بابل/ جليل الغزي
الشتاء يطرق أبواب مدينة الحلة ليرفع مستوى الخوف لدى المواطنين في غالبية المناطق التي تعاني من نقص في شبكات الصرف الصحي وتصريف مياه الأمطار،
خاصة وان الكثير من المناطق في المدينة تتعرض للغرق بسبب انعدام خدمات المجاري وطفح مياه المبازل التي تمر وسط الأحياء السكنية.
ويقول الأهالي في مدينة الحلة إلى (المدى) إن غالبية المناطق تتعرض إلى الغرق بسبب مياه الأمطار خاصة وأن الانواء الجوية تحدثت عن احتمال هطول أمطار غزيرة هذا الشتاء ما يعني أن غالبية المناطق مهددة بالغرق.
وشكا الأهالي بالدرجة الأساس من المبازل التي تمر وسط الأحياء السكنية وأكدوا أن "المبازل تشكل مصدر خطر على المنازل القريبة منها بسبب تحولها إلى مكبات للنفايات إضافة إلى أنها تهدد حياة الأطفال بعد أن سجلت غرق طفلين بعمر ثلاث سنوات".
السيد حميد الياسري (٥٥) عاما في منطقة الحي العسكري أكد أن "طفلين من أبناء المنطقة بعمر 3 سنوات تعرضوا للغرق في أحد المبازل التي تمر وسط المنطقة خاصةً وأنها تحتوي على مياه ثقيلة لها تأثيرات بيئية خطيرة".
حيدر كريم (٤٥) عاماً مختار منطقة الاكرمين وسط المدينة أشار في حديث مع (المدى) الى أن "الكثير من العائلات اضطرت لبيع منازلها هرباً من سوء الخدمات وتكرار غرق منازلهم في موسم الشتاء خاصة وأن الحكومة المحلية عاجزة عن إيجاد الحلول المناسبة لتفادي أزمة الشتاء سوى بالاعتماد على المبازل والتي غالباً ما تسبب المشاكل للمنازل".
وهو ما أكده المواطن أحمد العميدي (٤٥) عاما قائلا إنه "اضطر بالفعل إلى بيع منزله وبسعر أقل من السعر الذي يستحقه ليتخلص من أزمة الأمطار خلال الشتاء وينتقل في منطقة مشمولة بخدمات الصرف الصحي والتبليط"، لافتاً إلى أنه في منطقته السابقة حي المهندسين تتوقف الحياة تماماً بمجرد هطول الأمطار وتبقى العائلات على أمل أن تأتي السيارات الحوضية لسحب المياه وهذا غالباً ما يأخذ أكثر من يومين.
وتؤكد مديرية المجاري في بابل أن نسبة المناطق المخدومة بشبكات الصرف الصحي لا تتجاوز الـ 6% فقط بينما تقدر نسبة الخدمة لشبكات تصريف مياه الأمطار بـ 12% فقط.
ويقول مدير مجاري بابل عقيل الحمداني لـ(المدى) إن "غالبية المناطق غير المخدومة تبقى في دائرة الخطر ويمكن أن تتعرض للغرق خلال موسم الشتاء المقبل في ظل التحذيرات التي تحدثت عنها الانواء الجوية بشأن احتمال هطول أمطار غزيرة هذا الموسم".
وأشار إلى أن "مديرية المجاري تعتمد على المبازل داخل المناطق السكنية في التخفيف من أزمة الأمطار ولا يمكن ردمها في الوقت الحالي خاصة داخل المناطق غير المخدومة بشبكات الصرف الصحي بل إنها عملت على تنظيف هذه المبازل وفق خطة تنفذها المديرية قبل حلول فصل الشتاء".
واضاف الحمداني أن "الكوادر الفنية لمديرية المجاري نفذت حملة واسعة قبل شهر تحديداً لصيانة جميع الشبكات وادامتها وتبديل الأغطية المتهالكة استعدادا لموسم الشتاء".
وكان محافظ بابل علي وعد علاوي قد ذكر في مؤتمر صحفي في اثناء تسلمه مهامه نهاية أيار الماضي، أن "الإدارة المحلية أمامها مهمة كبير في خدمة المحافظة وليست بالصعبة في حال تكاتف جميع الجهود".
وأشار علاوي، إلى أن "ملف الاستثمار شائك، لكن سنعمل على جلب الشركات الاستثمارية للمحافظة".
وأكد أن "التغيير قادم في دوائر الدولة، وسنعتمد على تقييم الأداء"، نافياً "تقديم تنازلات للحصول على منصب محافظ بابل".
وتعد بابل من المحافظات التي تعاني من نقص كبير في تقديم الخدمات إلى المواطنين، وتشهد باستمرار خروج تظاهرات للمطالبة بتحسين الواقع الحياتي والمعيشي، فيما يشير مراقبون إلى أن الفساد أحد أسباب هذا التراجع أسوة بباقي مدن العراق.