TOP

جريدة المدى > المدى الثقافي > قاسم عبد الأمير عجام.. وحده القابض على الجمر

قاسم عبد الأمير عجام.. وحده القابض على الجمر

نشر في: 18 يوليو, 2010: 09:06 م

احمد خلف "حين اعاود الكتابة الآن، اجد ان الحياة تضج بالكثير والكثير، وإنها لتتجدد مع التحديات وتبدو رائعة مع كل خطوة في درب الحقيقة".قاسم عبد الأمير عجامفي كتابها القيم (القابض على الجمر) تقدم لنا د.نادية العزاوي، لوحة عريضة وشاملة،
 متجانسة ومتسقة الخطوط والزوايا وتحاول عبر هذا الاتساق ان تطرح نموذج ظاهرة المثقف الملتزم، الذي سعى حثيثاً ، لخلق التطابق العضوي وبين السلوك وبين الوعي الثقافي، من خلال سيرة الشهيد قاسم عبد الأمير عجام، وعبر قراءة جادة لمجمل تلك الحياة ممثلة بيومياته، ان د. نادية العزاوي ملأت الكتاب الصادر في بغداد ، باضاءات وجدتها ضرورية، فقد شكلت في طريقها جملة من التساؤلات لعمل من أبرزها  لماذا اليوميات؟ أي البحث عن دوافع اختيار اسلوب اليوميات في الكتاب، حيث وجدناها تشكل المتن منه.وأرى ان الاجابة عن سؤال كسؤالنا تبرزها التوضيحات التي قدمتها د. نادية العزاوي في عبارة واضحة: "..فغدت..كتابتها جزءاً من طقسه اليومي وبلغ ارتباطه بها حالة من التعلق الوجداني.." أذن تلك هي الطريقة المثلى لرصد الواقع وحصره في زاوية واسلوب لايمكنه الانفلات او الخلاص، وربما هي أيضاً نوع من أنواع دحض الموت وربما الاحساس بالخسارة في واقع لا يمتثل الا الى الجانب المضاد من حقائقنا، هنا يمكن للتجربة ان تستوي وتنضج على نار هادئة، نار السياسة التي كبلته بمطاليبها ونار الادب والرغبة في تنفيذ مشاريعه الابداعية، وربما نار الأحداث المتلاحقة والمترادفة التي كان الكثير منا قد دفع من حياته ما يكفي ثمنا لها.. كل ذلك تم رصده عبر اليوميات، فقد ادرك، أهميتها اولاً، ومقدرتها كأسلوب يحاكي فيه البناء الروائي ثانياً، لهذا استمر في تسجيلها في دفتر خاص اليس يوميات الأدباء  سجل يقدم خدمة لقرائهم ودارسيهم قبل خدمتهم الشخصية؟ ومن جانبي اعتقد ان يوميات الادباء هي لرصد الزمن ومعرفة حركته ونياته تجاههم وتجاه مستقبلهم.. ها نحن نقرأ ونتعرف من خلالها على تطور الوعي الجمعي للاخرين، وكعلامة دالة للقراءة، يفضل عدم قراءة الكتاب كما لو كان رواية او مسرحية مكتوبة وتعتمد التسلسل المنطقي للاحداث وترتيب ادوار الشخوص في المشهد، ان القابض على الجمر، يفلت من هذا الاسار او التصور القرائي الذي يعتمده بعض الزملاء في اجرائهم قراءة كتب من هذا النوع، فالكتاب يبدو اشبه بدليل عمل لصاحبه وللقارئ والباحث الذي يروم معرفة ما جرى وما حصل في تلك الايام المنصرمة، فقد تعرض الى كل الصغائر والكبائر التي حدثت" لو لم اكن انا هذا الذي عليه الان/ لكان يومي هذا يوماً ليس ككل الايام، اجل ففيه كنت سأدشن درباً جديداً في العلم وتجربة الحياة في مجتمع أوروبي عريق، فهو اليوم الأول من نيسان، اليوم الذي حددته رسالة جامعة نونتكهام بانكلترا.. يوما لبدء دراستي للحصول على الدكتوراه ، لكن من بيدهم أمورنا رفضوا السماح لي بإكمال شوطي العلمي".. التاريخ 1/4/1982 ص172.ترى هل تحصيل العلم يعتبر من صغائر الأمور أم من كبائرها؟ لا احد يقدم مشورة جازمة بهذا الشأن وربما  لا نعلم ما سيتوصل إليه القارئ انا اعتبر هذه الأمور من الكبائر بالطبع ، لان حصوله على درجة الدكتوراه في علوم الهندسة الزراعية والبيئية، سيعود على بلادنا بالخبر والفائدة، ولكن دعونا نرى كيف يمزج قاسم عبد الامير عجام، الذاتي بما هو عام وموضوعي وبضربة سردية، واحدة :" اذا كان الخامس من حزيران يوم النكسة كما سمي في حينه ، فهو يعود لنا بنكسة لأحلامنا الصغيرة في اجازة العيد أو ربما نكسة لأحلامنا أصلاً فجأة استدعي عصر أمس امرو الفصائل، لاجتماع طارئ تشاءمت له انا في سري ، ثم اعلن عن تحركنا الى الجبهة .ص257". من هو الفاعل والمؤثر في حياتنا على الصعيدين السياسي والاجتماعي؟ ذكرى نكسة العرب في حربهم مع اسرائيل أم دخول هؤلاء الفتية ومنهم القابض على الجمر، الى اتون الحرب، والقتال في صفوف ما سمي بالجيش الشعبي؟ ما هو الحدث الصغير وما الحدث الكبير؟ ترى من باستطاعته الجزم بهذا الشأن الذي يخص حياتنا؟ اعتقد ان كاتب يوميات القابض على الجمر، ما كان ينظر الى حياتنا او حياته بمنظارين.. انما الاحداث كلها تدخل تفكيره عبر نظرة واحدة متكاملة ومتجانسة لمجريات الواقع، فه لا يجزئ الحقائق الى اوصال لينتقي منها ما يلائمه ويخدم اغراضه.. ولا أجافي الصدق اذا قلت انني قرأت الكتاب مرتين متتاليتين ، كانت الأولى بدافع المعرفة التي يفرضها فضول الكاتب الذي يريد ان يعرف كيف جرت الحياة مع صديق له؟ وكيف استطاع معالجة الظواهر والمواقف؟ خصوصاً التي فرضتها علينا الحقبة الاستبدادية والقراءة الأولى اخذتني الى القراءة الثانية، دفعتني اليها راغباً في الكتابة علن القابض على الجمر.. ومن هاتين القراءتين توصلت الى استنتاجين ، لعل الاول يتلخص في ان اليوميات ما دامت تبدأ من زمن مبكر هو عام 1966 ولغاية استشهاده في عام 2004، أذن يمكن ان يعد الكتاب سيرة جماعية لشريحة واسعة من المثقفين العراقيين وترجماناً لكل انواع المعاناة الفردية والجماعية.. لأن لغة الخطاب والاحداث التي تناول

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

مطلع الشهر المقبل.. انطلاق معرض العراق الدولي للكتاب

مطلع الشهر المقبل.. انطلاق معرض العراق الدولي للكتاب

بغداد/ المدى تنطلق فعاليات الدورة الخامسة من معرض العراق الدولي للكتاب، في الفترة (4 – 14 كانون الأول 2024)، على أرض معرض بغداد الدولي.المعرض السنوي الذي تنظمه مؤسسة (المدى) للإعلام والثقافة والفنون، تشارك فيه...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram