TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > من خارج الحدود ..هل نتفق مع نتنياهو؟

من خارج الحدود ..هل نتفق مع نتنياهو؟

نشر في: 18 يوليو, 2010: 09:36 م

حازم مبيضين للمرة الاولى نتفق جزئياً مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بأن التفاوض المباشر مع الفلسطينيين هو السبيل الوحيد لإنهاء الصراع، لكننا نجد لزاماً علينا تذكيره بأن المفاوضات، سواء كانت مباشرة، أو غير ذلك، ليست هدفاً،
وأن هناك أثماناً يجب دفعها للتوصل إلى سلام يسود منطقة الشرق الاوسط، ولا نظن أن نتنياهو أو غيره يقدر على إنكار أن الفلسطينيين دفعوا أثماناً باهظة، أو بالاحرى أكثر من طاقتهم وهم يبحثون عن السلام الحقيقي الذي لن يترسخ دون قيام دولتهم على الارض المحتلة منذ العام 1967، وعاصمتها القدس التي لايملك قائد فلسطيني أو زعيم عربي حق أو إمكانية التنازل عنها.وقف الاستيطان وحده ليس كافياً ليعود الفلسطينيون إلى طاولة المفاوضات المباشره، ورام الله لم ترفض استقبال رئيس الوزراء الاسرائيلي، ومحمود عباس لم يكن يلعب خلال أربعين عاماً من الفعل الدؤوب بحثاً عن السلام، وهو لايمتلك هواية طحن الماء، وهو قبل أن يلتقي نتنياهو بحاجة إلى أجوبة واضحة ومحددة وبشكل موثق حول موقف الدولة العبرية من موضوعي الأمن والحدود، وهما موضوعان لايقلان أهمية عن وقف الاستيطان، والتفاوض غير المباشر، وإن كان لم يسفر عن نتائج كبيرة ومهمة كما يقول الفلسطينيون فانه كما تؤكد واشنطن حقق تقدماً، وأن الخلاف بين الجانبين تقلص، وأن الجولات الأربع من المحادثات التي توسط فيها ميتشل كانت موضوعية إلى حد كبير، لكن الاميركيين لم يعلقوا بعد على فضيحة تصريح نتنياهو بأنه خرب اتفاق أوسلو وأنه يحرك أميركا كما يشاء، وإن لم يفعلوا فان علينا تصديق التصريح، والعمل على ذلك الاساس. لايطلب الفلسطينيون المستحيل، وتصوراتهم حول الحدود والامن واضحة، وهي اليوم بعهدة الشريك الاميركي، لكن حكومة نتنياهو لاترد بأي شكل على هذه التصورات، لاهي تعلن قبولها ولا هي تجاهر برفضها، وهي تدرك أن مجرد قبولها مبدئياً يعتبر تقدماً يؤسس للذهاب إلى المفاوضات المباشرة، وأنه من دونه لن يتم الانتقال إلى تلك المرحلة، ويعني ذلك كما يؤكد الرئيس محمود عباس أن القبول بمبدأ الانسحاب من الأراضي الفلسطينية المحتلة بحدود العام 1967 مع الاتفاق على التبادلية في القيمة والمثل، ووجود طرف ثالث فيها، سيفضي للانتقال إلى المفاوضات المباشرة، وقبل أن يفسر المفسرون على هواهم فان التبادلية تقتصر على الأراضي فقط ولن تشمل السكان بأي شكل من الأشكال، وأن ذلك كله مرتبط بالتقدم في مضمون عملية السلام.الواضح أن هناك طلبات إن لم نقل ضغوطاً على المفاوض الفلسطيني للانتقال إلى المفاوضات المباشرة دون إحراز أي تقدم في مسألتي الحدود والأمن، ويعني ذلك ببساطة أن هناك إنقلابا على الإلتزامات والنيات المعلنة بالتمسك بعملية السلام على أساس حل الدولتين والقرارات الدولية والإتفاقيات الموقعة، مثلما يعني أن المماطلة الاسرائيلية التي أدت لكل هذا الجمود، وعدم التقدم سترسخ نفسها كمعطيات ومسلمات تفرض نفسها على مرحلة التفاوض المباشر.  تعرف حكومة نتنياهو أن العرب مستعدون لمناقشة كل الامور بشرف وأمانة، للتيقن من إن كانت الامور الحالية يمكن ان تؤدي الى سلام، وللتيقن أيضاً من إن كانت المفاوضات المباشرة في ظل الظروف الحالية ممكنة، لكن عليها أن تعرف أيضاً عدم إمكانية موافقة أي دولة عربية على الانتقال إلى التفاوض المباشر في ظل الاوضاع البائسة في الاراضي المحتلة، وعلى اليمين الصهيوني المتطرف والمتعنت إدراك أن أوراق الحل السلمي بيد العرب لم تنفذ بعد وأنهم قد يضطرون للجوء إلى مجلس الأمن الدولي إذا لم يحصل أي تطور إيجابي، وهناك ستتوضح المواقف أمام المجتمع الدولي الذي ستكون له كلمته وهي بالتأكيد لن تكون في صالح الدولة العبرية.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

الأنواء الجوية: ارتفاع في درجات الحرارة الاسبوع الحالي

الكويت تنفي تدهور الحالة الصحية لسلمان الخالدي الذي تسلمته من العراق

ترامب: نريد 50% من ملكية تطبيق تيك توك

القوانين الجدلية على جدول أعمال البرلمان يوم غد الثلاثاء

هل أخطأ البرلمان بعدم حل نفسه مبكراً؟

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram