TOP

جريدة المدى > محليات > ارتفاع ملحوظ في الطلاق خلال العقد الأخير: عشرات آلاف الحالات سنوياً

ارتفاع ملحوظ في الطلاق خلال العقد الأخير: عشرات آلاف الحالات سنوياً

نشر في: 19 أكتوبر, 2022: 10:13 م

 بغداد/ المدى

ألقى تقرير فرنسي الضوء على الارتفاع الكبير بعدد حالات الطلاق في العراق، وتحدث عن أسباب بضمنها الزواج المبكر والصعوبات الاقتصادية والتدخل الأسري.

وذكر تقرير لوكالة فرانس برس تابعته (المدى)، أن "منال بعد عام واحد فقط من الزواج، انفصلت عن زوجها لأنّه لم يكن مستقلاً مادياً عن عائلته".

وتابع التقرير، أن "حالات الطلاق في العراق تزداد منذ عقد على الأقلّ، ويصدر القضاء سنوياً عشرات الآلاف من قرارات الطلاق".

وأشار، إلى أن "السلطات القضائية التي تقول إنها تعمل على الحدّ من حالات الطلاق، تنشر تقارير عديدة وإحصاءات عن الموضوع. أما الأسباب التي توردها لتزايد حالات الطلاق، فهي عديدة مثل الصعوبات الاقتصادية والتدخل الأسري، لكن أيضاً الزواج المبكر الذي تكون نتائجه كارثية، فضلاً عن الخيانة الزوجية التي تشجعها، وفق التقارير، شبكات التواصل الاجتماعي".

وتقول منال البالغة من العمر 33 عاماً والمطلّقة منذ ثماني سنوات، إن زوجها سابقا، وهو أيضاً ابن عمها، "كان يعمل في متجر والده لبيع أجهزة منزلية كهربائية". وتضيف "لم يكن مستقلاً مادياً، ما سبّب مشاكل عائلية".

وتضيف منال التي كانت ترغب في أن تعيش مع أسرتها وحدها وليس مع عائلة زوجها، إن طليقها "لم يكن قادراً على اتخاذ قرارات بمفرده".

وأكد التقرير، أن "منال التي تعمل في منظمة نسوية عراقية غير حكومية، اليوم، تعيش مع أهلها برفقة ابنها آدم البالغ من العمر تسع سنوات. ويلتقي الفتى والده من حين لآخر".

وزاد، أن "تقريراً نشر على موقع مجلس القضاء الأعلى العراقي، أظهر تسجيل أكثر من 73 ألف قضية طلاق خلال العام 2021 في العراق البالغ عدد سكانه 42 مليون نسمة، وهي حصيلة مماثلة لحصيلة العام 2018".

ويواصل التقرير، أن "الموقع القضائي أشار أنه خلال العقد الممتد بين 2004 و2014، انتهى زواج واحد من بين كل خمس زيجات بالطلاق. وسجل خلال الفترة نفسها 516 ألفاً و784 طلاقاً من بين 2,6 مليون زواج".

ونوه، إلى أن "دراسة نشرت في آذار2021 في المجلة الشهرية لمجلس القضاء الأعلى وأشارت إلى أن السكن المشترك مع أهل الزوج يؤدي في أحيان كثيرة إلى تدخل الأهل في حياة الزوجين بشكل سلبي".

وتحدث التقرير ايضاً، عن "اعتماد الزوج مادياً على أهله وصعوبة الحصول على فرص عمل، فضلاً عن الخيانة الزوجية بسبب الانترنت".

وعد، "الزواج المبكر سبباً رئيساً للطلاق، خلال العام 2020، سجّلت 1498 حالة طلاق لمراهقات لم يبلغن الـ 15 عاماً من العمر بعد. وفي العام الذي تلاه، سجلت 2594 حالة".

ونقل التقرير، عن "الموقع الإلكتروني لمجلس القضاء الأعلى في تقرير نشر عام 2019 أن أحد القضاة قال: سجّلت المحاكم تزايدا في حالات الطلاق، لا سيما خلال العقد الأخير".

وتحدّثت الناشطة النسوية في مجال حقوق الإنسان وتمكين المرأة منذ نحو 50 عاماً هناء أدور عن كون "الضغوط المالية على الأسرة من بين أبرز أسباب الطلاق".

وأضافت أدور، أن "تلك الضغوط تؤدي إلى عبء نفسي ومشاكل".

وأفاد التقرير، بأن "العراق لم يكن بمنأى عن تزايد حالات العنف الأسري خلال فترة تفشي جائحة كورونا، لكن أدور رحبت بالشجاعة المتزايدة لدى كثير من النساء العراقيات اللواتي يتخذن قرار الطلاق".

وأضافت أدور، التي تدير منظمة "شبكة النساء العراقيات" غير الحكومية، "هناك وعي بين النساء اللواتي يقلن لأنفسهن، إذا استمر العنف في حياتهن وحياة أطفالهن، فالطلاق أفضل".

واستدرك التقرير، أن "نظرة المجتمع العراقي المحافظ والأبوي إلى حدّ كبير، تميّز بين الرجل المطلق والمرأة المطلقة".

وتتحدث أدور عن المعايير المزدوجة التي يتمّ التعامل بها مع الطرفين، "فالنساء يجدن أنفسهنّ أمام معركة الحفاظ على حضانة أطفالهنّ، كما يتعرضن لـلتحرش والاستغلال الجنسي، فضلاً عن ضغوطات الأهل ومجتمع ما زال يؤمن بوصمة العار. كل ذلك يدفع عائلة المرأة المطلقة الى معارضتها خروج هذه الأخيرة من المنزل أو الحصول على وظيفة".

وتابعت، "أما الرجل، كل شيء مقبول منه اجتماعيا، يطلّق في يوم، ثم يتزوج في اليوم التالي".

وأكدت باحثة اجتماعية تعمل في إحدى محاكم بغداد، مفضلة عدم كشف اسمها، أن "الطلاق أصبح شيئاً أكثر شيوعاً مما كان عليه من قبل".

وكشفت الشابة البالغة من العمر 30 عاماً والمسؤولة عن دراسة طلبات الطلاق والعمل على معالجتها وإيجاد سبل للمصالحة، أنها تنجح "بمعالجة حوالى 10 بالمئة فقط من القضايا.. لوقف خطوة الطلاق".

وأكد التقرير، أن "هذه الباحثة التي تعمل منذ ثماني سنوات في هذا المجال أفادت بأنها خلال أيلول، قامت بدراسة 310 قضايا، مقابل 200 قضية في الشهر ذاته من العام الماضي".

وأردف التقرير، أن "منال على الرغم من التجربة التي خاضتها، فأنها لا تستبعد اليوم فكرة الزواج مرة أخرى، لكن شروطها تغيرت، إذ على زوج المستقبل تقبّل ابنها والتعايش مع ظروف عملها".

ومضى التقرير، إلى أن "منال تنصح الأجيال القادمة، خصوصا النساء، بتأمين الاستقلالية المادية وعدم الزواج بسنّ صغيرة، وتقول ينبغي الانتظار، لا يجب أن يكون الزواج الهدف في الحياة".

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

مقالات ذات صلة

تراجع مناسيب المياه يفاقم الأزمة في ذي قار.. وخشية على الخطة الزراعية
محليات

تراجع مناسيب المياه يفاقم الأزمة في ذي قار.. وخشية على الخطة الزراعية

 ذي قار / حسين العامل كشفت الحكومة المحلية في ذي قار عن تراجع مناسيب المياه في نهري الغراف والفرات وفقدان نحو 50 م³/ثانية من حصتها المائية، وفيما شددت على أهمية تأمين كامل الحصة...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram