المدى/ مهدي الساعدي
تشهد اجواء مدينة العمارة واقضية ونواحي محافظة ميسان اجواء دخانية كثيفة ورائحة حرق تشبه الى حد كبير الناتجة عن حرق مخلفات القصب ولاسيما عندما تكون الرياح شرقية او جنوبية مما تسبب بمشاكل صحية للذين يعانون من امراض الربو والتحسس والامراض الجهاز التنفسي الاخرى.
حمل تطبيق المدى:
https://almadapaper.net/app.html
اشتراك في قناة تلغرام:
ونتيجة لتكرار تلك الظاهرة تقدم العديد من ابناء المحافظة بالشكوى عبر مواقع التواصل لأجل ايصال صوتهم للجهات المعنية، حيث قال المدون سعد رحيم لـ (المدى) "منذ اكثر من شهر تتعرض اجواء محافظة ميسان الى موجات دخان بشكل كثيف ومخيف خصوصا عندما تكون الرياح شرقية ولا نعرف المصدر "، مبينا أن "كثافة الدخان تبدأ بشكل يومي من الساعة 12 ليلا وصولا الى مطلع فجر اليوم الذي يليه، مما يؤثر على أصحاب الأمراض المزمنة والذين يعانون من مشاكل بالجهاز التنفسي".
وطالب رحيم "الجهات المعنية في المحافظة ببيان الاسباب الرئيسة التي ادت لذلك"، مضيفا "كما ندعو الجهات ذات العلاقة في المحافظة لمعرفة الاسباب الحقيقية وراء انتشار الدخان والملوثات واعلانها بمؤتمر صحافي امام وسائل الاعلام كون الموضوع ذات مساس مباشر بحياة ابناء المحافظة".
من جانب متصل بينت مصادر مطلعة في دائرة الصحة لم تفصح عن اسمها لـ(المدى): " تلقي مستشفيات المحافظة العشرات من حالات الاصابة بالاختناق جراء الدخان الذي يغطي الاجواء بشكل يومي".
وافادت المصادر "باستقبال مستشفيات المحافظة العشرات من الحالات من الذين يعانون من التحسس والنوبات التنفسية، فضلا عن حالات متوسطة لمرضى الربو جراء الاختناق وضيف التنفس بسبب الدخان الذي يغطي اجواء المحافظة وتم معالجة الجميع ولم تسجل حالة وفاة".
وتباينت اراء المختصين والمتابعين بشأن مصادر الدخان الذي اصبح هاجس قلق لأبناء المحافظة، وقال المختص بالشأن البيئي في المحافظة علي حسين لـ(المدى) "ينتج الدخان من مخلفات الاحتراق في ابار النفط وباقي المصانع مع وصول انتاج المحافظة النفطي الى 500 الف برميل يوميا".
وذهب آخرون الى ان "مصدر ذلك الدخان هو انبعاث غازات من باطن الارض بسبب جفاف الاهوار في المحافظة ولا توجد حلول الا بتوفر المياه وغمرها للمساحات الجافة". بحسب مسؤولين في مديرية بيئة ميسان.
دائرة حماية وتحسين البيئة في المنطقة الجنوبية اوعزت الى مديرية بيئة ميسان وبحسب كتابها الرسمي الصادر بتاريخ (24 من تشرين الاول2022) بإجراء الكشف اللازم عن ظاهرة الدخان المتصاعد.
واشار الكتاب الذي اطلعت عليه (المدى) الى "اجراء الكشف البيئي اللازم من قبل الفرق المختصة وبالسرعة الممكنة واعلامنا اجراءاتكم وبتقرير مفصل واتخاذ الاجراءات القانونية بحق المقصرين".
ويأتي ايعاز الدائرة بسبب الشكاوى التي تلقتها من مناطق المركز واقضية ونواحي المحافظة بسبب تكرار ظاهرة تصاعد الدخان وبشكل يومي ولفترات طويلة مما يؤدي الى تلوث البيئة وبشكل كبير.
حرق قصب الاهوار
حرق قصب الاهوار الجافة كان له تأثير كبير في انتشار الدخان ويبين تقصي قامت به (المدى) لتلك الآثار أن حرق القصب من الاسباب الرئيسة لأنتشار الدخان ولاسيما بعد حرق مساحات كبيرة من الاراضي التي تحتوي القصب الجاف.
مصطفى هاشم احد ابناء الاهوار اوضح في حديثه لـ(المدى) أن "اهالي الاهوار يعمدون بوقت الجفاف الى حرق القصب اليابس للتخلص من آثاره من اجل فسح المجال للنباتات الجديدة للنمو واستخدامها لغرض علف المواشي ولهذا الغرض تم حرق عشرات الكيلومترات من الاراضي التي تحتوي على القصب اليابس".
حميد فاضل يقول لـ(المدى): "تبقى الياف القصب تحتفظ بجمر الاحتراق ولاسيما المدفونة والمختبئة بين تشققات الارض وعند هبوب الرياح تشتعل النار مجددا مكونة دخانا كثيفا يتجه مع حركة الرياح".
ولعب اتجاه حركة الرياح دورا كبيرا في نشر الدخان الى اماكن بعيدة تصل الى مناطق شمالي البصرة والعمارة.