انصرفت للخط في الصحافة مما أفقدني فرصة عظيمة في أن أكون أحد الخطاطين المهمين
حاوره/ علاء المفرجي
- 2 -
ولد الكاتب والناقد التشكيلي د. جمال حسن العتابي 1946 في الناصرية في العراق العراق، له حضور ليس في المشهد الثقافي حسب،
بل في السياسي والاجتماعي على حد سواء.. ينتمي العتابي الى عائلة وطنية وسياسية يسارية، كان لها الدور البارز في المشهد السياسي، حيث قدمت شهيدا في محراب العمل الوطني، ونالها ما نالها من القمع والعزل في زمن الديكتاتورية. اختار منذ طفولته الأدب والفن، متأثرا بوالده الشخصية الوطنية والسياسية المربي حسن العتابي.
عمل في الصحافة مصمماً وخطاطاً منذ نهاية ستينات القرن الماضي، حتى الوقت الحاضر، شارك في العديد من المؤتمرات وورش العمل والندوات الثقافية والفنية، وكان عضواً في اللجان المنظمة.
شغل منصب المدير العام لعدد من الدوائر في وزارة الثقافة العراقية، منذ عام 2003 ومنها دائرة الفنون التشكيلية.
أصدر عددا من الكتب منها: (مدن الضفاف العراقية)، (كلمات متقاربة المدى)، و( افق مفتوح..مقالات نقدية في السرد)، ( داخل المكان..المدن روح ومعنى)، (المثول أمام الجمال..قراءات في النقد التشكيلي).
واجهت وعوائل أخرى يسارية الكثير من الحيف والاضطهاد في زمن الديكتاتورية .. هل من الممكن أن تسلط ضوءا عن ذلك؟
مرّت أعوام الثمانينات والتسعينات بطعمها المر والصعب، أحاول أن أستبعد الآن حجم المعاناة وألم تلك السنوات، البلد تقوده الديكتاتورية الى الحروب والحصارات، صابرنا وتحدينا المعاناة العراقية التي صنعها الاستبداد والعنف لأبنائها، كنا نتوقع التوابيت في أية لحظة تنزل أمام دكّات البيوت تضم الفلذّات محروقة أوممزقة أو مسمومة، وكانت الهجرة لأحبائنا، الملاذ الذي ينجون به بأنفسهم، فاختاروا الغربة الصعبة والقاسية، وأفلح الموت أن ينال من أشقاء وزملاء لنا في العمل، ومنهم من غيبتهم الديكتاتورية، شقيقي سامي والصحفي اسماعيل خليل، الشاعرخليل المعاضيدي، الكاتب قاسم محمد حمزة، صفاء الحافظ، صباح الدرّة، وعشرات لا بل مئات من المغيبين والمعدومين، ما زلنا نزرع حول قبورهم الرمزية زهور محبة ، ونسقيها بماء القلب، فسلاماً لهم جميعاً.
بعد التغيير رد اليك الاعتبار، فاصبحت بمنصب قريبا لاهتمامك، في دائرة الفنون التشكيلية.. حدثنا عن ذلك؟
لا تكفي قصة واحدة في الحديث عن تجربتي في وزارة الثقافة بعد الاحتلال عام 2003، فهناك أكثر من دائرة أنيطت بي مسؤولية ادارتها، أولى الخطوات كانت في دار الشؤون الثقافية، في مرحلة حساسة جداً وصعبة للغاية، الحماس والعواطف لا تكفي لمواجهة ركام من الخراب، في الأدوات والموارد البشرية والأجهزة الطباعية، يحيط بك معاونوك لايتمنون لك أن تنجح في العمل فثمة منعطفات في خضم المعترك الجديد، تطلب عناءً ومشقة في الطريق الشائك الوعر، كان من الطبيعي أن ترافق البدايات حملات تشهير مارسها البعض من الوسط الثقافي بقصد أو دون دراية للأسف الشديد، كتب أحدهم أو إحداهن مقالاً طويلاً بعنوان عريض ( حرائق في دار الشؤون الثقافية!!) وحقيقة الأمر يتلخص بحرق نفايات في مكان مخصص لهذا الغرض في طرف الدار، لصعوبة وصول سيارة النفايات الى الدائرة في أيام حرجة جداً، ومن الطبيعي أن تجد هذه التخرصات وسائل نشر تدعمها، وتروّج لها لإعاقة مقصودة موجهة تبنتها أطراف لم تنسجم مع الواقع الجديد، وعندي كل الأسباب والدوافع التي تقف وراء هذا السلوك.
حرصت أن أقوم بدوري بشعور من الإمتلاء والأمل، فجأة تكتشف أنك لوحدك في مواجهة الاخفاقات والاجتهادات، تحاول الافلات من محاصرة الاسئلة التي تريد أن تلحق بك الضرر، لأنك الخاصرة الضعيفة أمام سلطة المحاصصة البغيضة تقف عاجزاً أمام اجراءتها التعسفية، واجهت هذا السلوك بمزيد من التحدي، ونفذت أوامر النقل الى دائرة المأمون للترجمة، ثم دائرة العلاقات الثقافية، ثم لازمني المزيد من الشعور بالاحباط بعد احالتي الى التقاعد (وفق ما تقتضيه المصلحة العامة)، بعد أن تسلل الى موقع المسؤولية في الوزارة رجل لاينتمي الى الثقافة، وما أكثر أشباهه.
اقول بكل اعتزاز وثقة ان التجربة برغم بعض اخفاقاتها أضافت لي الشيء الكثير، بعد نقض قرار التقاعد، اكتسبت خبرات جديدة وصداقات طيبة مع الكثير من العاملين ما تزال موضع اعتزازي فانتقلت الى دائرة الثقافة والنشر الكردية، ومنها الى دائرة الفنون التشكيلية، وأكثر الدوائر التي شعرت فيها بحرارة الانتماء كانت دائرة ثقافة الأطفال، رغم قصر المدة التي عملت فيها، لأن تجربتي الصحفية والفنية الأولى بدأت هنا، وفي كل المواقع كنت على الدوام حريصاً أن أترك بصمة ومثالاً للعمل بمضمونه الانساني، ومن حقنا أن نعتزّ بما حققناه وفق اجتهاداتنا بقدر الصدق والاخلاص، والمجتهد غير معصوم من الخطأ، وعلى العموم منحني التقاعد من الوظيفة بعد هذه المسيرة الوظيفية فرصة أفضل في الإنتاج والكتابة، والتفرغ التام لهما.
توزعت اهتماماتك حتى أنك ترفض ان يرتبط اسمك بهذه الصفة من الاهتمامات.. خطاطا، ومصمما، وناقدا تشيلية وأدبيا، وأيضا ساردا.. اين يفضل جمال العتابي أن يكون؟
شهدت هذه الفترة أول اصدار لي هو (مدن الضفاف العراقية، دراسة في نشؤء المدن على ضفاف الآنهار عبر التاريخ)، والكتاب يمثل اطروحتي للدكتوراه، وكان بداية انطلاقتي في الكتابة عن المكان، واهتمامي بمعناه وتكويناته المرجعية، ثم صدر لي كتاب آخر هو (كلمات متقاربة المدى)،عام 2010 أشرت الى نصوصه المخبوءة سلفاً، كتب عنه الناقد الراحل عادل كامل: فصول الكتاب تستعيد أزمنة تكاد تفقد حضورها، وبريقها، بل وتكاد تمحو ما تبقى لها من أثر، فهل نعدّ الكتاب جزءاً من التذكر – الذاكرة – المتحف، ام أنه عملية تماثل النبش، كالتي يمارسها عالم الآثار، أم أنها تتضمن بمشفراتها ، الإشارة إلى السؤال الذي مكث بلا اجابات، عدا التي تدعمها الميتافيزيقيا والفكر الخرافي بنعم، بالنفي أو المحو، الكاتب لا يكتب عن المستقبل بصفته وهماً، ولا عن الماضي بصفته كهفاً من غير أبواب ، بل يتنز بينهما.
ثم صدر لي كتاب آخر بعنوان( افق مفتوح..مقالات نقدية في السرد) في العام 2014، أما الكتاب الرابع فهو( داخل المكان..المدن روح ومعنى)، وكان لصدوره أثر إيجابي كبير لدى العديد من النقاد والكتاب، أشعر إزاءها بمزيد من السعادة والبهجة، أما الإصدار الأخير فكان (المثول أمام الجمال..قراءات في النقد التشكيلي) صدر عام 2022، ومن المؤمل أن يصدر لي كتاب جديد بعنوان ( جودة الحلم)، وهو قراءات في أجناس أدبية متعددة، وربما تفاجأ حين أقول لك أنني انتهيت مؤخراً من كتابة رواية سترى النور مطلع العام المقبل، ومن المؤمل في القريب جداً أن يصدر لي عن جمعية الفنانين التشكيليين العراقيين كتاباً عن الرسام الدكتورخالد الجادر، ضمن سلسلة تصدرها الجمعية تعنى بالفنانين الرواد.
كتبت في النقد الروائي والتشكيلي، وتعددت اهتماماتي الأخرى في السِير الشخصية ومذكرات السياسيين، وتاريخ العراق المعاصر، ومشاهداتي في الخارج، يعجبني أحياناً أن اكتب عن المغني حضيري أبو عزيز، أو الموسيقار طالب القره غولي، وكتبت فعلاً، بل أن تجسيد المألوف في نسيج النص أصبح هدفاَ في حد ذاته، من أجل هدف جمالي هو تقديم رؤية مختلفة للواقع والإنسان والعالم، البعض لايدرك القوة التعبيرية الكامنة فيه.
ودائماً أجد من الإنصاف والوفاء الكتابة عن الرموز الإبداعية العراقية الذين ظلوا على الدوام يحملون بصماتهم في الحياة الفكرية والمعرفية، مساهمة مني أن أنقل تجاربهم وخبراتهم لأجيال أخرى من القرّاء والطلبة والدارسين، وهو موقف أحرر به نفسي من رواسب الزمن السيء والفارغ، أستعيد الكتابة في هذه الأجناس لأستعيد توازني في الحياة، لا أميل الى الاتجاهات التجريبية أو اللامنطقي في الكتابة، انما تأخذني المعاني الداخلية في النص ومقدار الصدق فيه.
الكاتب المعاصر يستفيد من هذه الاتجاهات مجتمعة ، من تقنياتها في بناء نصّه الأدبي، وتتجاور لدي الكتابة بين النقد التشكيلي والمكان في أي منهما تكون أداة تعبيرعما تعجز عنه الأجناس الأخرى، باختصار الكتابة الحيّة توقظ فينا الحواس والقلب والمشاعر، وتجعلنا نقترب من حقيقة الوجود الإنساني، وهذه الكتابة لا تبدأ من تصنيفات جاهزة .
في كتابك (المثول أمام الجمال) كشف لتاريخ الفن التشكيلي من ابتداء من رواده وحتى اخر التجارب التشكيلية.. ماذا تقول عنه؟
كتابي الأخير ( المثول أمام الجمال) وسيلة للتعرف على الفن التشكيلي في العراق، وبعض تجارب الرسامين العالميين، الفن التشكيلي بكل أساليبه وتياراته، يسعى الكتاب للكشف عن الجمال الخفي أو المستتر في الحياة وفي الأشياء، ثمة ملاحظات أخرى للقارئ غير المختص، فانه سيجد في هذه المتابعات تاريخاً لنشاط عام، ومناخاً لتذوق العمل الفني، ان هذه الملاحظات تطمح ان تجعل من العمل الفني لا أقول شرطاً، بل وسيلة اخرى لتذوق السعادة غير المنفصلة عن الجمال، فالفن ان لم يكن لذة جمالية، فانه ليس عدماً، تبدأ الخطوة الأولى في التذوق بالادراك، والوصف يقوم على نقد تحليلي لأي عمل تشكيلي يتضمن اللغة الأكثر اثارة والأشد انارة، هذه اللغة المختزنة تصبح مهمة الناقد الكشف عن أسرارها، ولعل إدراك عناصر العمل سيقودنا الى فهم دلالاته .
حين تنهار المنظومة الجمالية وتسود مظاهر القبح في الحياة العامة، أو حين تمتد الأيادي لتعبث في المتبقي من مظاهر الجمال وتحاول أن تشوّهه وتزيحه من الوجود، فيصبح الكلام عن ممشى المشاهير في بغداد (شارع الرشيد)، أو جدارية ناظم رمزي، أو كهرمانة ونصب الشهيد أشبه بالمخيلة، حتى في هذا الكتاب أنا أراقب الأمكنة وهي على لائحة الموت في انتظار الدفن، ولعل أياً منا سيكون واحداً من اثنين، أحدهما الاحساس بعمق اللوعة حين يفقد المرء وطناً، والآخر سيستمع الى هذه الحشرجة التي هي محاولة في التشبث بالجمال.
أظل أشعر بالسعادة حين تأخذني نشوة الجمال نحوسور جامع الخلفاء، أو حرف الحاء في خط الثلث، وحرفيات فن العمارة لدى خالد السلطاني، ثمة ما يشعل الحواس عند الحديث عن حياة سلفادور دالي السرية، وحياة بيكاسو، وحين نتقاسم الشوق مع الفنانين قيس يعقوب، وبسام فرج الذات التي أوجعها المنفى ومات وحيداً، وصلاح جياد ونعمان هادي، ويصبح الحديث عن التشكيلي سعد علي في مملكته الأسبانية ككائن أسطوري يستعيد (أمجاد أجداده العرب)، يبحث عن مغيث في السماء، وهيكل سرير عباس الكاظم لبقايا وطن، أو نتناول مقطعاً صغيرا في حياة الفنان يحيى جواد وصديقه الشاعر حسين مردان، تجربة التجاور الأليف بين التشكيلي هاشم تايه والشاعر عادل مردان ، ننظر إليه كعلاقة قائمة على رؤية فنية، في كل هذه العناوين ثمة خيط سري من التجانس يجمع بينها، وحواراً من الألفة بين التجارب حاولنا أن نقدمها كمعادل للأمل بصدق وعفوية، وما أقسى أن يغادر الفنان حلمه وينأى مكرهاً عن بيته، ضمن هذا السياق تحدثنا عن فائز الزبيدي وعبد الرحمن الجابري وجعفر طاعون ومكي حسين. وسيرة الماء والنار لمي مظفر
ان الناقد عندنا لم يحترف بعد حرفة النقد، وهناك خلط في مفهوم النقد أولاً، كما ان هناك رؤى مختلفة للمدارس والاتجاهات والافكار، الشي الذي يشوّه حقيقة النقد الفني ويضيع حقيقة الحركة التشكيلية، لذلك تبقى الكتابات المتفرقة عن التشكيل مقالات انطباعية وتغطيات صحفية، تقرب التشكيل وتقترب منه ولا تقرؤه، كما لاتترصد حركته، ان الحركة التشكيلية اليوم بعد ان اجتازت البدايات لم تعد في حاجة الى القراءات التعريفية والكتابات الانطباعية، بقدر ما هي بحاجة الى تأسيس نقدي يواكب تجاربها وتعدد مكوناتها وتنامي رصيدها، سواء من حيث الكم على مستوى المعارض، أو من حيث مستواه النوعي بتعدد الاشتغالات والنماذج، ثم بخصوصياته التي تميزه وسط باقي الفنون.
يأتي كتاب ( المثول أمام الجمال) كمحاولة لإيقاظ الحساسية الجمالية والكلمات لكي تكون مقبولة أليفة، انما لكي تكتسب الكتابة مهمتها في الكشف والتعبير، واللغة التشكيلية هي الأكثر إثارة والأشد إنارة بين وسائل التعبير الفني التي اكتشفها العصر الراهن، والأوفر قدرة في الابلاغ والمكاشفة وتحريك المضامين الجمالية، ان محاولتنا هذه لا تتعارض مع اشتغالات أخرى في الكتابة ضمن أجناس أدبية، بل تتداخل مع جماليات المكان، وتأتي مكمّلة لها، غير مقطوعة عنها، إذ تجتمع على طاقة فنية مختزنة في زمن متحرك، نحن نومض مساراته في أفكار وأخيلة، لذا تبدو الكتابة في بعض مقاطعها تمتد خارج إطارها الزمني والاعتيادي، لكنها تلتقي في غرضها الفني لكي تصل الى لحظة الإيماض في ولادة الخلود، وكشف العلاقة التي تربط الأعماق بالظواهر، والمتلقي حين يصل درجة الانفعال بما أبدعه الفنان، فانما يقتضي أن تتوفر لديه الخبرة الجمالية والحرية في التأمل، ليحسم الموقف لصالح الأثر الفني.
في سياق المتابعات للحركة التشكيلية العراقية على وجه الخصوص، جاءت محاولتنا في (المثول أمام الجمال) كمحاولة للاجابة عن بعض الاسئلة للظواهر والاساليب التي رافقت التشكيل العراقي، واستقراء بصريات الأجيال التشكيلية عامة، والشابة منها.
أغرمت بالمكان، بوصفه بوصفه ذاتا مؤنسنة كما يقول الناقد علي الفواز.. فكان كتابك (داخل المكان) .. لكني وجدته أيضا سياحة في شخصيات وحيوات كان لها تأثيرها الثقاقي.. ماذا تقول؟؟
(داخل المكان) كتابي الأهم بتقديري، لما ناله من اهتمام نقدي كبير، اسمحوا لي من خلال هذا المنبر أن أقدم الشكر لعشرات الكتاب العراقيين المهمين الذين تصدوا للكتاب في الدراسة والتحليل، ومن خلالهم لجمهور القراء وهو معيار نجاح الكتاب أو فشله، ولا بد أن أشكر صديقي الاكاديمي الدكتور أحمد الزبيدي الذي تفضل بتقديم الكتاب بشكل رائع، ربما فقرة من مقدمته تكشف بوضوح معنى (داخل المكان ...المدن روح ومعنى) وتقتصد عليّ الكلام لتفصح عن عشرات الآراء الرصينة والموضوعية للنقاد الأفاضل، يقول الزبيدي: حاول الكاتب أن يعبّر عن التحولات الثقافية في المجتمع العراقي المنعكسة على تحول مكاني أيضاً، فاعتمد الأسلوب السردي المحمل على أكتاف الراوي العليم، تارة، والراوي المشارك تارة أخرى، ليكون التنوع الاسلوبي السردي هو المجسّد للرؤية الفكرية والثقافية التي انطلق منها الكاتب.
اذا قدر للكلمات أن تختصر صورة المدن على الصفحات البيضاء، فلا عجب بمحاولتنا أن نشير الى الوطن في مكانين : قريةالغازية مقابل الطفولة، والآخر مدينة الحرية كعمارة انسانية معادلاً للفتوة والشباب والحيوية والانطلاق، المكانان رمز لوطن في القلب أردت أن أودعه بالكلمات، فلم أستطع أن أفعل أكثر مما يفعله فلاح أغرقت حقله طامة لا يستطيع لقضائها رداً.