أحمد فاضل على الرغم من ذيوع شهرة روايات صاحب نوبل الكاتب الأميركي الاشهر إرنست همنغواي " وداعا للسلاح " و " لمن تقرع الاجراس " و " ثلوج كليمنجارو " و " الشيخ والبحر " ،
وتربعها على أرفف مكتبات العالم وما تزال، إلا اننا عندما وقفنا أمام بوستر فيلم " القتلة " الذي اشترك ببطولته إثنان من المع نجوم هوليوود آنذاك " بيرت لانكستر " و " آفا غاردنر " أصبنا بالدهشة بسبب كون قصة الفيلم تعود لهمنغواي لأننا لم نجد لها مكانا بين بقية رواياته المعروفة ، ومع ذلك فقد استطاعت هذه القصة ان تمنح الفيلم شهرة كبيرة إضافة الى طاقم عمله المتمثلة بالنجم العملاق بيرت لانكستر الذي دخل الى عالم التمثيل من خلاله ، والممثلة الكبيرة آفا غاردنر ومن اخراج روبرت سيدوماك الذي عرف كونه مخرجا لأعمال متميزة وحاصدا لجوائزعديدة ، فقد لاقى الفيلم نجاحا كبيرا في شباك التذاكر حينما عرض عام 1946 ورشح لأربعة جوائز أوسكار أولها لأفضل إخراج وأفضل مونتاج لآرثر دي لهيلتون ، وأفضل سيناريو لأنتوني فيلر ، وأفضل ممثل لبيرت لانكستر . القصة كان قد نشرها همنغواي عام 1927 حينما بدأ أسمه يلمع في سماء الأدب ، إلا ان احدا من القراء لم يلتفت اليها حتى جاء المخرج سيدوماك بعد تسعة عشر عاما من صدورها ليمنحها جواز المرور الى الشاشة العريضة ، لكنه اخبر ميلر كاتب السيناريو المعروف آنذاك بوجوب تغيير بعض أحداثها في بنى سردية جديدة لها باستخدام " الفلاش باك " ، فاندرسون " السويدي " الهادئ الطباع والمتواضع الذي تختبئ داخله ذكريات أليمة لا يصرح بها ، لكنه بدخول اثنان من القتلة الى بلدته الصغيرة ومحاولتهم النيل منه حيث نكتشف ان اندرسون الهارب من ماضيه له علاقة بهذين المجرمين حينما كان ملاكما يتسابق الناس عليه في لعبة اشبه بالقمار ، وعندما حاول الهروب الى هذه البلدة بسبب تورطه بجريمة قتل لم يرتكبها وجد نفسه مرة ثانية امام ماضيه القاتل الذي عبر عنه قائلا : انه ارتكب خطأ مرة واحدة في حياته ولا مجال للعودة ثانية اليه . من هنا نفهم ان هنالك صراعا حادا سوف تشهده هذه البلدة النائية ومع ان همنغواي قد وضع نهاية مأساوية لقصته إلا ان سيدوماك حاول ان يتلاعب قي تلك النهاية وأصر على ان تكون اكثر دراماتيكية من الأصل ، والذي نريد ان نقوله ان النجاح الذي ضرب فيلم "القتلة " تضافرت فيه جهود قلما نجدها في الوقت الحاضر ، مع محدودية الإمكانات آنذاك إلا انها في النهاية قدمت لنا عملا خالدا لازالت الوانه البيضاء والسوداء تتلألأ وسط كرنفال من الألوان تعيشها افلام اليوم التي تخلوا من ذلك الشعاع الذي كنا نتلمسه ونحن نعيش أجواء ذلك الفيلم . ان فيلما يكتبه إرنست همنغواي ويخرجه سيدوماك ويمثله بيرت لانكستر وآفا غاردنر ويضع السيناريو له أنتوني فيلر مع موسيقى الموسيقار ميكلوس روزا كفيل ان يضمن نجاحه ، وهذا ما شجع نفس المخرج ان يقدم أفلاماً أخرى لبيرت لانكستر أشهرها " الشعلة والسهم " و " القرصان الأحمر " لكنها هذه المرة بالألوان والسينما سكوب بعد ان قطعت السينما العالمية اشواطا متقدمة في صناعتها . لم يبق على قيد الحياة من ذلك الطاقم الذي قدم لنا أروع ما أنتجته السينما العالمية إلا لانكستر الذي غادرنا هو الآخر في العشرين من أكتوبر عام 1994ودفن بكاليفورنيا بعد ان كان ينثر الزهور عليهم في كل مناسبة فمن ينثر الزهور عليه في هذه الأيام يا ترى ؟
إرنست همنغواي فـي " القتلة "..قصة خطفتها هوليوود لتصنع منها فيلما كبيرا!
نشر في: 18 يوليو, 2010: 09:04 م