة شخصية قوية.rnالام الوحيدةتعرضت المعلمة سوسن (35 سنة) الى حادث انفجار عندما كانت تستقل السيارة مع زوجها واطفالها، ادت الى وفاة زوجها ودخولها واطفالها ردهة الانعاش، في حالة خطرة، كان وقع الحادثة على الام والأطفال كبيرا، ولكن سوسن ما ان تماثلت للشفاء حتى وقفت على قدميها، وانتفضت على الواقع الجديد الذي وجدت نفسها فيه، وبدات تتابع حياتها في المدرسة وترعى ابنتيها في غياب الاب والزوج، تقول سوسن:  كانت الفاجعة اكبر من ان اتحملها في البداية، لكني وجدت نفسي مضطرة الى ان اتقبل الوضع الجديد واستوعبه،وان اكون قوية امام الطفلتين  حتى وان كنت امثل دور المرأة والأم القوية. وقد سعينا الى تخطي مرحلة الفاجعة بمساعدة الاهل الذين مهدوا لي الطريق لتقبل ذاتي اولا مع مشكلتي، وبالتالي تقبل الوضع الجديد على البنتين، وعن الوقت الذي استغرقته لاجتياز الصدمة تقول سوسن، تمكنت من الانتصار على احزاني خلال 3 أشهر، وكانت والدتي الى جانبي ترعاني قدر الامكان في مواجهة طفلتي وانا في اشد حالات الحزن.rnرأي علم النفسلغياب الأب تأثيرات تربوية واجتماعية خطيرة اذا لم تستطع الأم ان تسد الفراغ الذي يتركه الأب، وتحديدا اذا كان موضع حب  واحترام وتقدير عائلته، يقول الدكتور كمال علي اختصاص الطب النفسي: - في المبدأ هناك فارق شاسع بين الطلاق والوفاة، ففي حالة الطلاق يبقى الاب في مقدوره ان يرفع الكثير من المسؤوليات عن كاهل الام، ويبقى له دوره المعنوي حتى لو لم يكن موجودا جسديا الى جانب اولاده، وهو قادر على اعطائهم ما يسمى المبدأ السلطوي حيث يحتاج الطفل في عملية التربية الى مسألتين مهمتين اولاهما وجود الوالدين في منزل واحد، وعلى الصعيد النفسي تعطي الام ما يعرف بالعاطفة والحنان والاحساس بالراحة وذلك بهدف تنمية مشاعر الانوثة عند الفتاة وتنمية الخلفية البيضاء في نفسية الولد، اما الاب فهو عبارة عن كتلة عطاءات بالمعنى السلطوي، وعندما يمارس قولا وفعلا سلطته كأب، يعطي التربية الاساسية، ومن الاب تستمد الفتاة نوعا من الحسم في اتخاذ قراراتها في الحياة، وكذلك الموقف المعطاء، بينما يأخذ الولد الذكورية والرجولة وعنفوان الرجل وهذا ما يتم في الحالات الطبيعية للاسرة، اما في حالة الطلاق السلمي، فيبقى الطفل قادرا على تلقف كل المثاليات المطلوبة له من شخصية الاب كذلك تكون الام على دراية كاملة بواجباتها التربوية حيال اطفالها، ويقف دور الام عند حدود دور الوالد حتى وان لم يكن موجودا في المنزل، وفي مثل هذه الحالة لا يتاثر الاطفال كثيرا، لكنهم من دون شك يتاثرون في المراحل الاولى من الانفصال، فالطفل حريص على بقاء والديه معا، وعندما ينضج يعرف لماذا وقع الطلاق، وثمة مفهوم خاطيء في مجتمعنا يحمل المرأة اعباء تضيق بها، في حين انها فرد من افراد المجتمع ولا يمكن فصلها عنه، لذا فالمرأة التي تقع على عاتقها تربية الاولاد يجب

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

بالصور| تظاهرات حاشدة أمام وزارة التخطيط للمطالبة بتعديل سلم الرواتب

805 قتلى وجرحى بأعمال شغب مستمرة في بنغلاديش

مجلس النواب يعقد جلسته برئاسة المندلاوي

خبراء يحذرون: أغطية الوسائد "أقذر من المرحاض" في الصيف

القبض على 7 تجار مخدرات في بغداد وبابل  

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية
تحقيقات

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية

 اياد عطية الخالدي تمتد الحدود السعودية العراقية على مسافة 814 كم، غالبيتها مناطق صحراوية منبسطة، لكنها في الواقع مثلت، ولم تزل، مصدر قلق كبيراً للبلدين، فلطالما انعكس واقعها بشكل مباشر على الأمن والاستقرار...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram