ترجمة:عدوية الهلالي
في الحادي عشر من شهر تشرين الاول الجاري، تلقى تيم بيرتون، أستاذ الخيال والشعر، جائزة لوميير المرموقة لعام 2022 في مهرجان ليون، وهي الجائزة التي تأسست عام 2009،
وجرى الترحيب بجميع اعمال بيرتون، لمكافأة المخرج الذي يتمتع بخيال جامح وعالم متفرد على حياته المهنية بأكملها وأفلامه الشهيرة، ومنها باتمان (1989)،إدوارد ذو الأيدي المقصات (1990)،السمكة الكبيرة (2003) أو تشارلي ومصنع الشوكولاتة (2005)، كما تم جمع الأشياء المهمة في أفلامه في متحف السينما والمنمنمات في ليون.
وقبل ساعات قليلة من الحفل، تحدث بيرتون مع جمهوره عن سينماه ومشاريعه القادمة، فبعد فرانسيس فورد كوبولا، والأخوين داردين والمخرجة جين كامبيون، جاء دور المخرج الناجح، تيم بيرتون، لنيل جائزة لوميير الرابعة عشرة لعام 2022..ورد المخرج البالغ من العمر 64 عامًا على أسئلة جمهوره، وعلى وجه الخصوص مادار منها حول مشاريعه المستقبلية،وأهمها مسلسل (ابنة عائلة آدامز) الذي سيعرض على نيتفلكس مطلع الشهر المقبل..
كان تيم بيرتون قد انجذب إلى الظلام والرعب والموت، واستطاع، على الرغم من كونه المروع، أن يغري جمهورًا عريضًا، من الصغار والكبار اذ تكشف أفلامه عن جمال معين في وحوشه ذات الوجوه المشوهة. يقول: "الوحوش جزء من عملي تمامًا. فعندما كنت صغيرا، شاهدت الكثير من أفلام الرعب واعتدت على مشاهدة الوحوش،فهم لا يخيفونني "..
عندما كان شابًا،عبر عن نفسه من خلال خياله، وفضل الرسم على الكلمات.واليوم، لم يتغير شيء حقًا ضمن عالمه الرائع والمرعب،يقول: "لقد ألهمني تدريبي في الرسوم المتحركة كثيرًا. إنها طريقة خاصة للغاية في التفكير ورؤية الأشياء، فعليك أن تعبر عن نفسك بطريقة بصرية للغاية. وهذا هو السبب في أنني أعتقد أن كل عملي متماسك "..
ويرى المخرج أن نيتفلكس اليوم "هو استوديو مثل أي استوديو آخر"، وأن هوليوود دائمًا ماتستقبل اصواتا جديدة. من ناحية أخرى، يقول إنه فهم في وقت اخراج فيلم (دامبو) أن عمله ربما انتهى مع ديزني ومع الاستوديو الذي بدأ فيه رسامًا للرسوم المتحركة، يقول: " أدركت أنني مثل دامبو، كنت أعمل في سيرك كبيروكنت بحاجة للهروب منه ".
في السنوات الأخيرة، ابتعد بورتون عن عمله بعد فيلمه الأخير (دامبو)عام 2019، يقول: "كان الوباء لحظة انتقالية بالنسبة للسينما،اذ تحولت جميع الاستوديوهات نحو المنصات، ولم يعرف أحد تمامًا إلى أين يتجه، ولكن بعد الوباء،أدركت أن السينما لاتزال مهمة، وأنها ستكون موجودة دائمًا، وانها شكل فني يتجاوز كل شيء "، وأضاف:"أنا متفائل جدا بالنسبة للسينما فهي الفن الذي يربط بين الناس، والفيلم التالي الذي سأقوم به، أريد أن يكون له معنى مهما حقًا بالنسبة لي، لذلك سأستغرق وقتي، لكني سأعود "..
خلال 35 عامًا من حياته المهنية، صنع تيم بيرتون لنفسه مكانًا في سينما هوليوود، مع عالمه المرئي الرقيق والمظلم في نفس الوقت، من (باتمان) إلى (بيتلجويس)عبر (السمكة الكبيرة)، و(سليبي هولو).
وتعرض في متحف السينما والمنمنمات في ليون، قطع أيقونية وشهادات ثمينة لاعمال بورتون الشخصية. فهي تمثل الآن جزءا من الثقافة الشعبية. وقد تم تلخيص جميع أعمال تيم بيرتون الفنية في حوالي ستين نموذجًا من أزياءأوإكسسوارات، مثل القفاز الأصلي في فيلم (إدوارد ذو الأيدي المقصات)والذي كان من المطاط ولم يصب جوني ديب وقتها بالأذى..