TOP

جريدة المدى > سياسية > ذوو ضحايا قصف هولندي على الحويجة يشكون عدم تعويضهم

ذوو ضحايا قصف هولندي على الحويجة يشكون عدم تعويضهم

نشر في: 30 أكتوبر, 2022: 11:19 م

 ترجمة: حامد احمد

يشكو ذوو ضحايا قصف هولندي بالخطأ على مدينة الحويجة من عدم تعويضهم، ويؤكد تقرير أميركي أن الخسائر المادية لهذا الهجوم الذي وقع في حزيران من عام 2015 تقدر بـ 11 مليون دولار.

وذكر تقرير لموقع (ذي انترسيبت) الاخباري الأميركي ترجمته (المدى)، أن "خمسة أطفال بينما كانوا يلعبون في ساحة دارهم في بلدة الحويجة التابعة لمحافظة كركوك في الأول من حزيران 2015 والتي كانت واقعة تحت سيطرة داعش الإرهابي في ذلك التاريخ، سمعت والدتهم، اشواق عبد الكريم، في ليل ذلك اليوم هدير طائرة مقاتلة قادمة تنذر بتنفيذ غارة جوية".

وأضاف التقرير، أن "طائرة (اف- 16) كانت لسلاح الجو الهولندي القت قنبلة استهدفت فيها مصنع سيارات مفخخة لتنظيم داعش وسط حي سكني كان يحوي على 18 ألف كغم من مواد متفجرة".

وأشار، إلى أن "الجهات المسؤولة في التحالف الدولي عن تنفيذ الغارة لم تضع في حسبانها الخسائر البشرية التي قد تحدث بين المدنيين في المناطق السكنية المجاورة جراء الانفجارات الثانوية التي ستولدها المواد المتفجرة في المصنع".

ولفت التقرير، إلى أن "القنبلة التي ضربت مصنع السيارات المفخخة حولت ظلام الليل في الحويجة في ذلك اليوم من عام 2015 الى نهار بسبب الانفجارات".

ونوه، إلى أن "أهالي الحويجة ظنوا بأنهم تعرضوا لضربة نووية، الأرض اهتزت تحت اقدامهم وتطايرت الشظايا في كل مكان مسببة وقوع قتلى وانهيار مباني وتحولها الى ركام وتحول لون السماء الى الأصفر بسبب احتراق مواد كيمياوية". وزاد التقرير، "استنادا لتقرير منظمة الرصد الهولندية (باكس)، فان أهالي كركوك الذين يبعدون 50 كم عن موقع الحادث في الحويجة ذكروا بأنهم شعروا باهتزاز الأرض في وقتها".

وبين، أن "بيت اشواق اهتز وتحطم زجاج النوافذ وتساقطت احجار المبنى على الأرض، الضغط والعصف وارتفاع درجات الحرارة تسبب بانفجار خزان وقود سيارة العائلة وانفجارها مما تسبب بهلع الأطفال وتعرض الطفل، عمر 4 سنوات، للنيران واحترق وجهه ورأسه كعود ثقاب".

ويقول أحمد عبد الله الجميلي، والد الطفل عمر، "اتخيل منظر ابني يركض وهو يحترق"، وأوضح التقرير أن "الجميلي ظن هو وزوجته ان ابنهم سيموت، وهرع الوالدان بالطفل لأقرب مستشفى بسيارة جارهم وكانوا بالكاد يتفقدون طريقهم لان الشوارع كان يغمرها ضباب دخان المواد الكيمياوية التي كانت تحترق في المصنع".

وأورد التقرير، أن "الانفجار تسبب بمقتل 85 شخصاً على الأقل"، متابعاً أن "الرقم الفعلي قد يكون اعلى بكثير".

ولفت، إلى أن "وزيرة الدفاع الهولندية في حينها، جينين بلاسخارت، وبعد أسبوعين من تنفيذ الضربة، تلقت تقريراً سرياً من القيادة المركزية للقوات الأميركية قدر فيه سقوط 70 قتيلاً مدنياً كتخمين اولي للخسائر البشرية".

ونوه التقرير، إلى أن "وزارة الدفاع الهولندية قدمت في حينها وتحت ضغوط من البرلمان الهولندي تعويضا قدره 4.4 مليون يورو". وأكد، أن "قسماً من المبلغ تم دفعه لبرنامج التنمية للأمم المتحدة بواقع مليون و757 ألف و546 دولارا".

ويواصل التقرير، أن "القسم الآخر البالغ 3 مليون و604 آلاف دولار تم دفعه إلى منظمة الهجرة الدولية؛ لتنفيذ مشاريع متعلقة بالكهرباء والماء وتوفير فرص عمل، ولكن دون ان يحصل المتضررون من المدنيين على أي تعويض مالي من هذا المبلغ".

وشدد، على أن "منظمة الرصد الهولندية (باكس) أجرت في فترة قريبة، تقريراً استقصائياً في الحويجة لتبعات ذلك التفجير وقدرت قيمة خسائر الممتلكات الشخصية من بيوت ومحلات تجارية واملاك جراء ذلك التفجير بحدود 11 مليون دولار".

وأورد التقرير، أن "منظمة برنامج التنمية التابع للأمم المتحدة ومنظمة الهجرة الدولية ذكرتا ببيان مشترك في شهر آب الماضي ان برنامج التنمية صرف مبلغ التعويض في نصب أعمدة للكهرباء ومحولات".

وأضاف، أن "البيان المشترك تحدث عن خطة لنصب محطات توليد كهرباء ثانوية يتم تنفيذها في شهر تشرين الأول".

وأفاد التقرير، بأن "البيان المشترك ذكر أن مشاريع منظمة الهجرة اشتملت على رفع الأنقاض وخلق فرص عمل من خلال برامج دفع أجور مقابل عمل، مع إعادة تأهيل محلات".

وزاد، أن "منظمة الهجرة ذكرت في بيان منفصل بانها أعادت تأهيل 259 محلاً وتنفيذ خمسة مشاريع زراعية وشمول 400 فرد من أهالي الحويجة في نشاطات عمل مقابل أجور".

ونفى مدير بلدية الحويجة سبهان خلف الجبوري علمه بهذه المشاريع، مشيراً الى ان "المتضررين الأصليين من هذا التفجير لم يلمسوا شيئا من تعويض أو مساعدة، وينبغي ان تصرف هذه المبالغ مباشرة لهم".

وتابع الجبوري، أن "كثيراً من العوائل الناجين من التفجير تعرضوا لأمراض سرطانية جراء تسرب مواد كيمياوية في الهواء، واغلبهم بحاجة لعلاجات خارج البلاد."

ويعود التقرير، إلى أن "أشواق عندما وصلت مع زوجها وطفلهما المصاب عمر الى المستشفى كانت الردهات مليئة بالجرحى والموتى".

وذكر، أن "عمر كان قد تعرض وجهه لحروق بليغة ولم تكن هناك معدات كافية يستخدمها الأطباء لعلاجه على نحو صحيح".

وشدد التقرير، على أن "إرهابيي داعش رفضوا السماح للعائلة بمغادرة الحويجة لعلاج طفلهم في مستشفى آخر أفضل".

ونوه، إلى أن "العائلة استعانت بعد ذلك بمهرب لتتمكن في الخروج من الحويجة الى كركوك، فيما قال الأطباء هناك انه قد فات الأوان لعلاج هذه الحروق على الوجه الصحيح وستبقى آثار الحروق على وجه الطفل".

واستطرد التقرير، أن "عمر يبلغ من العمر الان 11 عاماً ووجهه مشوه بسبب الحروق"، متابعاً أن "الأطفال في المدرسة يسخرون من عمر، واجبره ذلك على ترك المدرسة لتلافي هذه الاهانات والتعليقات".

تقول والدته اشواق: "انظر اليه واشعر بالحزن، انظر اليه وابكي وادعو الله ان يأتي يوماً ويعود وجهه كما كان، تكلمت عن حاله لمنظمات دولية وصحفيين أجانب ووعدني قسم منهم بمساعدة ولكن لم اتلق أي شيء."

وأردف التقرير، أن "والدي عمر حصلا حقا على فائدة صغيرة من التغطية التي تلقتها حالتهم، ولكن ليس من الحكومة الهولندية، حيث قامت مجموعة من المواطنين بالتبرع لعلاج عمر وتم جمع مبلغ قدره 7 آلاف دولار".

وأشار، إلى أن "المبلغ لا يكفي لسد كلفة علاج حالة عمر في خارج العراق، ولكن يمكن اعتبارها البداية".

ومضى التقرير، إلى أن "العلاج يتطلب الحصول على سمة دخول (فيزا) إلى هولندا، ورغم أن عائلة عمر قدمت طلباً منذ أشهر، فإنها لم تتلق الرد، وما زالت تنتظر بأمل ضعيف".

عن: موقع (ذي انترسيبت) الأميركي

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

مقالات ذات صلة

بغداد ملتزمة بـ
سياسية

بغداد ملتزمة بـ"التوازن".. والتطبيع مع سوريا يتعثر بسبب "مخاوف الإطار"

بغداد/ تميم الحسن تستمر بغداد بالسير على خيط التوازن الرفيع، إذ تضغط واشنطن على العراق لإيقاف التمدد الايراني، فيما يعمل أطراف بالداخل على عكس ذلك. ويتعين على بغداد استئناف ضخ النفط من كردستان، والا...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram