TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > هواء فـي شبك ..(الصياح لمن يجي ابو الجبن)

هواء فـي شبك ..(الصياح لمن يجي ابو الجبن)

نشر في: 18 يوليو, 2010: 10:19 م

 عبدالله السكوتي يحكى ان ثعلباً تعود السطو على حانوت القرية ودار صاحبه فيسرق مايمكن سرقته كالدجاج وغيره، ومن جملة ماكان يسطو عليه الجبن الذي كان يعده صاحب الحانوت بمجبن خاص، وقد ازعجت هذه السرقات المتتالية الرجل، فعمد الى سد ثقوب جدران الحانوت جميعها،
فلم يمنع هذا الاجراء الثعلب من السطو، واخيرا نصب له فخا ووضع بجانبه جبنة كبيرة، وجاء الثعلب كعادته، ودخل الى الحانوت ثم نظر الى الجبنة الموضوعة فاوجس منها خيفة، فلم يتقدم للمجازفة بحياته، حيث فطن الى وجود مكيدة، فعاد من حيث اتى دون ان يأكل شيئا؛ واثناء تجواله التقى بأحد الثعالب، فشكا اليه الاخير قلة الزاد والجوع الذي اضر به، فتطوع ان يأخذه الى مكان يشبع فيه، واقتاده الى الحانوت واشار الى الجبنة المطروحة على الارض فهمّ الثعلب الى التهامها فاطبق الفخ على رجله، وصاح صيحة عظيمة، فقال له الثعلب الماكر: (الصياح مو هسّه، الصياح لمن يجي ابو الجبن).تتابع الزيارات التي يقوم بها مسؤولون من دول مجاورة للعراق واخرى بعيدة، بعد ان استعصى امر تشكيل الحكومة فارتأت بعض الكتل ان تغير مرشحيها علها تحظى بفرصة تاريخية تكون فيها قد اسهمت بفك عرى هذه المعضلة التي تنبىء بالكثير من المنغصات مستقبلا، وبين مادة اعلامية دسمة وضغط تمارسه على المسؤولين، تباينت آراء السياسيين بشأن هذه الزيارات فمنهم من يشكك بأن هذه الاطراف الدولية تريد ان تمارس ضغوطا على الكتل لحثها على تشكيل الحكومة وفق رؤية جاهزة يأتي بها مسؤول من هنا وآخر من هناك، في حين يذهب علماء في السياسة وسياسيون كبار الى ان نظم الحكم والسياسة والادارة، هي انعكاس لاوضاع وقيم وعادات وتقاليد اجتماعية مميزة لمجتمعاتها، ولااعتقد ان رجالا يتكلفون عناء السفر ليكونوا ناصحين وحسب، ولكن المحير في الامر ان العراق يقبع الان بين ايديولوجيتين لاتلتقيان مطلقا، وكل من هاتين الايديولوجيتين تحاول ان تضع هي سياسة العراق العامة، من حيث تطبعه بطابعها ليكون انموذجا آخر لانتصار ارادتها وخذلان وتقهقر الطرف الثاني، ومن ثم يبدأ اللعب على المكشوف، وتكون الحكومة المشكلة بارادة دولية خاضعة للحاضنة التي احتضنتها عندها سوف يدفع الشعب دون ان يدري لماذا ثمن التدخلات في هذه الفترة الحرجة، الان فقط علمت ان الامر من الصعوبة التي لاينفع معها تغيير المرشحين او شروط اطلاق المعتقلين، ان الامر اعقد من ذلك بكثير، وحتى لو سلمنا انه  سينتهي بالوصول الى مرشح تسوية جديد لرئاسة الوزراء، فلربما نبوء بغضب طرف آخر صاحب رأي وكلمة في عمليتنا الديمقراطية برمتها، عندها ستتفاقم المشاكل وتنعدم الخدمات  ليقول الطرف المؤثر هذا ماجنته ايديكم وعليكم تحمل تبعات اختياراتكم، وانا اعتقد ان الارجوحة ستستمر بين هاتين القوتين الى ان ينتهي الامر بمواجهة عسكرية يكون العراق ساحة من ساحاتها تحسم لاحد الطرفين، عندها وبعد ذلك سترى ديمقراطية العراق النور ونرى الاستقرار، وعدم خلق الجيوب التي يراد منها العبث بمقدرات الوطن وكي تكون معول هدم له لااداة بناء، كلنا ننتظر ماسيفعله ابو الجبن وعندها سيكون الصياح على اشده اذا اقتصر الامر على الصياح فقط ، لكن مانخشاه هو العصي الغليظة. نتمنى ان تكون الحكومة عراقية ومهما تكن علمانية أم دينية، المهم برأي عراقي ومشورة عراقية عربية كردية مسيحية مسلمة وشبكية وصابئية وتركمانية، ليبقى اللحن عراقيا ويعزفه ابناء الشعب الواحد، وكما قال الشاعر: (بيدك اجرح ايدك لو ردت تجرح   بيدك لابدين الغير، جرح الغير ماينصح ) .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

الأنواء الجوية: ارتفاع في درجات الحرارة الاسبوع الحالي

الكويت تنفي تدهور الحالة الصحية لسلمان الخالدي الذي تسلمته من العراق

ترامب: نريد 50% من ملكية تطبيق تيك توك

القوانين الجدلية على جدول أعمال البرلمان يوم غد الثلاثاء

هل أخطأ البرلمان بعدم حل نفسه مبكراً؟

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram