اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > جملة مفيدة: بالمناسبة.. مطلوب قليل من الحياء

جملة مفيدة: بالمناسبة.. مطلوب قليل من الحياء

نشر في: 29 أكتوبر, 2022: 11:41 م

 عبدالمنعم الأعسم

يمكن ان نفهم اندفاع اشخاص من انصاف الموهوبين، وبعض الفاشلين منهم بالحياة، الى طلب الشهرة، والظهور كمتفوقين وابطال في مجالات مختلفة باستخدام وسائل ملتوية، او لا أخلاقية، او من خلال مغامرات صبيانية، او اللجوء الى انتحال صفة وهوية شخصيات شهيرة، او السطو على اعمال ومنجزات مسجلة بأسماء لامعة وتسويقها باعتبارها لهم،

والغريب ان البعض من هؤلاء المغمورين نالوا الشهرة في ظروف انحطاط معروفة، والاغرب انهم نالوا شهادات وجوائز وحظوات ذات شأن، والى ذلك تزدحم اقنية المعلومات والاخبار بفضائح دورية عن شبهات ومطاعن تحوم حول سلامة اختيار اسماء المشاهير ولا حيادية ونزاهة الجهات المعلنة عنهم.. وإلا كيف يمكن ان نصدق، مثلا، بان امير قطر السابق حمد بن خليفة جاء في المرتبة السابعة من قائمة زعماء العالم «المؤثرين بالأحداث ومصائر الشعوب» ثم يليه في القائمة رجب طيب اردوغان ثم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بل ان الامير القطري يسبق الرئيس الصيني «تشي جين بينغ» بخمس نقاط؟.

هذه الفضيحة سجلت وقتها (قبل حوالي عقد من السنين) باسم كلية «ويلدنبرغ» الدولية وعلى لسان المسؤول في الكلية آنذاك محمد محمود الجمسي الذي كان يحمل (انتباه) الالقاب التالية: المدير الاقليمي لكلية ولدنبرج الدولية. الامين العام المساعد للمجلس الدولي لحقوق الانسان. سفير البعثة الدولية لإحياء السلام العالمي، ولم تكن تلك سوى عملية تلفيق واحدة لإنتاج مشاهير، او دس اسماء في حشوة المشاهير لا شك انها مدفوعة الثمن، وقد أدت فيما ادت اليه، الى سقوط سمعة هيئات محترمة، مثل لجنة جائزة نوبل، في وحل الطعون بسلامة الاعتبارات والمعايير التي تعتمدها، كما اصبحت تلك السوابق المخزية نفسها مفتاحا لأعمال النصب بالنسبة لمهووسين بالشهرة، على نطاق واسع.

وفي حينها أجرت الشهرية الفكرية البريطانية «بروسبكت» استفتاء حول أفضل مثقف في العالم، وكانت المفاجأة أن الذي فاز بالمرتبة الأولي هو التركي «فتح الله غول» الذي اعترف رئيس تحرير المجلة أنه لم يكن قد سمع باسمه من قبل، لكن ينبغي هنا الاستدراك لنشير الى ادباء ومفكرين حقيقيين رفضوا استلام جوائز والقاب كبيرة وموضع تنافس المشاهير، فقد امتنع «برنارد شو» عن قبول جائزة نوبل لأنه كما قال «لم اجد فيها ما يزيدني قدرا» فيما رفض الكاتب الانجليزي الشهير توماس كارليل مطلع القرن الماضي ترشيحه الى لقب «لورد» من قبل رئيس الوزراء دزرائيلي قائلا.. «سامحوني لا قبل لي على تحمل هذه المطرقة».

حب الشهرة والسعي اليها عبر الاستفتاءات المفبركة والصفقات والرشى يتحول في بعض الاحيان الى نوع من الشعوذة او النصب، إذ نطالع على صفحات الشبكة العنكبوتية اسماء لأشخاص مجهولين يحملون القابا «ثقيلة» لا احد يعرف من اين حصلوا عليها، وظنهم ان الالقاب ترفع من شأنهم، شأنهم في ذلك شأن الذين يزدحمون على ابواب المسؤولين الجدد في محاولة مُذلة للحصول على فرصة ظهور على المسرح.. بدون رادعِ استحياء، ولا قطرة حياء.

استدراك:

«»سأل أحد الخلفاء الراشدين رجلا عن شيء، فقال، انت يا امير المؤمنين خير مني وأعلمُ. فغضب الخليفة وقال: إني لم آمرك ان تزكيني».

الغزالي- إحياء علوم الدين.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

تعديل قانون الأحوال الشخصية دعوة لمغادرة الهوية الوطنية

العمودالثامن: إنهم يصفقون !!

قناطر: من وصايا أبي المحن البصري

العمودالثامن: نائب ونائم !!

السيستاني والقوائم الانتخابية.. ردٌ على افتراء

العمودالثامن: إضحك مع الدولة العميقة

 علي حسين تهلّ علينا النائبة عالية نصيف كلَّ يوم من خلال مواقع التواصل الاجتماعي والصحف والفضائيات، ويتعاطى العراقيون جرعاتٍ مسكنةً من التصريحات التي يطلقها بعض النواب، حيث يظهرون بالصورة والصوت ليعلوان أن المحاصصة...
علي حسين

كلاكيت: عشرة أعوام على رحيل رينيه

 علاء المفرجي في الذكرى العاشرة لرحيل شاهد عصر الموجة الفرنسية الجديد، التيار الذي شكّل حدثاُ مفصلياً في تاريخ السينما ألان رينيه الفرنسي الذي فرض حضوره القوي في المشهد السينمائي بقوة خلال تسعة عقود...
علاء المفرجي

نحو هندسة للتوافق التنموي

ثامر الهيمص وليكن نظرك في عمارة الارض، ابلغ من نظرك في استجلاب الخراج، لان ذلك لا يدرك الا بالعمارة، ومن طلب الخراج بغير عمارة اخرب البلاد، واهلك العباد ولم يستقم امره الا قليلا. في...
ثامر الهيمص

ضجة التّماثيل.. كَوديا بعد المنصور!

رشيد الخيون أقام ديوان الكوفة بلندن(1993) أسبوعاً عنوانه "التُّراث الحي في حضارة وادي الرّافدين"، ففاجأنا دكتور بعلم الأحياء، معترضاً على إحياء "الأصنام"، وبينها كَوديا. لم نأخذه على محمل الجد، حتى كسرت "طالبان" تمثالي بوذا(مارس2001)،...
رشيد الخيون
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram