ترجمة / عادل العامل تزخر روايات الكاتب البرازيلي الشهير جورج أمادو بعالم من الرجال الأشدّاء و النساء الشهوانيات الجميلات ذوات الشخصيات القوية.. نصَّابين، و أبطال، و كولونيلات، و عمّال، و أمّهات، و زوجات، و صديقات، و عاهرات. إنها سلسلة من الشخصيات التي أصبحت أكثر غنىً و إمتاعاً مع إدخال عربٍ و منحدرين منهم في الحبكات التي قام بتأليفها جورج أمادو،
أحد أشهر الكتّاب البرازيليين، كما تقول إيزابيلا باروس في مقالها هذا. و هو واحد من الكتّاب الأكثر موهبةً حين يتعلق الأمر بوصف أهل موطنه و المشاهد الطبيعية، في ولاية باهيا، في شمال شرق البرازيل. و كان جورج أمادو، و هو مؤلف 32 كتاباً، الروائي البرازيلي الذي سلط الضوء على المهاجرين من الشرق الأوسط، كما كانت الحال مع السوري نسيب، صاحب حانة غابرييلا في عام 1958. و كما توضح آنا راموس، أستاذة مدرسة اللغات في جامعة باهيا الفيدرالية، " فإن جورج أمادو قد أعطى مكاناً و شأناً لشخص العربي بيننا، مصوراً إياه كجزءٍ مكمّل لقوميتنا وثقافتنا ". و تضيف إلى ذلك " أن قصة الحب بين المهاجر السوري نسيب و المرأة الهجينة غابرييلا قد سحرت القرّاء في مختلف أنحاء العالم ".و وفقاً لمديرة ( مؤسسة بيت جورج أمادو ) في سلفادور، عاصمة ولاية باهيا، ميريام فراغا، فإن نسيب هذا بالتأكيد أشهر شخصية قصصية عربية أبدعها الكاتب، لكن هناك مَن هم بالدرجة نفسها من الأهمية، مثل فاضل عبد الله، في توكايا، غراند ( المكاشفة Showdown 1984)، و فؤاد معلوف، في ( فرادا ... ). " و كمعيار لإعجاب المؤلف بالعرب، الذين غالباً ما يُشار إليهم خطأً بالتُرك في البرازيل ، يمكن أن نذكر كتاب A Descoberta da América Pelos Turcos ( كيف اكتشف التُرك أميركا، 1994 ) الذي يصور شخصياتٍ لا تُنسى مثل آدما، و رضوان مراد، و جميل بشارة "، كما تقول مريام، التي تضيف إلى ذلك أن روايات الكاتب قد تُرجمت إلى 49 لغة و بيعت في 55 بلداً. و تشتمل مجموعة هذه المؤسسة على نسخ عربية من ( قباطنة الرمال ) 1937، São Jorge dos Ilhéus، 1944، ( غابرييلا ... ) 1958، ( دونا فلورا و زوجاها ) 1966، ( خيمة المعجزات ) 1969، و غيرها. إن عدد الأعمال الأدبية المترجمة إلى اللغة العربية لم يكن مرتفعاً، لأن أمادو لم يكن قريباً كثيراً من المجتمع العربي. فمن أين إذن يأتي هذا الانجذاب؟ تقول آنا " إنه ينبع من روابط الصداقة بين أفراد أسرة المؤلف و مهاجرين من أسر شرق أوسطية استقرت في باهيا، مثل آل نزال، آل آدم، آل مداور، و غيرهم .. كما يجدر إلقاء الضوء على الصلات التي أقامها منذ أيام طفولته مع ممثّلي الناس العرب، من خلال باعة الشوارع، الذين اعتادوا أن يأتوا بالأحلام و ' الحضارة ' إلى حقول الكاكاو ". و لقد كان الكاكاو، بالمناسبة، هو الذي انتهى بهذه الجماعة من الناس للاستقرار في باهيا، و هي الولاية التي تقع إلى جنب ساو باولو، و ريو غراندي دي سول، و بارا و تستقبل معظم المهاجرين، الذين بدأوا يصلون البرازيل في أواخر القرن التاسع عشر. و وفقاً لبروفيسور التاريخ أوغستو سبينولا، " فإن صعود الاقتصاد القائم على الكاكاو قد عزز التجارة في إقليم باهيا الجنوبي ، الذي اجتذب العرب بدوره. و الآن فإن هناك حتى في فييرا دي سانتانا، في شمال شرق الولاية، سجلات لأسرٍ من أصلٍ عربي ". أما بالنسبة لبروفيسور التريخ و منسّق مركز التوثيق و الذاكرة الإقليمية في جامعة سانتا كروز، أندريه لويث روسا ريبيرا، فإن العرب الذين استقروا في باهيا اعتادوا العمل بشكلٍ رئيس في التجارة، لكن البعض منهم امتلكوا أرضاً، و كان لآخرين مع هذا مشاركات قوية في النشاط السياسي المحلي.و إلى جانب النشاطات الاقتصادية، وفقاً له، فإن الميراث الرئيس للحضور العربي في الولاية كان الطبخ. " فأنت يمكنك أن تأكل الكبّة في أية حانة في مدينة إلويس Ilhéus، و أشهرها تلك التي في حانة فيسوفيو، التي تظهر في رواية ( غابرييلا ) و قد وُجدت بالفعل على صعيد الواقع، و ما تزال حتى يومنا هذا في المدينة. و قد كيَّف أولئك المهاجرون أنفسهم للثقافة المحلية بصورة سريعة جداً " كما يقول أندريه.و هذا التكامل على وجه الدقة هو الذي يعكسه أدب الكاتب. " فشخصيات مثل نسيب و فؤاد عبد الله، و شخصيات أخرى مفعمة بالدعابة و المرح، تمثّل قيمتين تشكلان، برأي المؤلف، الأمة البرازيلية، : و هما الكدح و التضامن "، كما تقول آنا. " و بالنسبة للمؤلف، فإن وجدان الهوية القومية متشكل من خلال التنوّع ". و هذا التنوّع نفسه هو الذي مكَّن باهيا و جورج أمادو من الترحيب بالعرب بأذرعٍ مفتوحة.عن / brazzil
العربــي فـي روايـــات امــــادو
نشر في: 18 يوليو, 2010: 09:04 م