تكاد تكون قمة الشرطة والجوية التي حسمها الاول برباعية قاسية هزت اركان منافسه في اختتام الجولة الرابعة من منافسات دوري النخبة ،هي الافضل على الاطلاق من بين ثلاثين مباراة اقيمت حتى الان نظراً للصراع الكروي الذي قدمه الفريقان والاثارة التي ارتقت في هذه المواجهة الى اكثر مما كان متوقعا لها واظهرا فيها خصوصا الشرطة بقيادة مدربه ثائر جسام لمحات كروية وتجانسا لافتا وعكست تلك المباراة حسن الاستقطابات التي لجأ اليها المدرب بتعاقدات جاءت في مكانها الصحيح .
ليس من المنطلق ان تتوج مباراة بخمسة اهداف من دون ان ترتقي الى مستوى كبير من الاثارة والقدرات الكروية بين الجانبين مع التفوق الواضح لفريق الشرطة الذي عرف كيف يقتنص الصقور ويسقطها مجردة من كل ما يتيح لها ان تسترد فيه انفاسها وتستعيد توازنها في مباراة كانت صدمة غير متوقعة لاوديشو ولادارة الجوية التي كانت تعول كثيرا على حمادي وغير حمادي الذي ضاع وتلاشى ليس بين الكماشة الدفاعية للشرطة ، بل بسبب الانهيار الذي واجهه فريقه منذ وقت مبكر.
واذا كان الشرطة قد تغلب بفوز كبير على اعتى الخصوم الجوية فان هذا الفوز يبدو انه سيشق الطريق امامه لتبوء الصدارة وان كان شريكا فيها الان بعد انتهاء الجولة الرابعة لكن تلك النتيجة اللافتة ستدفعه مما لاشك فيه للتمسك بصدارة اللائحة كما يتوقع له في الجولة المقبلة وهو يخوض لقاء يتوقع ان يكون في متناوله امام المصافي وبالتأكيد سيكون استعداده للجولة المقبلة متميزاً ، فلقاء المصافي سيكون بوابة الصدارة المقبلة والمطلقة للشرطة في حين ينتظر دهوك مهمة صعبة على ملعب الطلبة في العاصمة وكذلك الحال بالنسبة للشريك الثالث بصدارة كربلاء الذي سيواجه مهمة غامضة امام مضيفه النجف وعادة ما تكون مثل لقاءاته هذه في متناول صاحب الارض الذي لم يعرف الخسارة على ارضه وبين انصاره
***
واذا كانت مباراة الشعب الاخيرة جاءت نهايتها بفوز عريض للشرطة لكن اكثر ما يرسمه هذا التفوق مؤشر صراع اللقب وان كان مبكرا... لكن الشرطة سيكون احد اقطاب هذا الصراع الحقيقي بل من اكثر المرشحين لخوض سباق هذا الصراع  وعدم التفريط بحظوظه هذه المرة... واذا ما استمر دوران عجلة طموح الشرطة هكذا ، فبالتالي سيكون قريبا جدا من لقب ثالث طال انتظاره... بعد ان  وجد جمهور القيثارة وعشاق فريقها الكروي وادارته ليس هناك بدّ بعد الان من تحقيق لقب المسابقة المحلية.
***
واذا كانت هناك حملة معطيات تركتها المباراة القمة بين الشرطة والجوية  فان ظاهرة الاعتراضات على قرارات االتحكيم والايغال بها تقف في مقدمة تلك المعطيات التي باتت تنتظر مواقف رادعة من لجنة الانضباط في الاتحاد العراقي لكرة القدم فليس من المعقول ان يلاحق مدرب او مساعد مدرب طواقم التحكيم اثناء المباراة او بعدها وحتى بين شوطيها ثم اخذ بعض اللاعبين ينسجون على منوال مدربيهم  وهم يؤدون الحركات الاستفزازية والاعتراضية ويقفون انداداً بوجه الحكام ومساعديهم وكان للاعب الجوية حمادي احمد بطل تلك المظاهر وهو يلوح بعلامات الويل والثبور بوجه حكمنا الدولي فلاح عبد الذي تميز بسعة صدره واحتوائه لذلك الاستعراض الذي اقدم عليه حمادي وغير حمادي من زملائه في محاولة تصعيد اجواء المباراة فكان الحكم فلاح عبد فطنا لذلك.
****
يبدو ان النجوم الحقيقية لكرة القدم نبقى متلألئة في سماء اللعب مهما تواصلت دورة الزمن عليها ورزاق فرجان واحد من هذه النجوم  المتجددة بلمعان خلقه العالي واحترامه وكان واحدا من نجوم قمة الشرطة والجوية برغم مشاركته في الشوط الثاني من اللقاء ، وهو يقف بوجه محاولات الاستفزاز والاعتراضات المبررة وغير المبررة التي اقدم عليها عدد قليل من لاعبي الجوية ومن بينهم من رأى نفسه تحول الى بطل بين ليلة وضحاها متناسيا ان البطولات المزعومة عمرها لن تستمر الا نجومية الكبار والابطال المستحقين الاحترام والانحناء امثال رزاق فرحان الذي تحول الى صمام امان لاخراج المباراة القمة ... المباراة المحتقنة بسبب بعض السلوكيات الى بر الامان.