سعد المشعل
واقعيّاً، نجح منتخبنا الشبابي لكرة القدم في التأهّل الى نهائيّات كأس آسيا للشباب التي ستقام في أوزبكستان عام 2023، وعزّزَ المنتخب رصيده من النقاط إلى 6 بعد فوزه الثاني على التوالي ليُحقِّق النتيجة الكاملة في كلا المباراتين، وينتظر مُقابلة الكنغر الأسترالي في مباراتهِ الثالثة والأخيرة ضمن المجموعة الثامنة من التصفيات المؤهِّلة إلى نهائيات كأس آسيا للشباب.
ويشارك في التصفيات 44 منتخباً تمّ توزيعهم على 10 مجاميع، وتقام التصفيات بنظام التجمّع، بحيث ضمّت 6 مجموعات 4 منتخبات، والمجموعات الأربع الأخرى 5 منتخبات، ويتأهّل إلى النهائيات الآسيوية صاحب المركز الأوّل من كلّ مجموعة إلى جانب أفضل 5 منتخبات تحصل على المركز الثاني.
يحتاج منتخبنا الشبابي إلى الفوز ليضمِن صدارة المجموعة، بعيداً عن حسابات الفوز كأفضل ثانٍ، ولابدَّ أن يسعى اللاعبون لتقديم مستويات أفضل في المباراة المقبلة، بعد أن نجحوا في استعادة مستواهم الحقيقي في الدقائق الأخيرة من الوقت بدل الضائع، وسجلّوا هدف الإطمئنان الثاني بعد أن قام مدرّبهم الكُفء عماد محمد باستبدال أكثر من أربعة لاعبين غيّروا النتيجة نحو الأفضل.
نُطالب الملاك التدريبي واللاعبين بتناسي المباراتين السابقتين، والتركيز والتفكير في المواجهة الأكثر قوّة أمام المنتخب الأسترالي، لأننا على ثقة كبيرة بأن اللاعبين سيُقدّمون مستويات أفضل، ونتمنّى أن ينجح الكابتن عماد في اختيار أكثر من عنصر في الفريق لأن في هذا المستوى البطيء لن يستطيع مجاراة المنتخب الأسترالي الذي يتصدّر المجموعة الثامنة بفارق الأهداف عن منتخبنا، حيث يمتلك المنتخبان ست نقاط فقد حققت أستراليا الفوزَ على الكويت بأربعة أهداف مقابل هدف، وعلى الهند بذات النتيجة، بينما هزم منتخبنا الهند بأربعة أهداف مقابل هدفين وهزّ شباك الكويت بهدفين نظيفين.
نودُّ أن نُذكِّر الكابتن عماد محمد بأن يستغلُّ هذه الفرصة الذهبيّة التي توفّرت له من دون بقيّة المدرّبين المحلّيين الشباب كون كلّ مدرّبينا عانوا كثيراً حتى وصلوا إلى قيادة منتخباتنا الوطنية، وبالتدرّج منهم المدرب أنور جسام، والمدرب د.عدنان حمد، والمدرب حكيم شاكر، والمدرب عامر جميل والمدرب ثائر جسام وغيرهم الكثير لأنهم كانوا بأمسّ الحاجة في بداياتهم الكرويّة إلى فهم قواعد كرة القدم الأساسيّة قبل البدء بأيّ شيء والإلمام بطرق إحراز النتائج الجيّدة من خلال التخطيط الجيّد للاعبي الهجوم والدفاع، عدا عن المعرفة التامّة بالقواعد والقوانين اللازمة في عالم كرة القدم لكي لا يتعلّم اللاعبون المتدرّبون الطرق غير القانونية التي تعرّضهم للعقوبات الدولية، برغم أنهم لاعبو منتخبات وطنية ودرّبوا أندية عريقة لسنين طويلة وحصدوا انجازات وكؤوس وألقاب بطولات وتسلّموا قيادة المنتخب الشبابي كمدربين طموحين ومنظمين وصارمين بقراراتهم كما يستطيعون خلق جواً عامّاً مليئاً بالتعاون، والأخذ بيد كل لاعب أقصى طاقته وإمكاناتهِ، وأفكارهم تتوافق إلى حدٍّ كبير مع إمكانيات اللاعب العراقي كونهم يمتازون بأساليب متنوّعة من مباراة إلى أخرى.
كل هذه الصفات والمؤهّلات جعلت منهم مدربين ناجحين للغاية، هذه السُمعة الطيّبة تعود أيضاً إلى المكانة الآسيويّة التي يحتلّها المنتخب العراقي وظهوره على الساحة الدولية آنذاك، ففي مداخلة عن مستوى المنتخبات من خلال حواراتنا الصحفيّة مع الكثير من المدرّبين تحدّثوا عن الماضي كما يُقال أن أكثر ما يمتاز به المنتخب العراقي هي الروح القتاليّة والانضباط واللياقة العالية والقوّة البدنيّة أما الآن فالوضع أصبح مختلفاً باتوا يدركون أن كرة القدم جميلة وسريعة ومثيرة ولا يعتمد بالدرجة الأولى على القوّة البدنية، بل على خطط وستراتيجيّات تزيد الأداء إثارة! وتلك المؤهّلات الكبيرة التي تمتّعوا بها بفضل دورات ومدارس تأهيل المدرّبين العالميين التي تحظى بإعجاب كبير.
اللافت للنظر أن أيّاً من المدربين العراقيين الذين ذكرناهم لم ينالوا فرصة ذهبيّة كالتي حصل عليها عماد غير أن ذلك لا يُقلّل إطلاقاً من شأنه وقدرته ومؤهلاته، بل أن السبب الرئيسي أنه بأمسّ الحاجة إلى دورات خارجية وقيادة فرق في الدوري، فحضوره وقيادة أحد الأندية في المستقبل القريب ضمن منافسات الدوري العراقي يُحسّن ويطوّر من فكره التدريبي ويُعزّز ما أكتسبهُ من خبرة المنتخبات كلاعب وهدّاف كبير.