بغداد /كريم محمد حسين من ساحة الوثبة و السوق العربي الى ساحة الرصافي والحواجز الكونكريتية تقطع انفاس المتسوقين فضلا عن فوضى تجاوزات المحال التجارية واصحاب البسطات الذين يعرضون بضاعتهم كيفما اتفق ، ناهيك عن الخدمات المفقودة
والتي يتحملها اصحاب المحال والامانة التي اهملت هذا الجانب لاسباب تراها ضرورية لكنها على حساب المواطن البغدادي وتجار المحافظات الذين يعانون المشاق في نقل بضائعهم التي يشترونها من هذا المكان الحيوي وذلك في عملية النقل بواسطة عربات حمالين، وهذه العملية تنطبق ايضا على تجار ضواحي بغداد لانها تكلفهم ضعف اجور النقل وخسارة الربح المزمع الحصول عليه،هذا من الناحية الاقتصادية اما من ناحية تقديم الخدمات فالعملية باتت صعبة وتشكل عبئا على الجميع ناهيك عن المنظر المزري الذي يشوه وجه بغداد حين تراها وكأنك تعيش في القرن التاسع عشر لولا بعض الملامح المنتمية الى قرننا الحالي . (المدى) تجولت في اسواق الشورجة واستطلعت بعض الآراء من مواطنين واصحاب محال وتجار من محافظات العراق . محمد شرهان تاجر من كربلاء يتحدث لاهثا بعد اجتياز ثلاثة حواجز للتفتيش مع بضاعته المحملة على عربة يدفعها صبي حمال ضاق ذرعا بالمضايقات والتفتيش الذي لا طائل منه سوى عرقلة عملية النقل وسط سوق يعج بالحواجز والبسطات والمتبضعين وحرارة عالية،ويتساءل محمد الى متى نبقى على هذه الحال وسط الفوضى واللامبالاة من الجميع ؟ معتقدا انه من السهل فتح ممرات خاصة بخروج ودخول العربات بعيدا عن الناس وحركتهم التي اختلطت مع عجلات عربات الحمالين، واكثر هؤلاء الحمالين لايتقيدون بضوابط السير بين المارة بل يعمدون في احيان كثيرة الى التسابق مع زملاء مهنتهم التي اصبحت هي المنقذ الوحيد من بحر الشارع المكتظ بكل شيء، اما دخول الازقة الفرعية التي تغص بالمحال التجارية فقد بات مستحيلا حيث لاتسع لدخول عربة صغيرة . وما عليك الا ان تنقل بضاعتك على مراحل وتوصلها الى الشارع الرئيس، هذا ان وجدتها عند عودتك ثانية كون المكان اصبح مصدرا مهما ومرتعا للنشالين الذين يسرقون الكحل من العين ويتبخرون في لحظات لتلتهمهم الازقة والشوارع الفرعية الضيقة . سالم شاكر مواطن من بغداد يقول : اتسوق ثلاث مرات في الاسبوع من الشورجة والسوق العربي واحب ارتياد هذا المكان منذ كنت صغيرا واحبه رغم هذا التشويه الحاصل فيه واقارنه يوميا مع حاله حين كان شارعا مهما ومحاله منظمة ووسائط النقل المختلفة تمر به، وكان شارع الجمهورية وزميله شارع الرشيد يخففون حمل بغداد ويفكون الاختناقات المرورية ولا اعرف متى يتخذ المسؤولون عن بغداد خطوة باتجاه تصحيح وضع هذه المنطقة وانقاذها من الاهمال وازالة الحواجز ووضع كاميرات على اسطح البنايات لمراقبة اي خرق وتهيئة رجال امن مدنيون في هذه الشوارع، وهذه الخطوات هي افضل من المدرعات والهمرات وجنود مدججين بالاسلحة ليكونوا اهدافا محتملة لكل من يريد ان يعبث بامن المواطن والمؤسسات. ويضيف شاكر اما من ناحية الازدحام والمضايقات فانها بقيت دون أي حل او تنظيم بل تراكمت الازمات وانتشرت الفوضى بينما الاجراءات المفروض اتخاذها قد تراخت وفي احيان كثيرة اختفت . الحاجة ام عضيد موظفة متقاعدة تقول : كنت موظفة في البنك المركزي والآن متقاعدة وتعودت المرور بهذا المكان منذ كنت صبية وبعدها في اثناء الوظيفة وما انفك ارتاد هذا المكان كونه اصبح ملازما لي واحبه واعتدت على صباحاته خصوصا عند المرور بالقرب من محل بن الضيافة الخاص ببيع القهوة البرازيلية ورائحتها التي احببتها كذلك محلات الخياطة والصاغة وعربات السمك والفواكه والطرشي انها منطقة تجبرك ان تتعلق بها ،لكنها الآن وللاسف اختلط بها كل شيء وضاعت هويتها وتشوهت اماكنها ومحالها وعمتها الفوضى من كل جانب ،فانتشرت النفايات في كل مكان وقضم الشارع من قبل الباعة الجوالين الذين لا يراعون صغيرا وكبيرا انما همهم الربح على حساب تاريخ المكان واهميته لدى كل العراقيين بل يعمدون الى المزيد من التشويه وامام اعين امانة بغداد، وفي احيان كثيرة يساهم بعض افراد الجيش والشرطة في هذه الفوضى ، وبات دخول وخروج هذا الشارع من الامور الصعبة لما تعتريه من حواجز ومطبات عشوائية كبيرة في كل شيء ، وتتمنى ام عضيد ان يلتفت المسؤولون الى هذا المكان ويسارعون لانقاذه واعادة الهيبة له مثلما فعلوا بشارع المتنبي الذي ليس ببعيد من هذا الشارع الشريان .سعد حمزة بائع سمك في شارع النهر يقف قبالة محل صياغة للصائغ نسيم تحدث عن المكان بحسرة وتذمر من الذي يحصل الآن، وانبرى سعد السماك قائلا: منذ كنت صغيرا و انا في هذا المكان حينما كنت اقف مع ابي لبيع السمك في هذا المكان واعتدت على الاهتمام بنظافة مكاني والاهتمام بزبائني وعند انتهاء عملي ظهرا احمل معي في العربة نفايتي التي هي غالبا احشاء السمك واضعها في مكب النفايات ومازلت مواضبا على ذلك كوني احترم المكان الذي فيه مصدر رزقي وعائلتي ويضيف السماك اتعجب من هذا الاهمال من قبل المسؤولين بهذا المكان التاريخي الجميل بل هو لب بغداد على حد قوله
الحواجز الكونكريتية تعيق تسوق المواطنين فـي الشورجة
نشر في: 18 يوليو, 2010: 10:07 م