ترجمة: حامد احمد
كشف تقرير دولي عن وصول عدد النازحين من مناطق الأهوار إلى أكثـر من 10 آلاف عائلة بسبب الجفاف، لافتاً إلى أن كل واحدة منها فقدت ما لا يقل عن 25% من حجم ماشيتها وجواميسها.
وذكر تقرير لموقعي (ذي ناشنال) (ريليف ويب) الاخباريين ترجمته (المدى)، أن "اهوار العراق التي لقبت في سفر العهد القديم على انها جنة عدن تتعرض الان لمخاطر جفاف لم يسبق لها مثيل وعلى نحو سريع".
وأضاف التقرير، أن "ذلك تسبب وفقاً لإحصائية حديثة لمنظمة دولية بدفع أكثر من عشرة آلاف عائلة في وسط وجنوبي العراق للنزوح بحثاً عن مصدر رزق بعد ان تركوا مزارعهم ومراعيهم".
وأشار، إلى انه "تقدم ناشطون بمناشدات لإنقاذ الاهوار ومطالبة بلدان الجوار بإطلاق حصص العراق المائية".
ويقول جاسم الاسدي، ناشط في مجال البيئة ومدير منظمة طبيعة العراق غير الحكومية، إن "الصورة قاتمة، سكان الاهوار يصارعون الوضع بمرارة ويعيشون تحت خط الفقر."
وبين التقرير، أن "المسطحات المائية للأهوار كانت خلال حقبة السبعينيات تمتد لمساحة قدرها 9 آلاف و650 كم مربع، وتتوسع تلك المساحة لتصل الى 20 ألف كم مربع اثناء الفيضانات ومواسم الامطار الغزيرة".
ونوه، إلى أن "منطقة الاهوار، منذ ذلك الحين، تعرضت لأضرار كبيرة جراء توسع المساحات الأرضية للزراعة والتنقيبات النفطية فضلاً عن حروب متواصلة وحملة تجفيف ابان حكم النظام السابق في مرحلة الثمانينيات، وبحلول العام 2002 تقلصت مساحة المسطحات المائية للأهوار الى 760 كم مربع فقط".
وتحدث التقرير، عن "جهود بذلت، بعد سقوط النظام السابق لعام 2003؛ لاستعادة الاهوار واحياء المنطقة على نحو تدريجي من خلال إزالة الحواجز والسدود التي وضعت سابقا لتجفيفها مما سمح ذلك بتدفق المياه لها".
وأكد، أن "منطقة الأهوار، وبحلول العام 2005، استعادت 40% من مساحتها الاصلية وعادت النباتات للنمو من جديد مع عودة سكان الاهوار اليها وانتعاش تربية المواشي وصيد الأسماك".
وشدد التقرير، على أن "الأهوار، وفي العام 2016، أدرجت في لائحة منظمة اليونسكو للتراث العالمي لتنوعها البيئي وتاريخها القديم". وذكر الأسدي، ان "الأهوار تمر في الوقت الحالي بأسوأ أيامها مع تدني نسبة المساحة المغمورة بالمياه الى اقل من 8% عن نسبتها في العام 2005".
وأوضح التقرير، أن "تركيا في السنوات الأخيرة تجاهلت مناشدات ودعوات لإيقاف تشييد شبكة سدود ضخمة على منابع نهري دجلة والفرات، مسببّة بذلك تدنٍ كبيرٍ بمناسيب المياه المتدفقة للعراق".
وزاد، أن "إيران قامت بتحويل مسار جريان معظم الروافد والانهر العابرة للحدود مع العراق لتصب في أراضيها فقط".
من جانبه، يقول أياد الاسدي، ناشط بيئي آخر، إن "الوضع مأساوي، أشعر بالحزن والالم كلما ادخل للأهوار." وبحسب تقرير لمنظمة الهجرة الدولية، فأن "محافظات جنوبي ووسط العراق شهدت حتى منتصف الشهر الماضي نزوح 10 الاف و464 عائلة، بسبب الجفاف بواقع 62 ألف و784 شخصاً وتصدرت مناطق الاهوار في محافظتي الناصرية وميسان العدد الأكبر من النازحين".
وتابع التقرير، ان "3 آلاف و387 عائلة نزحت من مناطق الاهوار في ذي قار، وتلتها ميسان بواقع الفين و912 عائلة ثم القادسية بواقع ألف و438 عائلة والمثنى بواقع ألف 131 عائلة".
وأشار، إلى أن "عوامل جفاف في مناطق الاهوار وتصحر أراضي زراعية وزيادة نسبة الملوحة في مياه أنهر وروافد مهمة، هي عوامل تستمر بتبعاتها المدمرة على قطاع الزراعة مع عدم تمكن الكثير من العوائل القروية والزراعية ضمان مصدر عيش دائمي لهم في المناطق الريفية والاهوار".
وأكد التقرير، "انخفاض صادرات منطقة الجبايش، مركز الأهوار في ذي قار، اليومية من الأسماك من 80 و100 طن مع بداية هذا العام الى اقل من ثمانية أطنان الان".
وأردف، أن "كل عائلة فقدت ما لا يقل عن 25% من حجم ماشيتها وجواميسها اما من خلال بيعها لتلبية احتياجاتهم او تعرضها للموت بسبب قلة الاعلاف ورداءة نوعية المياه"، موضحاً أن "750 رأس جاموس نفق في منطقة الجبايش لوحدها الشهر الماضي".
وتابع التقرير، أن "سكان الاهوار ونشطاءهم أطلقوا مؤخراً، بعد شعورهم بإهمال الحكومة لهم، الحملة الوطنية لإنقاذ الاهوار".
ونوه، إلى "تجمع العشرات السبت الماضي بوقفة احتجاجية في منطقة يابسة من مناطق الاهوار وهم يحملون لافتات منادين بحصصهم العادلة من المياه ودعم سكان الاهوار مالياً".
ومضى التقرير، إلى أن "سكان الأهوار دعوا لاتخاذ إجراءات عاجلة مثل إطلاق مزيد من المياه من مستودعات السدود وتوسيع القنوات المائية الحالية وتخصيص مبالغ لمساعدة سكان الاهوار وتوفير الدعم لهم، مع إقامة وقفة احتجاجية أخرى مخطط لها ان تكون في بغداد الشهر القادم".
عن: موقعي (ذي ناشنال) و(ريليف ويب)