علي حسين أتابع بشغف العمود اليومي للزميل احمد المهنا في صحيفة العالم كونه يلامس الكثير من قضايانا الجوهرية، بالأمس تحدث (ابو زيد) عن اسماء عراقية تبهج النفس وتجعل من العراق حقيقة شامخة على حد قولة، قائمة من الأسماء تذكرها زميلنا العزيز وبالتأكيد هناك قائمة اطول تضم خلاصة فكر وفن وروح العراق،
هؤلاء الكبار بتجاربهم العظيمة فى فك رموز قوة العراق واستخلاص أفضل النتائج منها،فى سنوات حشد الهمم والتضحية والاعتزاز بالكرامة والولاء للوطن.. هؤلاء الكبار الذين ربما لا يعرف الجيل الجديد حتى أسماءهم جيدا.. ولايتذكر البعض وجوههم، يطلون علينا كلما تعرض البلد الى محن واهوال كىيذكرونا بأننا نستطيع أن نتكاتف ونهزم مشاكلنا حتى ولو بدت تافهة، كمشكلة اللامبالاة التي زحفت على نفوس العديد منا، أو بدت مستعصية كمشكلة تشكيل الحكومةأو مشكلة تدهور مستوى التعليم والصحة والخدمات العامة. كلها مشاكل تراكمت علينا..وأصبحنا نحوم حولها.. نتكلم.. نتعارك.. ونتاجر فيها ويكسب البعض منها ثروات طائلة..بينما تعانى الأغلبية من الإهمال والفساد والرشوة.. هذه المشاكل كبيرها وصغيرها.. نملك نحن حلولها. الحل فى أيدينا نحن..لو تجمعت الهمم من جديد.. واستيقظت بداخلنا روح التحدى.هذه أعظم دروس تاريخ العراق وخلاصة تجارب علي الوردي والجواهري وابراهيم كبة ونزيهة الدليمي وعبد الجبار عبد الله والكرملي وآخرين. لقد استغرقتنا فى برامج(الردح السياسي) واصبحنا نشاهد وجوها غابت عنها ملامح الطيبة والتسامح والاهم المعرفة، وجوها تدعي بطولات زائفة واكاذيب ملونة، حفظنا أصواتهم ووجوههم.. وضجرنا من تكرار أحاديثهم..وآن الاوان ان ندير المؤشر صوب بناة العراق الحقيقيين،..ونسألهم كيف يمكن الخروج من المأزق الحالي؟ استعادة رموز العراق مهمة وطنية على الجميع المساهمة فيها واولهم الدولة التي عليها ان تجند جزءاً من إمكانياتها لهذه المهمة ببرامج لا تخضع للمناسبات والمجاملات..وإنما تخضع لخطة مدروسة بذكاء وفن،إننا نحتاج إلى تعبئة معنوية تنشلنا من حالات الإحباط واليأس..وهو الدور الذىيجب أن تلعبه اجهزة الدولة ومنظمات المجتمع المدني،بدون تهليل كاذب أو تمجيد فج. أليس غريبا..أن ننجح فى الترويج لاحزاب سياسية طارئة وكاذبة..ونفشل في الترويج لثقافة عراقية وطنية؟
العمود الثامن ..روح العراق
نشر في: 19 يوليو, 2010: 07:10 م